انتهى من هذه الحبال ليُساعدها في النهوض ، سارت بضع خطوات ليشير "سليمان" لأحد رجاله أن يقف عند الباب ليمنع خروجهما ، نظر إليه "ريان" وقال بأمر قاطع :
_أخبره أن يذهب .
ضحكت "بسنت" وقالت :
_هل تظن أننا سنتركك تذهب مع حبيبتك بهذه السهولة ؟! .
ابتسم بثقة وقال :
_رضيتم أم أبيتم سأخرج بها من هنا .
ليقطع حديثهم صوت سيارة الشرطة.
ارتجف كل من "سليمان" و "إبراهيم" و "بسنت" ، ثم قال "إبراهيم" بخوف وفزع :
_إنها الشرطة يا "سليمان" سنهلك جميعاً .
ليقول "سليمان" الذي بدأ يتصبب عرقاً ويشعر بالاختناق :
_سنخرج من الباب الخلفي هيا بنا .
نظر "ريان" لهذا الرجل الضخم الذي كان يقف جواره ليرى مسدساً في جيبه نزعه بسرعة ووجهه نحو "سليمان" و"إبراهيم" وقال وهو يحاول إخفاء رعشة صوته ويده :
_توقفوا لن يتحرك أحد من هنا .
لتصرخ "سيليا" وهي تعود بخطواتها للخلف في خوف ، لينظر لها "ريان" وهو يجد صعوبة في أخذ أنفاسه ويقول بهدوء وتعب وهو يشير برأسه لغرفة توجد بالمكان :
_أذهبي إلى هناك وأغلقي الباب .
نظرت له بعينيها الخائفتين ونفت برأسها ، ليقول بحدة :
_"سيليا" اذهبي .
كتمت دموعها وسارت وهي تلتصق بالحائط ، ثم دلفت إلى هذه الغرفة الصغيرة ، كانت مظلمة ورائحتها تشبه الغبار ، جلست أرضاً وهي تضع يدها على فمها وتبكي بخوف وحزن .
لينظر "ريان" إلى "بسنت" الخائفة بغضب ويقول بسخرية وهو يوجه المسدس نحو وجهها :
_لمَ أنتِ خائفة هكذا يا فتاة ؟! ، أين هي "بسنت" الشريرة التي تؤذي بلا قلب ؟ .
ثم نظر ل "سليمان" لثوانٍ لتتجمع الدموع خلف جفونه ثم تظهر تدريجياً وهو يقول بنبرة حزينة :
_لقد أصبحت الفتى الذي تريده يا أبي ، أصبحت أنانياً وها أنا أقف أمام أبي وأنا أضع المسدس أمام وجهه بكل قسوة .
ثم ضحك بجنون فسالت هذه الدموع المكتومة ، ليقول "سليمان" وهو يضع يده على صدره بالتحديد فوق قلبه :
_ إهدأ يا بني ، يجب أن نذهب جميعاً ، الشرطة ستقبض عليك أنت أيضاً إذ أمسكت بنا .
ليضحك "ريان" بصوت مرتفع كالمختل ، وهو ينظر في عينيه ثم يقول :
_أنتم المجرمون هنا ، أنا لم أفعل شيء ، وما فعلته من قبل كان نتيجة لوجودي بين ذئاب مثلكم .