54

18K 420 8
                                    

بلعت ريقها من ماشافته بينهم و مدت القهوه لـ أنهار و كانت تدوره بأنظارها : بالممر الي بجنبنا
توردت ملامحها لانه كان همس أنهار الي مبتسمه لـ اختها : ليال كل شي واضح روحي
شدت على كوب القهوه تمشي ناحية الممر الثاني و شافته يجلس على الكرسي مغطي راسه بالهودي يهز رجله بتوتر و يده على وجهه ، الا انه عدل جلسته من لمحها من بين اصابعه الي تغطي وجهه تمشي ناحيته و ابتسمت هي تتركه يبلع ريقه رغم انه مايشوف الا عيونها ، مدت الكوب له بخجل : لك
اخذه يشوفها تشتت نظرها بأرتباك منه : تخافين مني؟
نفت بسرعه وهي تشبك يدها : لا
هُمام : اجل ليش مو قادره تثبتين؟
رفعت كتفها بعدم معرفة وهي تشبك يدها بأرتباك و عينها ما تجي حتى على طرفه ، إلا انه لف لها بهدوء : وش قلتي؟
وسعت عينها بخجل تظبق على شفتها : على وش؟
ضحك يستغفر وهو يرشف رشفة من القهوه : عن زواجي منك
سكتت و همست هي بهدوء و ارتباك معتاد منها وقت تتكلم مع هُمام و زاد هي خجلها بعد موقفهم وقف قلة ادبها : موافقه
تنهد ينزل راسه لان ظن انه سمع الرفض إلا انه استوعب و رفع راسه يوسع عيونه بذهول : ولله !
عقدت حاجبها بأبتسامه : ولله
ضحك وهو يوقف و رجع يجلس ياخذ نفس : بس أدهم يقوم بالسلامه نملك حتى مو نخطب
سكتت ملامحها وهي توقف تبعد عنه تتوجه لهم تاركته يضحك عليها
_
~بيت طلال ، الشرقية~

جلس ابراهيم يهز رجله لأن ما صار يوصل له خبر عن ابوه او عن اي احد و هذا الي تركه يتوتر لانه "خواف" ما يهايط إلا بوجود ابوه و الحين ابوه مسجون مايعرف وينه او اي خبر عنه و لجل كذا هو حجز رحله لـ الرياض يدور عن ابوه و ولد عمه
_
~المستشفى~

