« الفصل الثامن »

166 28 5
                                    

تركته "أسماء" مسرعة ليذهب خلفها أمسك بذراعها يحاول منعها لكنها بدأت بالصراخ ، حاول وضع يده على فمها لكنها كانت تتحرك بعشوائية للافلات منه ، قاومت بكل قوتها وحاولت دفعه ولكنه كان أقوى منها بكثير .

وفي وسط كل هذا  جاءته من الخلف ضربة أوقعته أرضاً وفقد وعيه .

وقف "خليل" مصدوماً يُمسك بيده تلك العصا التي سقطت على رأس "ريان" ، ألقاها من يده وأسرع نحو "ريان" الذي بدأت دماؤه تسيل أرضاً ، بدأ يحركه بخفة ثم بقوة ولا يبدي الآخر أي استجابة .

كانت "أسماء" تقف جانباً تضع يدها على فمها في فزع ، ثم قالت وهي ترتجف والدموع تترقرق في مقلتيها :

_هل مات ؟

وقبل أن ينطق "خليل" بكلمة اجتمعت الناس حولهم يتسائلون عمَّا حدث ، حتي صرخ "خليل" بهم فجأة قائلاً :

_كفوا عن الثرثرة وساعدوني لنأخذه للطبيب.

                        ***********

خرج الطبيب لهم ونظراته غاضبة ، وقال :

_من فعل به هذا ؟

كان يقف "خليل" والعم "رمضان" وآخرون ، لم ينطق أحدهم بكلمة حتى قال العم "رمضان" :

_مشاجرة شبابية أيها الطبيب لا تبالي لذلك .

أومأ الطبيب برأسه ببطء ، ثم قال منزعجاً :

_أيًا كان نوع تلك المشاجرة ، يجب أن تتدخل الشرطة .

، ثم غادر وتركهم في حيرة ونظرات شك وخوف وقلق ، الاضطراب والذعر يسيطران على "خليل" بعد فعلته ، ولكن دوافعه كانت قوية .

                          ************

عادت "أسماء" لبيت خالها وهي في حالة بكاء هستيري ، لا تتحدث إليهم ولا تكف عن البكاء .

وبينما كانت "ليل" عائدة من عملها في ذلك الوقت قابلتها أصوات الأطفال يهتفون معاً :

_قتل "خليل" الرجل الغريب .

وقفت مصدومة تحاول الإنتباه مرة أخرى لهذه الكلمات ، لتسمعها كما هي .

توجَّهت نحو أحد الأطفال وانحنت نحوه وقالت بلطف وتردد :

_بماذا تهتفون يا صغيري ؟

ضحك الصغير وهو يشير نحوها وقال :

_لقد قتل والدكِ الرجل الغريب .

ابتلعت ريقها بصعوبة وقالت وهي ترتعش:

_أي غريب هذا ؟

فقال بتلقائية :

_الذي كان يعمل لدي العم "كرم" العجوز .

ألقى إجابته في وجهها وأسرع نحو البقية يبادلهم الهتافات ، وهي تشعر بفقدان توازنها تدريجياً .

بوڤارديا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن