وفي الصباح استعد "ريان" للبحث عن عمل ، ارتدى ملابسه وخرج بهمة ، كان الجميع نيام ولكنه عندما خرج من المنزل وجد "سيليا" تقف في الشرفة لوَّح له بيده وهو يبتسم ، فابتسمت بتعجب ليقول :
_صباح الخير عزيزتي ، اليوم الثاني من معاهدة السلام .
ثم استدار ليجد "بسنت" تقف أمامه ، فُزِعِ لرؤيتها لتبتسم هي بسعادة وتقول :
_صباح الخير .
وقف في صدمته ينظر لها ، ثم التفت ل "سيليا" التي كانت تنظر بتعجب لا تعلم من هذه ، لتُكمل "بسنت" وهي تبتسم لتستفزه أكثر :
_قد اشتقت إليك كثيراً يا عزيزي .
وبدون أي مقدمات قامت بمعانقته ، كان يقف ويداه لا تزال جانبه ، زادت دهشته و حدَّق بعينيه ، ابتعدت عنه ثم نظرت ل "سيليا" التي كانت مصدومة مما يحدث ، لوحت لها مبتسمة وقالت :
_كيف حالكِ ؟
لم تُبدي "سيليا" أي ردة فعل ، ثم دخلت غرفتها وهي متعجبة وتتسائل من هذه ؟ وما الذي جاء بها إلي هنا ؟ وما علاقتها ب "ريان" ؟
أثارت أفعالها غضب "ريان" الذي أمسكها من ذراعها بقوة وسحبها وسار مسرعاً ، كانت سعيدة لأنها أغضبته ، لتقول وهي تشعر بالألم من قبضته ثم دفعته بقوة :
_ابتعد عني ، هذا يؤلمني .
نظر لها بتعجب وهو غاضب ليصرخ بها قائلاً :
_أخبريني ما مرادك من هذه الأفعال السخيفة ؟ .
كانت تمسك ذراعها ثم نظرت إليه وقالت بانزعاج :
_معك حق ، هذا خطأي لأنني أردت أن أخبرك بما علمته عن الكنز .
اتسعت حدقتا عيناه ، و اقترب منها وهو يقول بلهفة :
_حقاً ، ماذا عرفتِ ؟
ابتسمت بسخرية لتقول :
_كل ما يهمك هو مصلحتك وما تريد .
غضبت ملامحه مرة أخرى ليقول وهو ضاغط على أسنانه :
_هل أنتِ تستخفين بي ؟ لا يوجد شيء وأتيتِ إلى هنا لتثيري غضبي ، أليس كذلك ؟
ضحكت ساخرة ثم ارتدت حقيبتها واستعدت للمغادرة وهي تقول :
_لا .. أعلم شيئاً عن الكنز ، قد سمعت أبي يتحدث مع أحد ما بشأنه .
ثم استدارت لتغادر أمسك ذراعها ليمنعها من المغادرة وقال بنبرة متحمسة ومرتعشة :
_انتظري ، أعتذر منكِ ، أخبريني الآن ماذا سمعتِ ؟
افلتت ذراعها منه وقالت باستفزاز وغضب :
_كنت أود ذلك كثيراً ، لكنك تريد الكنز وحدك و لا يهمك أمري ولا قلبي ، إذاً لن أساعدك ، انتهت كل الفرص يا "ريان" .