« الفصل الثاني والعشرون »

90 19 2
                                    

ذهب إلى "سيليا" التي كانت تجلس مع الفتيات في الخارج وقال لها :

_"سيليا" أريد أن أتحدث معكِ .

ذهبت إليه بقلق وقالت:

_هل حدث شيء ؟

وبدون مقدمات قال بجدية :

_أريد قلادتكِ .

تعجبت وقالت بقلق :

_لماذا ؟

قال بجدية :

_لأفتح الصندوق .

قطبت حاجبيها بغباء وقالت :

_أي صندوق ؟

تذكر أنه لم يخبرها بأمره ، فقط أخبرها عمّا كُتِب في الورق ، وعلى الرغم من عدم تأكده من وجود الكنز إلا أنه أراد أن يحاول إلى آخر لحظة ، فقال :

_كان هذا الصندوق في غرفة "ساجد" .

لتقول بحدة :

_وكيف وصلت إليه ؟

قال مبرراً :

_لست أنا من وصل إليه ، إنه خالي "إبراهيم" و "بسنت" .

شعرت بحيرة لتقول بعدم فهم:

_أنا لا أفهم شيئاً .

تنهد ليهدأ قليلاً من هذا التوتر ، ثم جلس على أحد الأحجار الكبيرة التي كانت متراصة في هذا المكان بشكلٍ خلاب ، ثم قال :

_كان هذا الصندوق في غرفة "ساجد" ، وعندما حاولوا سرقة منزلي ومنزلكِ وجدوه هناك ، فأخذوه مع الورق .

شهقت بصدمة وقالت :

_هل حاولوا سرقة منزلنا ؟

صمت ليفكر فيما قاله ، ثم أجاب باستنكار :

_ألم يخبركم العم "خليل" بهذا ؟

نفت برأسها بفزع وقالت :

_ماذا سرقوا من منزلنا أيضاً ؟

ثم تابعت بغضب :

_وكيف يجرؤون على فعل هذا ؟

طأطأ رأسه خجلاً وقال بانكسار :

_أشعر بالخزي لكونهم عائلتي وأقاربي .

نظرت له بأسى ، ثم قالت بهدوء:

_الخزي أن تصبح مثلهم ، ولكنك لست كذلك .

ضحك بطرف فمه باستهزاء ، وقال بحسرة :

_لكل منّا خباياه ، المرء لا يخلو من الأخطاء .

ابتسمت بأمل وقالت :

_وبما أن جميعنا مخطيء ، لذا لا تحزن .

كلماتها كانت تعتصر قلبه ، يعلم أنها ستتحول إلى وحش يلتهمه إذا علمت بما فعله بهم ، ليقول وهو يحاول أن يخرج من إطار تأنيب الضمير :

بوڤارديا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن