قرابين الحب والغفران الجزء الثاني لرواية ثلاثتهم بين حب وجحيم فصحى

الفصل السابع

تصويت ودعم للقصة

قرابين الحب والغفران

كتابة رؤى صباح مهدي

الفصل السابع

رقت لجملته الاخيرة وقالت له باهتمام:

-لكن يا مختار جروحك التأمت، وحتى قدمك اصبحت افضل. هل تريد ان تجرب المشي عليها بإمكاني إسنادك

نظر لها نظرة خواء؛ لعدم فهمها مقصد الالم الذي يجتاحه. انه الم عقلي وليس جسدي فألم الجسد يخف بمجرد الراحة واخذ الدواء المناسب، وأما الم العقل والالم النفسي لا مناص منه يهاجم كأشرس عدو للإنسان رغم انه يعتبر من ضمن هذا الانسان. سألها سؤال بعيد عما سألته هي:

-الفتاة التي تبقى عندنا متى ستعود الى بيت عائلتها؟

ردت عليه:

-لا ادري انها لا تملك المال وابنها ليس معها ولم تقرر بعد ما تريد عمله

سألها:

-هل كلمت عائلتها طمأنتهم عليها؟

ردت سهاد وهي تضرب رأسها بكفها:

-اوه لقد عرضت عليها الاتصال من هاتفي ونسيت ان اسألها عما حصل!

نظر لسهاد يتأملها وهي تفكر. بدت اكثر اشراقا وهدوء من قبل، كغابة خضراء أمطرت السماء عليها وبعد ان تلاشى المطر أينعت وزاد لمعانها وجمالها. جاءت عينه على يدها وأصابعها التي تورمت وتأذت بفعل غسيل الملابس باليد والعمل في البيت ومداراة الصغير والعناية بمتطلباته هو ايضا. قال لها:

-يجب ان تري طبيب بخصوص أصابعك

نظرت الى أظافر يدها وردت:

-ومن اين لي بالمال؟

شعر بضيق في صدره وتذكر كل الايام التي وعدها فيها بالاعتناء بها ورعايتها، وها هو ينام على السرير يعاني من اثار الوزن الزائد في اماكن ومن اثار الضعف والتعب في اماكن اخرى من جسده، لا يتحرك الا باستعمال الكرسي. همس:

-عندما يحضر سرمد، سأطلب منه ان يعطيك المال لتذهبي الى الطبيب

ردت عليه:

-لكننا نحتاج المال لأمور أكثر أهمية مني

نظر لها بغضب وأراد ان يقول لها "انت اهم من كل شيء" ثم تذكر تلك الايام حيث وضعها في اخر قائمة اهتماماته لان كل شيء حينها بدا اهم منها بالنسبة له، وأخذته المشاكل والحياة وتقلباتها المستمرة منها. لطالما اتهمته بتفضيل كل شيء عليها وهي زوجته، وفي بعض الأحيان كانت محقة وفي أحيان أخرى كان فقط طيش مراهقة. قال لها:

-ان حدث ليدك شيء فلا يمكن ان تعتني بالبيت اليس كذلك؟

نظرت له بتساؤل فاسترسل: