« الفصل الحادي والعشرون »

94 19 4
                                    

انتهى من هذه الحبال ليُساعدها في النهوض ، سارت بضع خطوات ليشير "سليمان" لأحد رجاله أن يقف عند الباب ليمنع خروجهما ، نظر إليه "ريان" وقال بأمر قاطع :

_أخبره أن يذهب .

ضحكت "بسنت" وقالت :

_هل تظن أننا سنتركك تذهب مع حبيبتك بهذه السهولة ؟! .

ابتسم بثقة وقال :

_رضيتم أم أبيتم سأخرج بها من هنا .

ليقطع حديثهم صوت سيارة الشرطة.

ارتجف كل من "سليمان" و "إبراهيم" و "بسنت" ، ثم قال "إبراهيم" بخوف وفزع :

_إنها الشرطة يا "سليمان" سنهلك جميعاً .

ليقول "سليمان" الذي بدأ يتصبب عرقاً ويشعر بالاختناق :

_سنخرج من الباب الخلفي هيا بنا .

نظر "ريان" لهذا الرجل الضخم الذي كان يقف جواره ليرى مسدساً في جيبه نزعه بسرعة ووجهه نحو "سليمان" و"إبراهيم" وقال وهو يحاول إخفاء رعشة صوته ويده :

_توقفوا لن يتحرك أحد من هنا .

لتصرخ "سيليا" وهي تعود بخطواتها للخلف في خوف ، لينظر لها "ريان" وهو يجد صعوبة في أخذ أنفاسه ويقول بهدوء وتعب وهو يشير برأسه لغرفة توجد بالمكان :

_أذهبي إلى هناك وأغلقي الباب .

نظرت له بعينيها الخائفتين ونفت برأسها ، ليقول بحدة :

_"سيليا" اذهبي .

كتمت دموعها وسارت وهي تلتصق بالحائط ، ثم دلفت إلى هذه الغرفة الصغيرة ، كانت مظلمة ورائحتها تشبه الغبار ، جلست أرضاً وهي تضع يدها على فمها وتبكي بخوف وحزن .

لينظر "ريان" إلى "بسنت" الخائفة بغضب ويقول بسخرية وهو يوجه المسدس نحو وجهها :

_لمَ أنتِ خائفة هكذا يا فتاة ؟! ، أين هي "بسنت" الشريرة التي تؤذي بلا قلب ؟ .

ثم نظر ل "سليمان" لثوانٍ لتتجمع الدموع خلف جفونه ثم تظهر تدريجياً وهو يقول بنبرة حزينة :

_لقد أصبحت الفتى الذي تريده يا أبي ، أصبحت أنانياً وها أنا أقف أمام أبي وأنا أضع المسدس أمام وجهه بكل قسوة .

ثم ضحك بجنون فسالت هذه الدموع المكتومة ، ليقول "سليمان" وهو يضع يده على صدره بالتحديد فوق قلبه :

_ إهدأ يا بني ، يجب أن نذهب جميعاً ، الشرطة ستقبض عليك أنت أيضاً إذ أمسكت بنا .

ليضحك "ريان" بصوت مرتفع كالمختل ، وهو ينظر في عينيه ثم يقول :

_أنتم المجرمون هنا ، أنا لم أفعل شيء ، وما فعلته من قبل كان نتيجة لوجودي بين ذئاب مثلكم .

بوڤارديا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن