« الفصل الحادي عشر »

129 22 7
                                    


لتقول "سيليا" ساخرة :

_حمداً لله على هذا ، لن تتحمل البشرية اثنين منك .

ابتسم مصطنعاً ثم ذهب يبحث عن الكتاب الذي لم يجده بسهولة ، وعندما عثر عليه وجد شيئاً آخر يلمع من خلفه .

رأى صندوقاً من الخشب المتين أعلاه شكل بيضاوي يشبه قلادة "سيليا" .. (البوڤارديا) .

تذكر قول "أسماء" عن الصندوق الذي خبئه "ساجد" في غرفته ، ولكن ما الذي أتى به إلي هنا ؟!

عاد إلى "سيليا" التي كانت تتحدث إلى "عهد" في الهاتف وتضحك بعفوية ، وهو ينظر للقلادة التي اختبئت أسفل ملابسها وحجابها.

أنهت مكالمتها لتجده شارداً ، كان ينظر لرقبتها ورأسه مشغول بذلك الصندوق ، لوحت بيدها أمام وجهه وهي تكرر اسمه لينتبه لها وهو يقول :

_أين هي ؟

قالت وهي متعجبة :

_من ؟

أدرك ما قاله وكان يقصد القلادة ، حاول إنقاذ الموقف ليقول وهو ينظر للأشياء التي على المكتب أمامه :

_الآلة الحاسبة ؛ لأقوم بحساب ثمن هذا الكتاب .

قالت بتعجب :

_ولكنه كتاب واحد !

ليقول بذهول مفتعل بعد استيعابه لغبائه :

_يا لكِ من فتاة ذكية .

فقالت بسخرية :

_أعلم إفتقادك للعقل ولكن ليس لهذه الدرجة ، عليك التركيز أكثر ، هذا المستوى سيُفقدك عملك .

ضحك عالياً ثم قال :

_إذًا عليكِ أن تحذري من هذا الذي يفتقد العقل .

ثم رفع حاجبيه وأنزلهما في محاولة لإستفزازها ، وبدون أي رد فعل منها وضعت المال على المكتب أمامها ونزعت الكتاب من يده وغادرت .

وفور مغادرتها عاد مسرعاً للصندوق الذي كان من الخشب الثقيل حمله ووضعه على المقعد الذي كان بجواره ، وهو لا يصدق أحقاً قد وصل لما يريد ؟ ، هل هذه هي نهاية الطريق ؟ .. كان يتصبب عرقاً أمام كتلة الخشب هذه لامس تلك البوڤادريا بأطراف أصابعه وهو يبتسم ، وبكل بطء وهدوء فتح الصندوق ..

وجد بداخله دفتر المذكرات الذي كُتبَ عليه من الخارج ("ساجد الشافعي") ..

كما وجد بعض الأوراق التي تعددت الرسومات بها وتجمَّلت ، بعضها لزهور متنوعة والبعض الآخر لمناظر طبيعية .

أخذ الدفتر برفق وجلس بعد أن شعر برعشة أطرافه و ركبتيه ، ليجد أولى صفحات هذا الدفتر مكتوب في أعلاها (طفولة الفتى الوحيد في أسرته) ، لم يعر "ريان" ذلك أهتماماً ، بدأ يستكشف هذا الدفتر ليصل لورقة كُتب أعلاها (ريان الأسطول) ، كانت حوالي ست ورقات كتب فيها عن "ريان" ، قطع "ريان" تلك الوريقات ، واستمر في البحث ليجده كتب عن (سليمان الأسطول) قطع هذا الجزء أيضاً ، كانت يداه ترتعش وأنفاسه  كأنها تضيق لكنه سعيد للغاية .

بوڤارديا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن