« الفصل السادس والعشرون »

85 19 4
                                    

أسرعت لتقف جواره ، فتحه بقوة ثم أدخل رأسه ليرى الكنز ، لتنظر معه بتوتر .

كان الصندوق فارغ تقريباً ، فقط احتوى على قطعة من الذهب في حجم كف اليد وورقة بجواره ، ابتلع ريقه بخذلان وعدم فهم وأخذ الورقة .

بدأ يقرأ ما فيها ليقول :

_تركت هذه كي لا تموت حزناً إن لم تجد الكنز ، فقد وصلت إلى هنا قبلك وزفرت به .

ضحك "ريان" بهستيرية وحسرة وبدأ ينحني بركبتيه حتى سقط أرضاً من كثرة الضحك والصدمة ، و"سيليا" تقف جواره لا تفهم ما يحدث ، ليقول "ريان" ساخراً من بين ضحكاته :

_يا لها من لعبة سخيفة ، هيا لنُعيد الأحداث مرة أخرى ، من المؤكد أنه يوجد نهاية أخرى ، أو أنها ليست النهاية .

كانت "سيليا" شاردة تفكر بحيرة ، ما كل هذا الذي وصلت إليه ؟ ، من أين ل "ساجد" بهذا الكنز ؟ ومن سيصل إليه قبلهما وهو يعرف أمره ؟ ولمَ "ريان" متأثر هكذا بعدم وجوده أو ما كان يدفعه للوصول إليه ؟ هل يطمع في الكنز ؟

نظرت إليه وإلى حركاته البلهاء وضحكاته المجنونة لتقول بحدة :

_هل والدك هو من سرقه ؟

توقف عن الضحك لينظر لها بتفكير ثم قال بسخرية وكأنه مُختل :

_كل شيء متوقع من "سليمان الأسطول" .

تنهدت بضيق وقالت :

ولمَ أنت مهتم بأمر الكنز هكذا ؟ هل تريد أخذ جزء ؟

ابتسم ليرفع حاجبيه ساخراً ثم قال :

_وأين هو الكنز الذي سنتشاركه ؟

ثم نهض بتعب و وجَّه قطعة الذهب نحو وجهها ليقول بصراخ :

_هل تقصدين هذه ؟

أغلقت عينيها خوفاً من صراخه لتعود خطوة إلى الوراء ، أكمل صراخه غاضباً :

_لست جشعاً لأشارككم الكنز ، هذا حقي .

وقفت مصدومة وهي تحدق به بعدم فهم ، لتقول بتلعثم وخوف :

_حقك ؟!

نظر لعينيها الخائفتين وجسدها المنكمش خوفاً ، ليزفر بقوة وبنبرة منكسرة متأسفة قال :

_لا أريدكِ أن تخافي ، أنا لست وحشاً .

ارتجفت شفتاها لتظهر في عينيها الدموع ، ثم قالت بصوت مرتعش :

_هل أنت سرقته ؟

طأطأ رأسه بحسرة ليقول بأسى :

_لم أكن أنا وقتها ، كان هذا الجشع السيء .

خانتها دموعها التي انسابت فوق وجنتيها بألم ليتابع حديثه المنكسر :

_لقد أخطأت وها أنا أدفع الثمن أضعاف .

بوڤارديا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن