تصويت للفصول من فضلكم حتى خوارزمية الواتباد تظهرها لقراء اكثر
قرابين الحب والغفران
كتابة رؤى صباح مهدي
الفصل 18
لبست تلك الملابس المثيرة، ووضعت احمر الشفاه اللماع المرغوب من زوجها، ومشطت شعرها المصبوغ ليس من وقت بعيد، ورسمت ابتسامة شقية على وجهها، فجلست تنتظر حضوره. عينها الممتلئة بالكحل على عقارب الساعة، وشعرت -ان اليوم بالذات- هذه العقارب تسير ببطء شديد. نظرت الى غرفة نومها الأنيقة المصنوعة من الخشب الغالي المستورد، انتقلت الى الارض المختارة من أفضل انواع المرمر المصقول، الى السجادة المستوردة من افضل المصانع، وتنهدت متفحصة بطنها التي لم تنمو بعد وقالت:
-هذه ايامنا الاخيرة معا ايها الصغير
كانت حزينة جدا وشعور الامومة الذي تتعطش اليه اي امرأة، سيسلب منها الى الابد؛ لان زوجها لا يرغب بالمزيد من الاطفال! سمعت صوت الباب يفتح فاعتدلت في جلستها واعادت الابتسامة على وجهها وهي تحاول اقناع نفسها ان زوجها انسان جيد وبعض التضحيات يجب ان تقدم لاجل ان يسير قارب الحياة؛ اليس هذا ما تفعله كل زوجة في هذه البلاد؟
نهضت لتستقبل سعيد واضعه على جسدها روب حريري بنفس نوع ملابس النوم التي تلبسها. نظر لها سعيد بابتسامة على وجهه وقال:
-حبيبتي الصغيرة!
ردت عليه سائرة ناحيته تستقبله كعادتها كما تفعل كل مرة:
-حاج سعيد كنت انتظرك منذ مدة طويلة!
رد عليها بينما يسير ليقوم بروتينه اليومي عندما يعود الى بيتها:
-العمل لا ينتهي يا لبنى! مشاكل، وضغوط، واشخاص مجبر على تحملهم. هنا اتي لاجد الراحة دائما يا صغيرتي.
تبسمت بسعادة لكن سعادتها سرعان ما اضمحلت حين سألها وقت العشاء:
-هل فعلت ما طلبته منك؟
فهمت ما يعنيه، ولكنها تمنت لو انه عنى شيء اخر بسؤاله. كرر سؤاله بنظرة، منتظرة منها الرد، لترد:
-امنية سترتب كل شيء
خزرها بعين ممتلئة بعدم الرضا وقال:
-سريعا! لا اريد للطفل ان يكبر
تنفست بخوف وردت:
-سأفعل لا تقلق
لاحظت بعض العصبية منه بعد ردها؛ من خلال صوت الملاعق العالي على الصحون، لكنه سرعان ما هدأ وقال:
-الحاجّتان ستعودان بعد غد اريد هذا الامر منته قبل ان تعودا
يقصد زوجتيه الاكبر من لبنى.
هزت لبنى رأسها بالموافقة وقالت بسرعه:
-غدا سأكلم امنية وسأفعلها

أنت تقرأ
قرابين الحب والغفران الجزء الثاني لرواية ثلاثتهم بين حب وجحيم فصحى
ChickLitاستكمالا لحكاية مختار وسرمد وسهاد من تكون المتسولة التي يجدها سرمد في الشارع ويحضرها الى البيت وكيف ستثير غيرة سهاد وكيف سيتعامل سرمد وسهاد مع عودة مختار الى حياتهما من جديد