اقتباس لطيف

4.3K 106 18
                                    

فجأة سمعت صوت متهكم يأتي من آخر الرواق ، كان يراقبها باستمتاع :
- وادي نتيجة حبه ليكي هيموتك !.

سلطت مصباحها عليه هاتفة بنبرة حادة :
- أنت مين ؟ .

وضع يده على وجهه يحجب الضوء عن عينيه هاتفًا بنبرة متهكمه :
- ابعدي البتاع ده عن عيني .

أبعدته قليلا ثم هتفت بنبرة ساخرة :
- وانت بقى شبح السفينه ولا أحد الموتى  ؟.

ضحك بخفوت مرددًا بسخرية :
- لا  ده ولا ده ، انتي اسمك إيه بقى ؟

حدقته بذهول ثم هتفت بنبرة ساخرة :
- والله ده وقته ؟ .

ابتسم هاتفًا بعبث بينما يحرك شيئا ما في يده :
- وقته تماما ، مش لازم أعرف أنا هموت مع مين؟ .

زفرت أنفاسها بضيق ثم نهضت عن جلستها ، هاتفة بنبرة حادة :
- أنا ناديت إذا كان في حد هنا علشان نطلعه ليه متكلمتش ؟ أو حاولت تتطلع ليه حبست نفسك هنا؟.

همهم ببرود :
- عارف ، بس مش مستني مساعدة منكم .

نظرت له باستغراب ثم اقتربت منه فأوقفها هادرًا بصوت مرتفع :
- خليك عندك ، اوعي تقربي !.

تجاهلت حديثه ثم اقتربت أكثر رفعت مصباحها ووجهته على قدمه هاتفة بذهول :
- رجلك مصابه أوي .

تمتم بسخرية متجاهلا حديثها :
- ملكيش دعوة ، يالا شوفي انتي رايحه فين ؟.

ضحكت بسخرية قائلة في تهكم:
- اممم للأسف هتضطر تستحملني معاك في الجناح الجميل  بتاع حضرتك ده – رمقها بضيق من سخريتها فأكملت بلا اكتراث –لحد ما المد يهدى شوي ، بس تعرف اللي صمم السفينه دي عبقري .

نظر لها ببرود ثم هتف بنبرة مستهزئة :
- ليه يعني ؟ إيه العبقرية في كدا ؟ انتي مبتشوفيش ولا إيه؟ السفينة غرقانه فين بقى عبقريته دي ؟ .

ابتسمت في سماجة تجاوبه موضحة :
- لأن الغرفة السفلية دي حاجبه للٔالماس وكمان فيها اكسجين وتعتبر منعزله عن باقي السفينة ولا سيادتك مش ملاحظ إنها مفهاش مايه عرفت بقى عبقري في إيه ؟ .

لم يستمع إلى أي كلمة مما تحدث به فمها الثرثار غير كلمة واحدة أخذ يرددها بشغف :
- إنتي قولتي ألماس ؟.

ضحكت بخفوت قائلة بارتباك من نظراته:
- انت فهمت غلط أنا أقصد ...

قاطعها هاتفًا بنبرة عابثه :
- عارف قصدك إيه ؟ .

رفعت إحدى حاجبيها رامقة إياها بنظرة تهكمية ساخرة:
والله ؟.

أومأ برأسه مؤكدًا ثم هتف بنبرة هادئة لمعت عينيه معها :
- تقصدي البحر بالألماس ؟.

توسعت حدقة عينها بذهول مرددة بنبرة منخفضة:
- عرفت منين ؟.

ابتسم بخفوت مرددًا بشغف :
- لأني أنا كمان بدور على الألماس ، والمكان ده هو الألماس البحر ، المايه، الزرقه الأسماك ، الاصداف ، اللؤلؤ ،كل الحاجات دي ألماس بالنسبة ليا ولو أطول أعيش هنا هاعيش .

ابتسمت بشدة ثم استوت في جلستها هاتفة بنبرة مرحه:
- مطلعتش لوحدي أهو في مجانين زيي – رمقها بنظرة تهكمية من كلمتها الأخيرة فاردفت بخجل – مقصدش بس أصحابي بيقولوا ...

قاطعها رافعًا يديه ثم هتف بلامبالاة :
- مش متضطرة توضحي فاهمك كويس .

عم الصمت ، وكأن الكلمات قد نفذت ، لم يقطعه سوى انات خافضه صدرت منه ، فرفعت رأسها ونظرت إليه تتفحصه بقلق ثم هتفت بنبرة هادئة :
- الحزام وقف النزيف بس كدا الجرح هيتلوث أنا معايا معقمات في شنطتي ....

استوقفها سائلاً إياها بنبرة ساخره :
- وانتي هتقدري تخيطي جرح بالطول ده ، جايز بعد ما تشوفيه يغمى عليكي خليكي مكانك أحسن .

جزت على أسنانها بغيظ من نبرته الساخرة وكلماته المستخفة بها ثم نهضت توليه ظهرها قائلة بنبرة واثقة :
- متخفش عليا .

صحح حديثه باندفاع :
- أنا مقولتش إني خايف عليكي !.

تبسمت بهدوء قائلة :
- طيب ، أهدى وريني رجلك بقى .

زفر الهواء بضيق ثم نزع حزامه الجلدي من حول قدمه ، هالها المنظر إلا أنها احتفظت بملامح وجهها الهادئة حتى لا يضحك عليها ، ثم أمسكت بالقطن وجلست تعقم قدمه ، وما إن تفعل شيء حتى تتطلع  إليه ترى تعبيرات وجهه فتراه هادئًا ، حتى أتت لحظه الخياطة فرفعت رأسها ونظرت إليه سائلة بتوتر :
- هتقدر تستحمل من غير بينج موضعي ؟.

أومأ برأسه مؤكدًا ، وأغمض عينيه ، فشرعت هي في خياطة الجرح ببراعه ، وبين الفينة والأخرى يلقي عليها نظرة عابرة معترفًا لنفسه بأنها فتاة شجاعة وماهرة أيضًا .

وبعد وقت انتهت هي ولفت قدمه بالشاش الأبيض ثم أخرجت زجاجة ماء وأعطته إياها ، نظر ليدها الممتدة بتردد فشجعته قائلة بهدوء :
- مالك أشرب ؟ وفيه معايا هام بورغر تعالى ناكل يالا هموت من الجوع.

ضحك بشده ، فتمتمت بغيظ قائلة بنبرة متهكمه:
- والله هو كويس انك ضحكت يا استاذ مكشر إنت بس سؤال إيه اللي بيضحك ؟.

تمالك نفسه قليلا ثم هتف بنبرة عابثه:
- إيه اللامبالاة اللي عندك دي ؟ إنتي فاجأتيني كنت مفكر إني الوحيد بس اللي عندي لامبالاة طلعتي اجن مني بمراحل ههههه هام بورغر واحنا في سفينة غرقانة وفي مد برا وانتي كل اللي شاغلك الأكل؟ .

سخرت من حديثه قائلة :
- آه على الأقل ما موتش وانا هموت من الجوع وبعدين نفسي فيه أوي .

تمتم بنبرة ساخرة :
- امممم تصدقي فرقت واقنعتيني.

#اقتباس لطيف ،رأيكم🥰🤍

#في_ حب_الألماس_التقينا.

#نورهان_ناصر.

في حب الألماس التقيناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن