« الفصل الرابع عشر »

102 20 1
                                    

قال وهو مرتبك :

_تعرض أحد أصدقائي لحادث مريب ، هو الآن في المستشفى عليَّ العودة ومساعدته .

وقبل أن يتفوه أحد بكلمة فتح باب السيارة ونزل على الفور وأخذ يركض مسرعاً حتى اختفى عن أنظارهم.

لم يكن يعلم موقعه الحالي لكنه لم يتوقف عن الركض ، ربما خوفاً مما فعله أو ما سيفعله ، لا يدري فقط كان لديه رغبة في الهروب ، ليجد سيارة صغيرة بعد مرور بعض الوقت ، كانت تقودها سيدة جميلة ليست في عمر الشباب ولم تصل إليها الشيخوخة ، وقف أمام السيارة يلهث بأنفاسه حتى توقفت .

كان "ريان" يضع يده على صدره الذي يؤلمه من كثرة الركض والمجهود الذي بذله ، ليلوّح بيده أمام سيارتها فتوقفت ونزلت بسرعة لتتوجه نحوه وهي تقول بقلق :

_هل أنت بخير ؟

وبعد أن هدأ قليلاً قال لها :

_نعم .. انا بخير سيدتي ، فقط أريد أن أذهب لبيتي ، أنا تائه هنا .

وافقت السيدة ولم تمانع .. كان طوال الطريق يفكر فيما سيفعل ، لم يكن الأمر سهلاً كما توقع ، فكلما اقترب من المنطقة زاد قلقه وخوفه .

صادف وصوله آذان الظهر ، لم يكن الوقت مناسب لفعل أي شيء ، الجميع يعمل وباب البيت مكشوف ، كان عليه الإنتظار حتى يحل الظلام .

جلس في غرفته ينظر للسقف فشعر بالملل ، خرج ليتجول في أنحاء المنزل حتى أنتهى به هذا التجول في غرفة المعيشة ، جلس على الاريكة أمام التلفاز كي يخفف من قلقه ، لكنه لم يفعل ذلك ، زفر بقوة ثم خفض رأسه لأسفل في يأس وهو مغلق العينين ، ليفتح عينيه التي وقعت على شيء يلمع من بعيد ، ظل ينظر إليه بدقة لعله يعرف ما هو ، ولكنه لم يحدد ماهيته لينهض نحوه .

مال بجسده نحو هذا الشيء ليجده خاتم يعود لرجل .. لم يكن هذا خاتم أنثى ، أخبره عقله أنه قد رآه من قبل ، ولكن أين ؟ ... لا يتذكر .

وضعه في جيبه ولم يعره إهتماماً ، ثم ذهب لغرفته ليلقي بجسده المتعب على هذا الفراش الذي أخذه لعالم الأحلام السعيدة .

مرت ساعات ليستيقظ على إتصال والدته ، نهض مفزوعاً  يلتفت حوله ليرى أين هو ومتي وكيف جاء ومن هو ؟  ، حتى أدرك كل شيء وأمسك بهاتفه وهو يقول بصوتٍ ناعس :

_خيراً يا أمي هل حدث شيء ؟

قالت هي بتعجب :

_هل كنت نائماً ؟

ليُجيب :

_نعم .

لتصرخ في أذنه :

_حقاً ؟ هل تركتنا وعدت لتنَم ؟ ، ما حال صديقك إذًا ؟ هل أنت مجنون يا "ريان" كاد قلبي يتمزق من القلق عليك وأنت نائم ؟

تذكر "ريان" أنه قد تحجج بصديقه قبل أن يغادر ليقول بسرعة :

_نعم يا أمي أنا معه بالفعل ، أجلس بجواره الآن ولكنني غفوت دون قصد ، أعتذر لقلقك ولكن ما الذي بإمكاني فعله .

بوڤارديا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن