« الفصل التاسع والعشرون(الأخير) »

271 22 10
                                    

وقف "حمزة" والجميع ينظر إليه في دهشة ، ابتلعت "سلمى" ريقها وهي تنظر إليه ، كانت نظراتها متوسلة وخائفة ، نظر إليها ليشعر بتوتر ، ولكنه تمالك نفسه ونظر إلى "سيليا" وقال بحدة :

_مبارك لكِ يا "سيليا" .

ثم نظر إلى "ريان" وقال :

_مبارك لك يا قاتل .

تعجب الجميع لهذا ليتابع "حمزة" قوله :

_ألا يؤلمك ضميرك ؟ قتلت "ساجد" وتريد الزواج من أخته .

لتأتي الشرطة في هذه اللحظة ، تقدم الشرطي ليقول :

_من منكم "ريان سليمان الأسطول" ؟

وكالصاقعة وقعت الجملتين على أذني"ريان" ، توقفت الحياة وانعدمت الرؤية وعجز النطق ، تم كشف غطاء ستره الذي كان يخاف أن يعلم أحد به ، تصبب عرقه فجأة وشعر بزلزلة الأرض أسفله ، ابتلع ريقه ليرى نظرات الجميع المصدومة ، تلك اللحظة التي تمنى فيها أن يموت قبل أن يرى ردة فعلهم ، ليُسلط عينيه إلى "سيليا" التي بدا الذهول على ملامحها ، لتقول بعدم تصديق وتلعثم :

_ما هذا يا "ريان" ؟

ليُكمل "حمزة" الذي بدأ يبكي لاإرادياً وقال :

_لقد قتل "ساجد" يا "سيليا" ، هذا المجرم الذي تسرب بيننا ليخدعنا جميعاً .

ليصرخ "خليل" الذي شُلَّ تفكيره وجسده :

_اصمت يا "حمزة" .

ثم تحولت نبرته لبكاء وألم وعدم تصديق وقال وهو ينظر إلى "ريان" برجفة :

_هل هذا الهراء صحيح ؟

كان "ريان" يشعر بالاختناق والرجفة ، هذا الجسد البارد الذي يرتعش بقوة من الداخل ، ربما ظهر القليل من الرعشة في الخارج ، لم ينطق بكلمة رغم رغبته في التبرير ، ولكن تبريراته شخصية لن تقنعهم ، لتهجم عليه "ورد" التي أمسكت قميصه بقوة وقالت وهي تصرخ وتبكي بصدمة :

_أنت من قتل ابني ؟ أنت يا "ريان" ؟ يجب أن تنطق الآن ؟ لا تصمت هكذا .

كانت تُحركه بعشوائية وهي تصرخ في وجهه باكية ، لم تتغير ملامحه من الصدمة ، يشعر بالكثير من الدموع داخله لكنه عاجز عن إخراجها ، هناك الكثير والكثير من الكلمات والتبريرات ، لكن بأي وجه سيقولها .

كانت "ليل" تقف من بعيد لتشاهد في صدمة وصمت ، لا يوجد استيعاب كافي لدي الجميع ، و "عايدة" التي وضعت كفها على فمها وهي تبكي في صمت ، لا تصدق ما يقال ، وقلبها يلتهب مما يحدث لابنها ، تجاهل الجميع وجود الشرطة ، كان همهم الأكبر هو معرفة حقيقة ما قاله "حمزة" .

أما عن "سلمى" فالتصقت بالحائط لتبكي بحرقة وهي تنظر إلى "حمزة" بخزي وألم ، لينظر إليها من بين دموعه وكأنه يعتذر منها ، كلما نظر إليها كان قلبه يؤلمه ولكنه لم يندم على ما فعل .

بوڤارديا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن