تركته "أسماء" مسرعة ليذهب خلفها أمسك بذراعها يحاول منعها لكنها بدأت بالصراخ ، حاول وضع يده على فمها لكنها كانت تتحرك بعشوائية للافلات منه ، قاومت بكل قوتها وحاولت دفعه ولكنه كان أقوى منها بكثير .
وفي وسط كل هذا جاءته من الخلف ضربة أوقعته أرضاً وفقد وعيه .
وقف "خليل" مصدوماً يُمسك بيده تلك العصا التي سقطت على رأس "ريان" ، ألقاها من يده وأسرع نحو "ريان" الذي بدأت دماؤه تسيل أرضاً ، بدأ يحركه بخفة ثم بقوة ولا يبدي الآخر أي استجابة .
كانت "أسماء" تقف جانباً تضع يدها على فمها في فزع ، ثم قالت وهي ترتجف والدموع تترقرق في مقلتيها :
_هل مات ؟
وقبل أن ينطق "خليل" بكلمة اجتمعت الناس حولهم يتسائلون عمَّا حدث ، حتي صرخ "خليل" بهم فجأة قائلاً :
_كفوا عن الثرثرة وساعدوني لنأخذه للطبيب.
***********
خرج الطبيب لهم ونظراته غاضبة ، وقال :
_من فعل به هذا ؟
كان يقف "خليل" والعم "رمضان" وآخرون ، لم ينطق أحدهم بكلمة حتى قال العم "رمضان" :
_مشاجرة شبابية أيها الطبيب لا تبالي لذلك .
أومأ الطبيب برأسه ببطء ، ثم قال منزعجاً :
_أيًا كان نوع تلك المشاجرة ، يجب أن تتدخل الشرطة .
، ثم غادر وتركهم في حيرة ونظرات شك وخوف وقلق ، الاضطراب والذعر يسيطران على "خليل" بعد فعلته ، ولكن دوافعه كانت قوية .
************
عادت "أسماء" لبيت خالها وهي في حالة بكاء هستيري ، لا تتحدث إليهم ولا تكف عن البكاء .
وبينما كانت "ليل" عائدة من عملها في ذلك الوقت قابلتها أصوات الأطفال يهتفون معاً :
_قتل "خليل" الرجل الغريب .
وقفت مصدومة تحاول الإنتباه مرة أخرى لهذه الكلمات ، لتسمعها كما هي .
توجَّهت نحو أحد الأطفال وانحنت نحوه وقالت بلطف وتردد :
_بماذا تهتفون يا صغيري ؟
ضحك الصغير وهو يشير نحوها وقال :
_لقد قتل والدكِ الرجل الغريب .
ابتلعت ريقها بصعوبة وقالت وهي ترتعش:
_أي غريب هذا ؟
فقال بتلقائية :
_الذي كان يعمل لدي العم "كرم" العجوز .
ألقى إجابته في وجهها وأسرع نحو البقية يبادلهم الهتافات ، وهي تشعر بفقدان توازنها تدريجياً .