الحلقة الثامنة والعشرين

1.1K 72 5
                                    

( قبل الحلقة متنسوش اخواتنا الفلسطينيين من دعائكم ، اللهم كن لهم عونا ونصيرا وكن لاعدائهم بالمرصاد يا رب العالمين 🇵🇸💜))

__________________
الحلقة•الثامنة والعشرون •في حب الألماس التقينا• بقلمي نورهان ناصر.

الظلام ، نعم الظلام هذا ما نراه في تلك الغرفة ، هدوء قاتل يعم المكان ، لكن فجأة يتطرق إلى آذاننا صوت لأنفاسٍ مكتومة تأن بشكل يُقطع نياط القلوب ،  أنهار من الدموع تُزخر بسخاء ، إذا انصتنا جيدًا نستمع لسقوطها أرضًا على شيء معدني مصدرة صوتًا معهودًا يشبه زخات المطر ووقعها على أرض معدنيه ، ألم شديد يحيط بذلك الجسد المقيد بالحبال المتينة ، المحني الرأس للأمام قليلًا يبكي بانهيار ، بصيص من النور بدد تلك العتمة المقيتة عندما تخلل ذلك الضوء أرجاء الغرفه ؛ لنرى من بين الظلام عينيان حمراوتان  مملوءة بالكثير من الكُره .

ثم وقع لأقدام تقتحم أرضية الغرفة ، وبعدها صوت لصرير الباب يغلق ؛ ليعم الظلام مُجددًا لبضع دقائق قبل أن يسير ذاك المقتحم نحو أحد مكابس الكهرباء ، يضغط عليه ببطء شديد ؛ لتضئ الغرفة بضوء خافت بالكاد نرى به ، رفعت تلك المحنية الرأس عينيها ترمق من أمامها بغضبٍ شديد وهي تصرخ بهمهمات لم تتعدى حلقها ، ليضحك الآخر بصخب عليها قائلًا باستفزازٍ :

- تؤتؤ خليكِ زي ما أنتِ هُس هُس ، كنتِ فاكره إيه؟؟ إني مختوم على قفايا مثلًا ؟ وماشوفتكيش وأنتِ بتتنصتي علينا ؟ ما كنتِ في حالك ،  فضول البني آدم ده غريب ومع إنه بيبقى عارف إنه أكيد فضوله ده هيوديه في ستين داهية بس مع ذلك بيمشي وراه وأنتِ مكنش لازم تسمعي كلامنا .

أخذت تحرك جسدها من على المقعد بغضب وهي تحاول الصراخ في وجهه ، قلص هو المسافه بينهما ومد يده لتقبض على فكها بقوة شديدة وبسمة شيطانية تعتلي فمه وهو يردف ببرود :

- كنتِ ناوية تعملي إيه ؟ تسجنينا مثلًا ؟ كنتِ هتكلمي داليا والهبلة دي في إيدها إيه تعمله ؟ أصلًا لو جات هنا أنا هقطع رجلها ، ودلوقت انطقي يا ربوبتي بتخططوا لإيه ؟.

طالعت رباب عينيه بُكره واشمئزاز شديد وهي تحرك رأسها لتتحرر من قبضته على فكها فهمس حسن بفحيح :

- هشيل اللزقة بس قسمًا بالله لو فتحتي بوقك لأكون موريك النجوم في عز الضهر ، فاكره ريم هخليكِ تحصليها أهي دي نفس الأوضة ،  ياه ذكريات كانت أجمل أيام يا خساره كبرتوا بسرعه ، وأنتِ عارفه مزاجي بقى وأكيد فاكره أصلًا دي ذكريات هتفضل محفورة في عقلكم ومهما تعدي السنيين لا يمكن تنسوها .

صمت لهنينة قبل أن يكمل بملامح عابسه ونبرة متهكمة :

- اللي معرفتش أطولها هي البنت اللي أبوها وأمها غواصين دول كان الكل متجنبها ، حتى أنا رغم إنها كانت حلوه أوي ..بس كفاية الرعب اللي عيشتُهولها أنتِ عارفه يومها شافت كل حاجه كل حاجه بمعنى الكلمه وواثق إنها مش هتعرف تعيش حياة طبيعية بقى عندها رهاب من أي حد يقرب منها كانت بتترعب بس لما تشوفني المهم خلينا فيكِ يا ربوبتي هتسمعي الكلام هكون لطيف هتقلي أدبك يبقى أنتِ الجانية على نفسك .

في حب الألماس التقيناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن