وقف "حمزة" والجميع ينظر إليه في دهشة ، ابتلعت "سلمى" ريقها وهي تنظر إليه ، كانت نظراتها متوسلة وخائفة ، نظر إليها ليشعر بتوتر ، ولكنه تمالك نفسه ونظر إلى "سيليا" وقال بحدة :
_مبارك لكِ يا "سيليا" .
ثم نظر إلى "ريان" وقال :
_مبارك لك يا قاتل .
تعجب الجميع لهذا ليتابع "حمزة" قوله :
_ألا يؤلمك ضميرك ؟ قتلت "ساجد" وتريد الزواج من أخته .
لتأتي الشرطة في هذه اللحظة ، تقدم الشرطي ليقول :
_من منكم "ريان سليمان الأسطول" ؟
وكالصاقعة وقعت الجملتين على أذني"ريان" ، توقفت الحياة وانعدمت الرؤية وعجز النطق ، تم كشف غطاء ستره الذي كان يخاف أن يعلم أحد به ، تصبب عرقه فجأة وشعر بزلزلة الأرض أسفله ، ابتلع ريقه ليرى نظرات الجميع المصدومة ، تلك اللحظة التي تمنى فيها أن يموت قبل أن يرى ردة فعلهم ، ليُسلط عينيه إلى "سيليا" التي بدا الذهول على ملامحها ، لتقول بعدم تصديق وتلعثم :
_ما هذا يا "ريان" ؟
ليُكمل "حمزة" الذي بدأ يبكي لاإرادياً وقال :
_لقد قتل "ساجد" يا "سيليا" ، هذا المجرم الذي تسرب بيننا ليخدعنا جميعاً .
ليصرخ "خليل" الذي شُلَّ تفكيره وجسده :
_اصمت يا "حمزة" .
ثم تحولت نبرته لبكاء وألم وعدم تصديق وقال وهو ينظر إلى "ريان" برجفة :
_هل هذا الهراء صحيح ؟
كان "ريان" يشعر بالاختناق والرجفة ، هذا الجسد البارد الذي يرتعش بقوة من الداخل ، ربما ظهر القليل من الرعشة في الخارج ، لم ينطق بكلمة رغم رغبته في التبرير ، ولكن تبريراته شخصية لن تقنعهم ، لتهجم عليه "ورد" التي أمسكت قميصه بقوة وقالت وهي تصرخ وتبكي بصدمة :
_أنت من قتل ابني ؟ أنت يا "ريان" ؟ يجب أن تنطق الآن ؟ لا تصمت هكذا .
كانت تُحركه بعشوائية وهي تصرخ في وجهه باكية ، لم تتغير ملامحه من الصدمة ، يشعر بالكثير من الدموع داخله لكنه عاجز عن إخراجها ، هناك الكثير والكثير من الكلمات والتبريرات ، لكن بأي وجه سيقولها .
كانت "ليل" تقف من بعيد لتشاهد في صدمة وصمت ، لا يوجد استيعاب كافي لدي الجميع ، و "عايدة" التي وضعت كفها على فمها وهي تبكي في صمت ، لا تصدق ما يقال ، وقلبها يلتهب مما يحدث لابنها ، تجاهل الجميع وجود الشرطة ، كان همهم الأكبر هو معرفة حقيقة ما قاله "حمزة" .
أما عن "سلمى" فالتصقت بالحائط لتبكي بحرقة وهي تنظر إلى "حمزة" بخزي وألم ، لينظر إليها من بين دموعه وكأنه يعتذر منها ، كلما نظر إليها كان قلبه يؤلمه ولكنه لم يندم على ما فعل .