« الفصل الرابع والعشرون »

110 21 2
                                    

تنهد  "كرم" بضيق وشرد في أفكاره ، ليقاطعه هاتفه بمكالمة من مجهول ، قال بتوتر وصوت منخفض وهو يراقب المكان :

_هل كل شيء على ما يرام ؟

أجابه الآخر :

_نعم سيدي .

ليقول بحدة هامساً :

_لمَ تتصل إذاً ؟ .

قال بتبرير :

_أعتذر إليك ، ولكن الرجل الذي أردت مقابلته اتصل وأخبرني أنه سيأتي ليلاً ، تقريباً في العاشرة والنصف .

فكر للحظة ثم قال:

_أخبرهُ أنني سآتي في تمام الثانية عشر عند منتصف الليل .

خرج "كرم" من بيته مُتخفياً نوعاً ما ، كان يلتفت حوله بقلق وحرص ، سار في طريق مظلم وخالي من البشر ووسائل المعيشة تقريباً ، ليصل إلى منطقة صغيرة تدب بها الحركة قليلاً ومنازلها الصغيرة القديمة متقاربة من بعضها .

وقف أمام باب أحد المنازل وطرق بخفة ، ليصدر صوت من الداخل يقول :

_من بالخارج ؟ .

قال "كرم" بصوت منخفض :

_هل "الآغا" موجود ؟ .

فُتِح الباب ببطء ليظهر من خلفه رجل نحيف الجسد ، له لحية سوداء خفيفة وشارب أسود خفيف أيضاً ، قال بقلق :

_لمَ تأخرت ؟ .

قال "كرم" بهمس وهو يدخل :

_كنت انتظر أن تهدأ الحركة بالمنطقة .

ليجلس "الآغا" بغرور ومن ثم يخرج علبة السجائر من جيبه الخلفي ويقول :

_أخبرني الآن ماذا تريد مني أن أفعل ؟

جلس "كرم" ثم استند بيديه إلى عصاه وقال بجدية :

_أريدك أن تراقب شخصاً ما .

قال وهو يعدُّ على أصابعه :

_اسمه وصورته الشخصية وعنوانه .

أخرج "كرم" من جيبه ورقة أمدها نحو "الآغا" وقال :

_هذا هو العنوان ، اسمه "ريان" .

ثم أمسك هاتفه وأخرج منه صورة "ريان" ، كانت صورة قديمة منذ أعوام ، ليقول :

_هذا هو منذ أربعة أعوام تقريباً ، لا أملك غيرها .

نظر "الآغا" إلى الصورة بدقة شديدة ثم أعطى الهاتف ل "كرم" وقال وهو يُخرج دخاناً من فمه وأنفه :

_ماذا تريد أن تعلم عنه ؟

تنهد "كرم" بتوتر وقال :

_أريد أن أعرف تحركاته بالكامل ، من يُقابل ؟ أين يذهب ؟ وهكذا ..

أومأ "الآغا" بثقة وقال :

_إلى متى ستطول مدة المراقبة ؟

بوڤارديا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن