« الفصل الثالث »

282 35 7
                                    

جاءها صوت "خليل" ليقطع حديثها بحدة في النبرة والنظرة :

_"سيليا" بماذا تهذين ؟ اصمتي الآن .

فتدخل ذلك الأحمق بكل هدوء وبرود وقال:

_لا عليك يا "خليل" ، معها حق أنا لا أتناول الفول في القصر .. ربما لكونه طعام الفقراء!؟

أشعلت كلماته النيران في صدرها وهو ينظر إليها بابتسامة باردة ، لم تتحمل السكوت برغْم علمها بغضب والدها منها ، فقالت وهي تتظاهر بالهدوء:

_في الحقيقة لم أتعجب من كونك وقح ، لاحظت ذلك من قولك "خليل" دون أي احترام لكونه في مقام والدك ، كان هذا كفيل لإظهار عدم تربيتك بشكل جيد .

قالت كلماتها تلك وهي تعلم عواقبها ، لم تسمع بعدها سوي توبيخ والدها الذي طلب منها الذهاب لغرفتها ، بعدها توالت الاعتذارات ل "ريان" وعائلته ، كما غضبت والدته وغادروا منزل "خليل" وهم في غضب شديد منهم ... أو من "سيليا".

                          ***********

وصل "ريان" ووالدته وأخته منزلهم الجديد ، وبعد محاولات عدة لترتيب أغراضهم وتقسيم الغرف ، ذهب "ريان" لغرفته وهو غاضب من هذا الوضع الجديد ومن كلام الفتاة ومن كل ما يحدث حوله .

طرقت والدته باب الغرفة وهو غارق في تفكيره فلم تنتظر وفتحت الباب ، دخلت لتجلس جواره ،
تنهدت بضيق وقالت :

_لمَ تحاول أن تصبح نسخة من أبيك ؟ ، لمَ ترى  الجميع أقل منك ؟ .. لقد تعبتُ من أحوالنا المتقلبة بسبب تصرفاتكما ، اسمع يا "ريان" لا أريد تصرفات طفولية كالتي حدثت في الصباح ، احتقارك للآخرين لن يجعل منك أعلى منهم .. أهذا هو رد الجميل ؟ .

كان "ريان" ينظر بلامبالاة ثم قال بهدوء:

_هل انتهيتِ ؟

هزت الأم رأسها بيأس وقالت بغضب:

_صباح الغد ستذهب لبيت "خليل" لتعتذر إليه وإلى ابنته ، ولن أكرر كلامي ، قد انتهيت الآن.

ثم همََّت للمغادرة ولكنها توقفت واستدارت إليه وقالت بحدة  :

_ولا تُناديه "خليل" مرة أخرى ، كان معها حق الفتاة .. عديم الأدب.

ضحك "ريان" بهستيريه ومن بين ضحكاته قال:

_كم أنتم مجانين ، ماذا أناديه إذاً ، العم "خليل" ! .

ثم تابع ضحكاته وصاح :

_لن يحدث أبداً ، لن يحدث يا أمي ، لن يحدث يا ابنة "خليل" .

                        **********

أما عن بيت "خليل" فلم يغادره الصمت منذ مغادرة أسرة "ريان" .

كانت "سيليا" تجلس بغرفتها منذ الصباح حتي جاءتها "شغف" تقول بهمسٍ وخبث :

_"سيليا" أبي يريدك بالخارج ، يبدو أنه سيضربك الآن ؛ لأنك أزعجتي ضيوفنا في الصباح.

بوڤارديا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن