ادعم القصة بتصويت وتعليق
قرابين الحب والغفران
كتابة رؤى صباح مهدي
الفصل الثامن
جلست امنية تضع ساقا على ساق تتناول إفطارها بدون شهية، تنظر الى الطفل الصغير العابث بطعامه الخافض لبصره ينظر الى ما يسقط من صحنه يمنة ويسرة بسبب العبث به. قالت له:
-بدر هل انت حيوان يا عزيزي؟
رفع رأسه ينظر اليها لتكمل:
-لماذا لا تأكل كالبشر؟ طعامك نصفه على الطاولة.
رد عليها بصوته الذي يلثغ:
-اريد بطاطا مقلية لا أرغب بهذا الطعام
ردت عليه بتوتر:
-أريد ان أسألك بضعة أسئلة اذا أجبتني عليها سأحضر لك بطاطا مقلية مع الصلصة، موافق؟
هز رأسه بطفولية لتكمل:
-كيف دخلت مريم الى البيت؟
تردد بالرد ونظر لها مطولا، ولأنها تريد معرفة الجواب صبرت عليه وبعد ان أنهي لحظات التأمل والتردد قال:
-انا أحب ميمي
عقدت حاجبيها وهمست:
-ميمي سرقتك من والدك وأطعمتك الأكل من الحاويات وكان سريرك الرصيف لأيام. مريم لا تحبك يا بدر بل انا ووالدك نحبك كثيرا
همس بدر:
-انت لا تحبيني انت تضربيني
تراجعت للوراء وشهقت. لو سمع والده هذا الكلام فياويلها منه. قالت له بحدة:
-لا تقل هذا الكلام يا بدر ابداً، فهمت؟
ردد بدر بالعناد:
-انت تكرهيني وتضربيني لا احبك اريد ماما اريد ميمي
احمر وجهها بلون قان وضربت الطاولة بيدها فاهتزت الصحون والملاعق التي عليها. صرخت فيه:
-اخرس! عديم التربية! اغلق فمك.
لكنه ظل يصرخ بعبارة "اريد ماما اريد ميمي" فنهضت من مكانها وسحبته من يده بقوة وهي تصرخ فيه:
-انا ماما الآن، اما ميمي تلك فلن تراها ابدا. لا يهم ان كنا نكره بعضنا البعض ما يهم هو إنك طفل وانا سأعيد برمجتك لتنسى كل ما تعلمته في السنوات الماضية، وستكون عاقلا ولن تسبب لي اي مشاكل ايها الطفل المشاغب.
رمته في غرفته ووقفت امام الباب تنظر اليه يبكي بعين ملؤها الغل والحقد عليها وقالت له:
-لن تأكل حتى تعتذر وتعدني انك لن تكرر ما قلته. هيا اجلس في غرفتك ايها المشاغب الصغير وفكر فيما قلناه.
اغلقت عليه الباب فظل يبكي محتضنا الوسادة كأنه يحتضن والدته. طفل بهذا العمر باشد الاحتياج لأحضان والدته، لحبها، لضحكتها، لسماع دقات قلبها، ولكن هذا الطفل الصغير توقفت دقات قلب والدته بابشع صورة امام ناظريه فوقف هو ينظر الى اللهيب المشتعل برعب يسمع الصرخات التي تشق الاذان بارتجاف، ويشم تلك الرائحة التي لن تترك انفه ابدا؛ رائحة احتراق انسان!

أنت تقرأ
قرابين الحب والغفران الجزء الثاني لرواية ثلاثتهم بين حب وجحيم فصحى
ChickLitاستكمالا لحكاية مختار وسرمد وسهاد من تكون المتسولة التي يجدها سرمد في الشارع ويحضرها الى البيت وكيف ستثير غيرة سهاد وكيف سيتعامل سرمد وسهاد مع عودة مختار الى حياتهما من جديد