ذهب إلى "سيليا" التي كانت تجلس مع الفتيات في الخارج وقال لها :
_"سيليا" أريد أن أتحدث معكِ .
ذهبت إليه بقلق وقالت:
_هل حدث شيء ؟
وبدون مقدمات قال بجدية :
_أريد قلادتكِ .
تعجبت وقالت بقلق :
_لماذا ؟
قال بجدية :
_لأفتح الصندوق .
قطبت حاجبيها بغباء وقالت :
_أي صندوق ؟
تذكر أنه لم يخبرها بأمره ، فقط أخبرها عمّا كُتِب في الورق ، وعلى الرغم من عدم تأكده من وجود الكنز إلا أنه أراد أن يحاول إلى آخر لحظة ، فقال :
_كان هذا الصندوق في غرفة "ساجد" .
لتقول بحدة :
_وكيف وصلت إليه ؟
قال مبرراً :
_لست أنا من وصل إليه ، إنه خالي "إبراهيم" و "بسنت" .
شعرت بحيرة لتقول بعدم فهم:
_أنا لا أفهم شيئاً .
تنهد ليهدأ قليلاً من هذا التوتر ، ثم جلس على أحد الأحجار الكبيرة التي كانت متراصة في هذا المكان بشكلٍ خلاب ، ثم قال :
_كان هذا الصندوق في غرفة "ساجد" ، وعندما حاولوا سرقة منزلي ومنزلكِ وجدوه هناك ، فأخذوه مع الورق .
شهقت بصدمة وقالت :
_هل حاولوا سرقة منزلنا ؟
صمت ليفكر فيما قاله ، ثم أجاب باستنكار :
_ألم يخبركم العم "خليل" بهذا ؟
نفت برأسها بفزع وقالت :
_ماذا سرقوا من منزلنا أيضاً ؟
ثم تابعت بغضب :
_وكيف يجرؤون على فعل هذا ؟
طأطأ رأسه خجلاً وقال بانكسار :
_أشعر بالخزي لكونهم عائلتي وأقاربي .
نظرت له بأسى ، ثم قالت بهدوء:
_الخزي أن تصبح مثلهم ، ولكنك لست كذلك .
ضحك بطرف فمه باستهزاء ، وقال بحسرة :
_لكل منّا خباياه ، المرء لا يخلو من الأخطاء .
ابتسمت بأمل وقالت :
_وبما أن جميعنا مخطيء ، لذا لا تحزن .
كلماتها كانت تعتصر قلبه ، يعلم أنها ستتحول إلى وحش يلتهمه إذا علمت بما فعله بهم ، ليقول وهو يحاول أن يخرج من إطار تأنيب الضمير :