تنهد "كرم" بضيق وشرد في أفكاره ، ليقاطعه هاتفه بمكالمة من مجهول ، قال بتوتر وصوت منخفض وهو يراقب المكان :
_هل كل شيء على ما يرام ؟
أجابه الآخر :
_نعم سيدي .
ليقول بحدة هامساً :
_لمَ تتصل إذاً ؟ .
قال بتبرير :
_أعتذر إليك ، ولكن الرجل الذي أردت مقابلته اتصل وأخبرني أنه سيأتي ليلاً ، تقريباً في العاشرة والنصف .
فكر للحظة ثم قال:
_أخبرهُ أنني سآتي في تمام الثانية عشر عند منتصف الليل .
خرج "كرم" من بيته مُتخفياً نوعاً ما ، كان يلتفت حوله بقلق وحرص ، سار في طريق مظلم وخالي من البشر ووسائل المعيشة تقريباً ، ليصل إلى منطقة صغيرة تدب بها الحركة قليلاً ومنازلها الصغيرة القديمة متقاربة من بعضها .
وقف أمام باب أحد المنازل وطرق بخفة ، ليصدر صوت من الداخل يقول :
_من بالخارج ؟ .
قال "كرم" بصوت منخفض :
_هل "الآغا" موجود ؟ .
فُتِح الباب ببطء ليظهر من خلفه رجل نحيف الجسد ، له لحية سوداء خفيفة وشارب أسود خفيف أيضاً ، قال بقلق :
_لمَ تأخرت ؟ .
قال "كرم" بهمس وهو يدخل :
_كنت انتظر أن تهدأ الحركة بالمنطقة .
ليجلس "الآغا" بغرور ومن ثم يخرج علبة السجائر من جيبه الخلفي ويقول :
_أخبرني الآن ماذا تريد مني أن أفعل ؟
جلس "كرم" ثم استند بيديه إلى عصاه وقال بجدية :
_أريدك أن تراقب شخصاً ما .
قال وهو يعدُّ على أصابعه :
_اسمه وصورته الشخصية وعنوانه .
أخرج "كرم" من جيبه ورقة أمدها نحو "الآغا" وقال :
_هذا هو العنوان ، اسمه "ريان" .
ثم أمسك هاتفه وأخرج منه صورة "ريان" ، كانت صورة قديمة منذ أعوام ، ليقول :
_هذا هو منذ أربعة أعوام تقريباً ، لا أملك غيرها .
نظر "الآغا" إلى الصورة بدقة شديدة ثم أعطى الهاتف ل "كرم" وقال وهو يُخرج دخاناً من فمه وأنفه :
_ماذا تريد أن تعلم عنه ؟
تنهد "كرم" بتوتر وقال :
_أريد أن أعرف تحركاته بالكامل ، من يُقابل ؟ أين يذهب ؟ وهكذا ..
أومأ "الآغا" بثقة وقال :
_إلى متى ستطول مدة المراقبة ؟