ضحكت لقلقه منها ، لتُقاطعها "شغف" التي جاءت بسرعة ، نظرت ل "ريان" وهي تضحك بخبث ثم قالت :
_أريد أن أخبرك شيئاً يا "سيليا" .
ليقول "ريان" ممازحاً إياها :
_هل وجودي يزعجكِ يا صغيرة ؟
لتقول بحدة وتلقائية غير مُتوقعة :
_نعم ، كما يزعجك أباك "سليمان الأسطول".
نظرت لها "سيليا" بدهشة وقالت :
_ما هذا ؟
لتتابع "شغف" وهي تتظر ل "ريان" مبتسمة بتحدي :
_لقد سمعت حديثه مع والدته ، قال لها (سأقضي على "سليمان الأسطول" ) .
كان العرق يتصبب من جسد "ريان" الذي ضحك بتوتر ليقول :
_ما هذا الهراء يا صغيرة ؟ ، كنت أمزح مع أمي ، ولكن هل قولي سأقضي على فلان يعني أنه والدي ؟
ابتسمت "شغف" ببرود وقالت ببراءة معدومة :
_لكنك قلت أبي ، وقلت أنه من ضرب والدتك على رأسها .
نظرت له "سيليا" بعدم تصديق وقالت :
_هل هذا صحيح ؟
صمت "ريان" الذي قطَّب حاجبيه ونهض ليغادر ، فأوقفته "سيليا" قائلة بغضب :
_انتظر ، لن تغادر قبل أن أعرف ، هل كنت تكذب كل هذه المدة ؟
استدار لها وقال بثبات وهدوء :
_لم أكذب ، فقط اخبأت هذا .
نظرت بتعجب وضيق وقالت :
_إذًا أبي يعلم هذا ! ، هل يخفي أبي ابن "الأسطول" الذي تبحث عنه الشرطة لديونه ؟ ، أم أنك أتيت إلى مدينتنا بعد أن أصبحتم مٌعدَمين لا تملكون شيئاً ؟
نظر لها بغضب وألم ولكنه لم ينطق ، كانت أسنانه ستنفجر من الضغط عليها لكنه قرر ألا يُجيبها ، وغادر والغضب يسيطر على حواسه .
وقفت "سيليا" غاضبة ومتسائلة ، هل تخبر الجميع أم تسأل أباها فقط ؟ ولكن حتى لو صمتت هي ستخبرهم "شغف" ، ذهبت إلى أمها التي كانت تجلس بجوار "عايدة" الحزينة وقالت بحدة :
_أمي أريد التحدث معكِ .
قالت "ورد" بهدوء :
_ليس الآن يا "سيليا" .
أمسكت "سيليا" يدها وهي تشُدَّها وتقول :
_أمي أريدك في أمر ضروري .
انتبهت "عايدة" لهذا ، فابتسمت وقالت ل "ورد" :
_اذهبي معها لعل أمرها لا ينتظر ، الفتيات أمورهن غريبة .
أومأت "ورد" ونهضت لتذهب مع "سيليا" إلى خارج الغرفة وقالت بحدة :
_هل هذا التصرف صحيح يا "سيليا" ؟