انتهى الحديث ولم يعرف "ريان" أي شىء مما يريد ،شعر بالملل فقرر أن يقف في شرفة المنزل ، كان شارداً حتي جاءت "أسماء" وقالت لتقطع شروده :
_لا أعلم ماذا تخبئون ؟ ، ولكن لا تقلق لن أخبر أحداً بهويتكم.
فقال "ريان" بقلق :
_عمَّا تتحدثين ؟
ضحكت لتصرفة بالغرابة وقالت :
_ألا تريد أن تعرف سر الصندوق الذي يخبئه "ساجد" في غرفته ؟.
اتسعت حدقتا عيناه وقال بلهفة :
_أي صندوق هذا ؟
ابتسمت الأخرى بخبث وقالت :
_بالطبع لن أخبرك بهذه السهولة .
تعجب "ريان" من كلامها وظن أنها قد كشفت الأمر الذي أتى به إلى هنا ، حاول التظاهر بطبيعية وقال :
_وما شأني بذلك ، لست مهتماً بما تهذين .
فقالت "أسماء" وهي تخفض صوتها :
_ستصبح مهتماً إذ أخبرتك أنني أعلم أنك ابن "الأسطول" الذي كان يعمل "ساجد" وخالي في مصنعه ، وستصبح مهتماً أكثر لو أخبرتك أن "ساجد" أخبأ مذكراته عند العم "كرم".
وقف "ريان" في صمت لا يدري ماذا يقول وماذا يفعل ؟ ، هذه الفتاة مريبة للغاية ، ابتلع ريقه وقال بانتباه شديد :
_وما المهم في مذكرات "ساجد" إذًا ؟
ضحكت أسماء وقالت وهي تسير بخطوات عشوائية في الشرفة :
_لقد أطَّلعتُ على هذه المذكرات من قبل ، ولدي منها ورقة ، ذُكر فيها اسم "الأسطول".
توقفت دقات قلب "ريان" الذي كان يضغط على أسنانه من التوتر ، ظن أن كل شيء قد كُشف ، فقال بثبات غير حقيقي :
_ماذا كَتبَ فيها ؟
فقالت :
_كان يُحذِّر من الأسطول ، وذكر الكنز والبوڤارديا ، لا أفهم قصده ولكنه كان يحب الألغاز و التلاعب بالكلمات ، كان يضع لمساته في كل شيء.
شرد "ريان"فيما قالته ولم ينطق ، لا يعلم أستخبر هذه الجميع بأمره أم ماذا تريد ؟
تابعت بعدما لاحظت دهشته وخوفه :
_لا تقلق لن يعلم أحد بهذا ، سأعطيك الورقة التي معي ، ولكن بشرط .
قال وقد التمعت عيناه :
_ماذا ؟
فقالت بجدية وشر :
_ما ستجده من الكنز سآخذ منه النصف .
ضحك "ريان" ساخراً ، وقال :
_بماذا تهذين ؟ ، "ساجد" وعائلته كما ترين لا يملكون شيئاً ، لا يوجد كنز .