الحلقة الثالثة

2.2K 122 16
                                    

•الحلقة الثالثة • < في حب الألماس التقينا> بقلمي نورهان ناصر.(( متنسوش الڤوت والمتابعة 🙄🚶))

لم تستوعب ما حدث ، أخذت تغوص للأعماق مرة أخرى ، بينما تنظر إلى مقياس العمق ، ازداد هيجان الماء من حولها لكنها مجرد موجة عابرة ، هتفت داخل عقلها بدعاء خافت :

- ربنا هو الحامي ، ربنا هو الحامي ، يارب كن معاه وساعده .

بدأت ليل في البحث عنه ، ولا أثر له من حولها، تمتمت داخل عقلها بنبرة باكيه:

- معقول فقدته كدا خلاص ؟ ، ملهوش ولا أثر .

توقفت ليل في مكانها بينما تنظر إلى مقياس الضغط ، علت ملامحها علامات الهلع؛ وهي ترجو من الله أن يحميه ، ثم تغلغلت إلى مسافة أعمق من التي تقف فيها ، ظلت تغوص للأسفل وهي تجول بعينيها بحثًا عنه ، وأيضًا بلا فائدة .

نظرت ليل إلى وحدة التنفس خاصتها ، وجدتها على وشك النفاذ ، حسبت المسافة بينها وبين السطح ليست كبيرة ، يمكنها الخروج في خلال عشر دقائق وتنجو بحياتها قبل نفاذ الأكسجين منها ، إلا أنها توقفت في مكانها ، لا تدري لما جالت صورته على عقلها فجأة ، وتلاها صورة والديها بطلي الإنقاذ وقدوتها في هذا المجال ، عزمت أمرها وأخذت تهبط للأسفل أكثر ، متجاهلة أجراس الخطر التي تدق بابها ، أقسمت بالله في داخلها أن تخرجه مهما كلفها الأمر فهو لازال على قيد الحياة .

وعنده هو توقف عن الحركة مستسلمًا ، أخذت المياة تسحبه للأسفل ، دون أي مقاومة منه ، أغمض عينيه ،مُرحبًا بالموت، وفجأة شعر بها تمسك بيده تجذبه للأعلى ، فتح كريم عينيه ونظر إليها بصدمه ، أخذت تدفعه معها حتى ابتعدا عن الأعماق ، واضحى السطح قريبًا منهما .

نزع كريم عنه قناع الغوص بغضب ، نظرت ليل له  بذهول وهتفت داخل عقلها:

- مجنون.

سرعت ليل خطواتها واندفعت للأعلى تسحبه معها بقوة ، وما إن اقتربا من السطح حتى نزعت قناعها هي الأخرى صائحة به بنبرة متهكمه :

- ايه اللي سيادتك عملته ده ؟ ازاي تشيل القناع ؟.

نزع كريم يده من يدها ثم هتف بنبرة حادة:

- رجعتي ليه ؟ كنتي سبتيني ؟.

صرخت ليل بغضب قائلة بارتباك:

- قولتلك مقدرش ، مقدرش افهم بقى ، كفاية اللي ماتوا بسببي .

حدقها كريم بذهول مرددًا بتساؤل:

- مين دول ؟.

أدارت ليل وجهها للجهة الأخرى هاتفة بنبرة منخفضه :

- مش مهم تعرف .

ساد الصمت بينهما أخذت ليل تتلفت حولها بذهول ، ثم نظرت إليه وكأنها تذكرت فجأة ، رامية إياه بنظرة تهكمية ساخرة:

في حب الألماس التقيناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن