أسرعت لتقف جواره ، فتحه بقوة ثم أدخل رأسه ليرى الكنز ، لتنظر معه بتوتر .
كان الصندوق فارغ تقريباً ، فقط احتوى على قطعة من الذهب في حجم كف اليد وورقة بجواره ، ابتلع ريقه بخذلان وعدم فهم وأخذ الورقة .
بدأ يقرأ ما فيها ليقول :
_تركت هذه كي لا تموت حزناً إن لم تجد الكنز ، فقد وصلت إلى هنا قبلك وزفرت به .
ضحك "ريان" بهستيرية وحسرة وبدأ ينحني بركبتيه حتى سقط أرضاً من كثرة الضحك والصدمة ، و"سيليا" تقف جواره لا تفهم ما يحدث ، ليقول "ريان" ساخراً من بين ضحكاته :
_يا لها من لعبة سخيفة ، هيا لنُعيد الأحداث مرة أخرى ، من المؤكد أنه يوجد نهاية أخرى ، أو أنها ليست النهاية .
كانت "سيليا" شاردة تفكر بحيرة ، ما كل هذا الذي وصلت إليه ؟ ، من أين ل "ساجد" بهذا الكنز ؟ ومن سيصل إليه قبلهما وهو يعرف أمره ؟ ولمَ "ريان" متأثر هكذا بعدم وجوده أو ما كان يدفعه للوصول إليه ؟ هل يطمع في الكنز ؟
نظرت إليه وإلى حركاته البلهاء وضحكاته المجنونة لتقول بحدة :
_هل والدك هو من سرقه ؟
توقف عن الضحك لينظر لها بتفكير ثم قال بسخرية وكأنه مُختل :
_كل شيء متوقع من "سليمان الأسطول" .
تنهدت بضيق وقالت :
ولمَ أنت مهتم بأمر الكنز هكذا ؟ هل تريد أخذ جزء ؟
ابتسم ليرفع حاجبيه ساخراً ثم قال :
_وأين هو الكنز الذي سنتشاركه ؟
ثم نهض بتعب و وجَّه قطعة الذهب نحو وجهها ليقول بصراخ :
_هل تقصدين هذه ؟
أغلقت عينيها خوفاً من صراخه لتعود خطوة إلى الوراء ، أكمل صراخه غاضباً :
_لست جشعاً لأشارككم الكنز ، هذا حقي .
وقفت مصدومة وهي تحدق به بعدم فهم ، لتقول بتلعثم وخوف :
_حقك ؟!
نظر لعينيها الخائفتين وجسدها المنكمش خوفاً ، ليزفر بقوة وبنبرة منكسرة متأسفة قال :
_لا أريدكِ أن تخافي ، أنا لست وحشاً .
ارتجفت شفتاها لتظهر في عينيها الدموع ، ثم قالت بصوت مرتعش :
_هل أنت سرقته ؟
طأطأ رأسه بحسرة ليقول بأسى :
_لم أكن أنا وقتها ، كان هذا الجشع السيء .
خانتها دموعها التي انسابت فوق وجنتيها بألم ليتابع حديثه المنكسر :
_لقد أخطأت وها أنا أدفع الثمن أضعاف .