« الفصل الخامس عشر »

105 22 4
                                    


ارتدت ملابسها وخرجت لتسير أمامه مسرعة وهو يسير خلفها لا يدري ماذا يفعل أو من أين يبدأ ؟ ، ليقول فجأة :

_"سيليا" ..

توقفت لتلتفت له وهي تقول :

_نعم .

توتر قليلاً ، ثم قال بجدية :

_أريد أن أخبرك شيئاً ..

نظرت له بانتباه ولكنه لم ينطق ، لتقول بضيق :

_هيا تكلم .

لحظة إدراك أنه لا يعلم ما الذي كان سيقوله ، فقط كانت فكرة وتبخرت قبل أن يتمكن منها ، حاول إصلاح الأمر فقال :

_يجب علينا وضع الخلافات جانباً ، أريد أن أبدأ معكِ صفحة جديدة .

ثم مدّ يده نحوها وهو يبتسم ، تعجبت من كلامه ثم قالت :

_إذ أردت تصفية الخلافات فعليك بإصلاح نفسك أولاً ، ونعتبر من الآن أننا في بداية جديدة ، وبدون مصافحة فأنا لا أُصافح الرجال .

شعر بالإحراج فسحب يده  ، أما هي فقالت هذا واستكملت طريقها ليوقفها مرة أخرى قائلاً :

_كلانا عليه إصلاح نفسه ، لن تسري هذه الشروط عليَّ وحدي ، وكل منَّا يُذكِّر الآخر إذا أخطأ .

أومأت موافقة ، ثم قالت بتردد :

_هذا جيد ، ولكن ما هذا التغير المفاجىء ؟

تنهد ثم قال ببراءة وتمثيل :

_لا يدري المرء متى يموت ، لذا يجب عليه أن يُحسن علاقته مع الجميع لينتقل إلى الرفيق الأعلى وهو خالي من الذنوب .

نظرت له بعدم تصديق فطريقته كانت مصطنعة ، نظراته لم تكن صادقة ، ولكنها تجاهلت هذا وقالت :

_كم هذا جميل .

ابتسم بتلقائية ثم مدّ يده مرة أخرى إليها وهو يقول :

_إذًا اتفقنا .

ابتسمت وهي تستدير ثم قالت :

_كم يعشق الإحراج هذا الفتى ! .

وبغيظٍ سحب يده للمرة الثانية ثم قال بضيق :

_لقد نسيت .

وصلا إلى السوق الذي امتلأ بالناس ، كان صوت الضجيج عالٍ للغاية ، الكثير من الأطفال والنساء والرجال ، صوت البائعين المتكرر لعرض بضاعتهم ، والكثير من البضائع خضراوات وفواكه ومفروشات وأواني وغيرها من الأشياء والمستلزمات المنزلية .

كانت "سيليا" تبحث عن بعض الخضراوات التي كتبتها في الورقة ، أما "ريان" فكان في ذهول من هذا المُجمع البشري الهائل يلتفت حوله ليرى كل التفاصيل والجميع ينظر إليه و لملابسه التي تعطيه أناقة وجاذبية ، كأنه جاء لهنا بالخطأ لا يدري ما عليه فعله فقط يراقب الجميع ، ليجذبه حوار بين أحد البائعين و سيدة تشتري بعض الرُمَّان ، كان صوتها مرتفع وغاضب لتقول :

بوڤارديا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن