الحلقة العشرون

1.3K 75 0
                                    

الحلقة العشرون < في حب الألماس التقينا> بقلمي نورهان ناصر.(( نحن قاب قوسين أو أدنى من النهاية وتوديع الألماس 🥹 ))

كانت تسير في وسط الظلام ، والهدوء القاتل يخيم على المكان من حولها ، لا تسمع سوى صوت ضربات قلبها المحتجة عليها من الخوف ، هذا المكان وتلك الجدران التي كانت الشاهد الوحيد على معاناتها ، احمر وجهها وتعالت أصوات تنفسها ممتزجة مع أصوات نحيبها ، فـ وضعت يديها حول أذنيها وهي تجثو على الأرض بركبتيها ، تنتفض بشهقات عالية عندما اتضح لها أين هي؟ ، صدح صوت بكاء تلك الطفلة على عقلها والتي لا يفارق بكاءها أذنها بالأساس ، تبعها همسات ذاك الذئب البشري تتغلغل بداخل عقلها .

وها هي صورته البغيضة تتراقص أمام عينيها ، فـ أخذت تركض بكل قوتها وضحكاته الشيطانية تلاحقها ، وفي أثناء هروبها منه رأت الطفلة تقف أمام وجهها تقطع طريقها وهي مخفضة الرأس ، ذات ملابس متسخة مغلفة بالدماء وشعر مشعث يخفي وجهها بأكمله ، نظرت ليل لها باكية تقول بخوف :

- مكنش في أيدي حاجه أعملها ليكِ ... أنا هنا محبوسة محدش قِبل يسمعني ...صدقيني حاولت أنقذك .... ضربوني ..... وهو ضربني وهددني أكون مكانك متلومنيش أنا أضعف من إني أواجه جبروته ، وحتى بعد وفاتك جاب بنات تانيين ،وحاولت أحذرهم بس هو ضحك عليهم وهما مصدقونيش أنا أسفه بطلي تطلعي قدامي أنا عندي من المعاناة يكفي بلاد ...أنا تعبت وأنتِ موتي وارتاحتي سيبيني في حالي .

أولتها الصغيرة ظهرها وهي ترحل مخفضة الرأس ، في حين ازداد بكاء ليل وهي تستمتع لصوته الشيطاني يقترب منها ممسكًا بكلا كتفيها وهو يقف خلفها ، أغمضت عينيها بقوة واحمر وجهها بشدة ، تشعر بأنفاسه تحرق روحها ، لفها له لتقابل وجهه ولكن عندما فتحت عينيها ، قابلها وجه آخر بغيض يُهسهس بنبرة خبيثة :

- جحيم نائل لسه ما خلصش يا ليل .

آفاقت ليل من نومها وهي تنتفض جالسة تصرخ ببكاء ، بينما تضع كلا يديها على وجهها ، نهض كريم مذعورًا وهو يمسح على عيونه بقوة ثم اعتدل وأمسك بكتفها وضمها إليه وهو يهدهدها ك طفلته حتى خفت صوت بكائها لتقول بتلعثم :

- كابوس ...كابوس فظيع يا كريم ...أنا تعبانه جدا ...ماتسبنيش لوحدي .... أنا معرفتش أعملها حاجه ....أنا كنت ضعيفه وقتها ....مع إنها مش بتبص لي بس حاسه إنها بترمي الحق عليا هو السبب ...هما اللي ضيعوها لما محدش صدقني .

مسد كريم على شعرها بلطف وهو يقبل جبهتها بينما يضم رأسها إليه أثناء قوله في حنان:

- أنتِ معايا دلوقت متخافيش أنا هنا جنبك - صمت لثوانٍ قبل أن يكمل - مين دي يا ليل اللي بتتكلمي عنها؟؟ .

زفرت ليل أنفاسها في حزن وصمتت وهي تستند على كتفه ، بينما دموعها لم تصمت وأخذت تتابع الهطول بغزارة ، فعانقها كريم وهو يحتويها بين ذراعيه ويهمس بأذنها بحنان شديد ، أما هي فاستكانت بين ذراعيه ، فقط عناق صامت هذا كل ما تحتاج أن تشعر بدفء من تحب وحنانه الذي لا يبخل بإعطائه لها كله ، أدرك كريم رغبتها تلك فابتسم ثم وضع قبلة حانية على شعرها وهو لازال يحتضنها حتى هدأت تمامًا ، فابتعد كريم وهو ينظر لعيونها ببسمة لطيفة قائلا :

في حب الألماس التقيناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن