قرابين الحب الغفران
كتابة رؤى صباح مهدي
الفصل 14
الخاطرة بقلم المميزة
وتسأل عن حال قلبي
وهو بعيد عن وطنه
غريب عن حاله
فلتكف صوتك عنه حتى
يعود الغائب لمكانه
--
لُجِم لسانه، لم يقدر على الرد، نظر لها بعيون مفتوحة تماما ووجهه مصفر، لتكمل وهي تقترب منه قائلة:
-لن أكذب عليك وأقول لك اني لا احب سرمد، فكل من في هذا البيت يحبون سرمد. انه اخ طيب يحب اخاه حد الموت، ويفعل المستحيل لأجله. عم رائع يعتبر ابن أخيه كإبن له، مستعد لفعل اي شيء لراحته. صديق لا يقدر بثمن، واخ زوج مثالي. لقد حمانا في فترة غيابك وحتى بعد عودتك، وتألم كثيرا لكن لم ينطق بحرف، وضحى بكل شيء حتى دراسته وحياته الخاصة لاجل عائلة اخيه. يتحمل رنا ومزاحها الثقيل، حتى اكثر من اخي مقداد. سرمد هو ذلك الغريب الذي تتمنى لو انه موجود حينما تحتاج الى المساعدة، فلا يعرفك لكنه قادر على انتشالك من غرقك وبلا مقابل! هل تريدني ان اقول لك اني لا احب هذا الانسان؟ الا تحبه انت يا مختار؟
اطرق مختار باستسلام بعد ان زالت كل نظرات الصدمة والحيرة ورد عليها:
-لطالما كان سرمد افضل مني. حتى امي فضلته علي
تبسمت سهاد وردت:
-لا احد يفضله عليك يا مختار. خالتي فتحية أحبتكما بشكل متعادل، ومع هذا أنتما الاثنان تقولان انها احبت الاخر اكثر. لا يمكن للأم ان تحب احد أولادها اكثر من الاخر يا مختار!
عض شفتيه وهمس بحزن:
-انه الان يعيل العائلة يعيل المريض المجنون العليل المعقد مختار!
همست سهاد قائلة بينما تقترب منه تريد ان تمسك به لكنها خائفة من ردة فعله، ومن ان يؤذيها كما فعل اخر مرة بيدها، والتي لازالت اثارها واضحة:
-انها مرحلة وستزول؟ ستعود الى سابق عهدك، ولكن يا مختار عليك بالعلاج والمحاولة للعودة الى عائلتك!
رد عليها بقهر:
-ما كسر قد يتصلح، ولكن لن يعود ابدا الى ما كان عليه.
ثم رفع رأسه ونظر لها باضطراب قائلا:
-الوجوه التي رأيتها تبصق دما، والاجساد التي شممت رائحة الحروق عليها، والعظام التي تكسرت لاسباب تافهة، اذا استطعت ان أتناسى كل هذا فلن انسى ابدا صرخات الالم التي تثقب الاذن، وتقتل الروح. لا يوجد علاج يا سهاد سيعيد مختار الى البيت، فمختار غادر ذلك اليوم ذاهبا الى العمل وفي الطريق اليه مات فهمت؟ مااااااااااات!

أنت تقرأ
قرابين الحب والغفران الجزء الثاني لرواية ثلاثتهم بين حب وجحيم فصحى
ChickLitاستكمالا لحكاية مختار وسرمد وسهاد من تكون المتسولة التي يجدها سرمد في الشارع ويحضرها الى البيت وكيف ستثير غيرة سهاد وكيف سيتعامل سرمد وسهاد مع عودة مختار الى حياتهما من جديد