قام بلف ذراعه حول رقبة "إبراهيم" وهو يضغط بقوة ، ليحاول "إبراهيم" المقاومة كان يمسك ذراع "سليمان" الملفوف حول رقبته بيديه ليحاول نزعه ولكن "سليمان" كان يزيد الضغط ليقلل قواه في المقاومة ، بدأ "إبراهيم" يتحرك بعشوائية ويضرب بقدمه في الحائط ، ومن بين صعوبة التقاطه لأنفاسه ووجهه الأحمر وعروقه البارزة ، أغمض عينيه تدريجياً لتقل مقاومته حتى تنعدم وتخرج الروح إلى ربها .
وعلى الرغم أن هذا المشهد حدث أمام العديد من المساجين إلا أنهم لم يمنعوا حدوثه ، بعد أن انتهت مقاومات "إبراهيم" تماماً شعر "سليمان" بما فعل ، كأنه كان مغيباً عن الوعي والإدراك ، انتبه ليشعر بلهيب صدره وعرقه الذي يملأ جسده ، أحسَّ باختناق في أنفاسه و ارتجاف في أنامله ، لم يصدق "سليمان" ما فعله أزال يده التي طوقت رقبة "إبراهيم" ثم دفعه بعيداً عنه ونهض ببطء وفزع ، من بين نظرات ذعر الجميع وخوفهم وهم يعودون إلى الخلف ليبتعدوا عنه ، وهو يعود إلى الخلف بجسده المرتعش وقلبه الذي تعالت نبضاته بقوة .
عمَّ الصمت والخوف لدقائق لتبدأ هتافات المساجين التي كانت تستغيث بالشرطة من هذا القاتل ، نظر إليهم "سليمان" بفمه المرتجف وهو يقول بتلعثم وخوف :
_اصمتوا لم أقتله ، لم أقتله ..
ثم بدأ يصرخ وهو يلتصق في الحائط أكثر لعله يبتلعه وينقذه ثم قال :
_لست قاتلاً .
وبعد توتر الأجواء و تجمع رجال الشرطة في مكان الحادث ، جاء الطبيب ليؤكد لهم أنه قد مات ، كان "سليمان" يجلس في أحد الأركان يضم ركبتيه نحو جسده في رعشة وخوف وهو يقول :
_لا أريد أن أموت ، لا أريد أن أموت .
___________________________________________
جلس "خليل" في غرفة المعيشة مع "شغف" التي كانت تخبره بأحدث الأخبار التي جرت في الأيام التي كان بها في مدينتهم ، كان "خليل" ينصت إليها مبتسماً ، لتقول ببراءة :
_أبي ، لقد أخبرتنا أنك وجدت عملاً كصياد ، أليس كذلك ؟
أومأ وقال :
_نعم .
قالت باستعطاف :
_هل يمكنني الذهاب معك ؟
ابتسم وقال بهمة :
_أعدكِ أن آخذكِ معي غداً عندما أذهب أنا و "ريان" .
ثم نادى بصوت مرتفع :
_يا "أم ساجد" يا "أم ريان" ، الجميع يأتي إلى هنا ، يا "ريان" ، يا "فتيات" .
خرج كل منهم من مكانه إلى غرفة المعيشة ، اعتدل في جلسته وقال بسعادة وحماس :
_ما رأيكم أن نقوم بعمل نزهة غداً ؟
نظر الجميع إلى بعضهم البعض بتعجب ثم ابتسموا بعد أن أعجبتهم الفكرة لتقول "ليل" :
_كم هذا رائع يا أبي .