ارتدت ملابسها وخرجت لتسير أمامه مسرعة وهو يسير خلفها لا يدري ماذا يفعل أو من أين يبدأ ؟ ، ليقول فجأة :_"سيليا" ..
توقفت لتلتفت له وهي تقول :
_نعم .
توتر قليلاً ، ثم قال بجدية :
_أريد أن أخبرك شيئاً ..
نظرت له بانتباه ولكنه لم ينطق ، لتقول بضيق :
_هيا تكلم .
لحظة إدراك أنه لا يعلم ما الذي كان سيقوله ، فقط كانت فكرة وتبخرت قبل أن يتمكن منها ، حاول إصلاح الأمر فقال :
_يجب علينا وضع الخلافات جانباً ، أريد أن أبدأ معكِ صفحة جديدة .
ثم مدّ يده نحوها وهو يبتسم ، تعجبت من كلامه ثم قالت :
_إذ أردت تصفية الخلافات فعليك بإصلاح نفسك أولاً ، ونعتبر من الآن أننا في بداية جديدة ، وبدون مصافحة فأنا لا أُصافح الرجال .
شعر بالإحراج فسحب يده ، أما هي فقالت هذا واستكملت طريقها ليوقفها مرة أخرى قائلاً :
_كلانا عليه إصلاح نفسه ، لن تسري هذه الشروط عليَّ وحدي ، وكل منَّا يُذكِّر الآخر إذا أخطأ .
أومأت موافقة ، ثم قالت بتردد :
_هذا جيد ، ولكن ما هذا التغير المفاجىء ؟
تنهد ثم قال ببراءة وتمثيل :
_لا يدري المرء متى يموت ، لذا يجب عليه أن يُحسن علاقته مع الجميع لينتقل إلى الرفيق الأعلى وهو خالي من الذنوب .
نظرت له بعدم تصديق فطريقته كانت مصطنعة ، نظراته لم تكن صادقة ، ولكنها تجاهلت هذا وقالت :
_كم هذا جميل .
ابتسم بتلقائية ثم مدّ يده مرة أخرى إليها وهو يقول :
_إذًا اتفقنا .
ابتسمت وهي تستدير ثم قالت :
_كم يعشق الإحراج هذا الفتى ! .
وبغيظٍ سحب يده للمرة الثانية ثم قال بضيق :
_لقد نسيت .
وصلا إلى السوق الذي امتلأ بالناس ، كان صوت الضجيج عالٍ للغاية ، الكثير من الأطفال والنساء والرجال ، صوت البائعين المتكرر لعرض بضاعتهم ، والكثير من البضائع خضراوات وفواكه ومفروشات وأواني وغيرها من الأشياء والمستلزمات المنزلية .
كانت "سيليا" تبحث عن بعض الخضراوات التي كتبتها في الورقة ، أما "ريان" فكان في ذهول من هذا المُجمع البشري الهائل يلتفت حوله ليرى كل التفاصيل والجميع ينظر إليه و لملابسه التي تعطيه أناقة وجاذبية ، كأنه جاء لهنا بالخطأ لا يدري ما عليه فعله فقط يراقب الجميع ، ليجذبه حوار بين أحد البائعين و سيدة تشتري بعض الرُمَّان ، كان صوتها مرتفع وغاضب لتقول :