زفرت بضيق وهي تشوف كيف الهدوء مسيطر على المكان و كيف كل شخص الدنيا ضاقت عليه بـ إصابة أدهم و لين الحين قاسم و ماهر ما يدرون لأن خطر عليهم و على كبر سنهم
وقفوا كلهم من خرج الدكتور يبعد الكمامه ، و تكلم رماح بخوف : طمنا يا دكتور
الدكتور : اولًا الحمدلله على سلامته نجحت العمليه
ضحكت ديم تغطي فمها وهي تحضن زياد و شافت ورد كيف كلهم فرحوا لكن هي تعرف ان خلف اولًا شي سيء وهذا اكلر مخاوفها رغم فرحها و كل شعور يبتسم داخلها من نجاح العملية ، حست في يدها ترجف خوف ان يكون ثانيًا عذاب و جحيم على أدهم ، هي شدت على يدها الراجفة تحاول تخفيها بسبب رجفتها من الي ممكن تسمعه و همست هي تقاطع فرحتهم : ثانيًا؟
الدكتور : ثانيًا ابي اوضح لكم شي مهم ان القزازه اخترقت طبقتين من الشراين السباتي و منعت الاكسجين يوصل للدماغ و هذا ممكن يسبب سكتة دماغيه لكن مريضنا نجّاه ربنا و كتب له عمر جديد و عنده اصابه غيرها بـ بطنه خطيره و اضطرينا نستأصل بعض من الأمعاء  لكن وضعه بيكون زين ان شاء الله ، بس راح يدخل بغيبوبه غير معروف موعد رجوعه بسبب انقطاع الأكسجين عن الدماغ ، و الف سلامه عليه
رجع يعم الهدوء بعد كلام الدكتور و اخذت ورد نفس بألم تمد يدها لبطنها من اجتاحها الألم مره ثانيه يشتد عليها ، عضت شفتها تجلس وهي تسحب سيف لها : سيف
لف لها بأستغراب لكن شاف كيف ان عينها موسعه بألم و كيف شاده عليه تمنع صراخها و بعد استطاعه منها نادته : أدهـم
وسع سيف عينه من كانت مو قادره تاخذ نفس و قرب الدكتور منها بسرعه : وش تحسين؟
شالها سيف وهو يركض ناحية غرفة الدكتوره الي كانت ورد عندها وهو يتحسب عليها لأن قالت راح اعطيها مسكن مافيها شي
و لف لهم الدكتور من شاف اربعه حريم يمشون خلف سيف "ديم و اريج أنهار و ليال" : من وش تعاني؟
رماح : حامل
هز الدكتور راسه بزين : راح ننقل المريض لـ العناية المركزة يومين بعدها ننقله غرفة عادية
حمدوا الله رغم معرفتهم انه بيدخل بغيبوبة غير معروف اجلها و الغيبوبة احسن من مية شي ممكن يعذبه لكن ماهو مقصدهم بالتعذيب مثلًا ما يقدر يوقف او يصير ما يتكلم او مثل هالاشياء خوفهم انه مايعيش إلا على الاجهزه و دعمها
_
تركها على الكرسي يدق باب الدكتوره بغضب : افتحي الباب !
عقدت الممرضه حاجبها تفتحه : تفضل؟
أشر على اخته الي تتألم بالخلف وهو يرص على اسنانه يمسك نفسه : تقولون مافيها شي كيف كيـف !
لفت الممرضه للدكتوره الي تعدل حجابها : هذي ورد تعبت زياده
مشت الممرضه لـ ورد الي ترجف تشد على عبايتها و مسكت اريج يد ورد تشد عليها من نظقت الممرضه : ورد؟ ايش تحسين
نفت هي تبلع ريقها بعدم مقدرة : احس بسكاكين تطعني ما اقدر ما اقـدر
وقفت الممرضه وهي تمشي للداخل : تعال حطها على السرير
شالها وهو يمددها على السرير الموجود و وقفت الدكتوره تتوجه لـ ورد تبعد العباية عن منطقة البطن : وش صار؟
خرج سيف وهو ينزل نظره بتعب : ادخلوا لها
مشت اريج و التوأم من جنبه يدخلون سكرون الباب و جلس هو ينحني ظهره يغطي وجهه بيده الي تتكي على ركبه ما حس فيها بجنبه ابدًا لين همست بحنان : سيف
لف وجهه لها و عدل جلسته و شبكت هي يدها بخجل : لا تخاف بيكونون بخير
نزلت دمعتها و كأنها تحاول تكذب على نفسها و هزت راسها بإيه : بيكونون بخير
عض شفته يشوف يدها الي حمّرت من شدتها عليها يبي يمسكها يبقّل يدها و يحضنها يخفف عنها : لا تبكين ما يليق عليك إلا ابتسامتك
_
من نقلوه للعنايه المركزة و رماح ما جلس كلمهم يدخل عند و لده لكن ما منعوه جهزوه و فتحوا له الغرفة
سكنت ملامحه من كان يسمع صوت نبض قلب ولده و يشوفه اسفل الغطا الأبيض حوله الأجهزه يمينه و يساره و يشوف الأبره الي تدخل يده و ترسل ادويته ، قرب من ولده و شاف كل جرح بوجهه بجنب اذنه و حاجبه و خده بكل مكان في جرح يغطي ملامح وجهه ابتسم رماح يقبّل راس ولده لـ ثواني طويله يهمس : الحمدلله على سلامتك يا ولدي ابطيت عنّا ، وقفت قلوبنا من خوفنا عليك و روعت زوجتك يا ولدي
جلس يتكلم معاه وكأنه يسمع له و واعي يعلمه و يبتسم معاه يقبّل راسه و يده لين قاطع حديثه الممرض : انتهى الوقت يا عمي
هز رماح راسه بإيه يخرج بهدوء
_
نزلت دموعها بصدمه من الخبر الي سمعته هي شدت على نفسها لا تبكي هي ما تبي تبكي لكن دموعها تحرق خدها بعدم مقدرة : كيف؟
هي همست بضعف لأنها ما تتحمل ابدًا الي قالته الدكتوره بأسى و سمت اريج عليها : يا بنتي تشفع لك ان شاء الله
نفت هي تعض شفتها : لا !
نزلت دموع أنهار من منظر ورد المُحزن كيف انها تسمع الأخبار السيئه خلف بعض و مافي اي عائق ، إلا ان ليال مسكت يدها تشد عليها تقويها : ورد ربي ما حرمك من الأثنين ركزي ، ربي رحمك و خلاها وحده و الثانيه كانت صغيره جدًا عشان كذا ما دروا عنها كانت تعبانه مثل ماتقول الدكتوره دامها ما وضحت من حجمها ، روح موجوده لكن اختها شفيعه لك انتِ و أدهم
مسحت دموعها توقف بتعب : ابي اشوفه و دوني عنده
نفت أنهار رغم دموعها الموجوده : ما تروحين يا ورد ما تتحملين لا
نزلت وجهّا للأسفل تبتسم بسخريه من وضعها المُزري زوجها صار عليه حادث يخرج منه بصعوبه و يدخل غيبوبه و بنفس اليوم طلعت حامل بـ توأم و كانت تعرف بوجود روح لكن اختها كانت موجوده و ماتت بدون علمها..
هي لو معه تعرف انه بيخفف الموضوع عنها بطريقة مستحيل احد يوصل لها بطريقته الخاصة و كلامه و افعاله و نظراته لها كل شي معه يفرق و هي ما تقدر تتحمل اكثر تبيه يقوم يساعدها يواسيها يخفف عنها لو بالكلام البسيط لكن هو ماسمع ولا اي شي و بعيد عنها بعالم اخر
_
بعد يومين
رفضوا يتركونها تدخل له لأن رماح منع لكن مو انه مايبيها تدخل لأن اريج كلمته عن كل شي صار و كيف ان الضغط يضرها منعها تدخل العناية بالذات لأن الغرفة كئيبه تجيب الهم اذا مافي هم و تجيب التعب اذا كنت بصحتك وهذا الي تركه يتكلم مع الدكتور لكن اليوم هي بتدخل عنده لأن طول وقتها تنتظر بالغرفة الي كانت تجلس فيها..
وقفت على حيلها تعدل نقابها تتوجه لـ الغرفة الي نقلوها فيها و همست تقوي نفسها : ما تبكين ، ممنوع يا ورد
فتحت الباب تسكره و من مشت شافته يمينها ساكن مُمدد عاري الصدر و لصقات نبض القلب على صدره ، شهقت مباشره تنزل دموعها بعدم تصديق رجفت عيونها و شفايفها و جسدها كله من منظره المؤلم لها و لقلبها
الشاش الي يغطي بطنه و جروح وجهه و صدره و الشاش الي يغطي عنقه يحميه من اي اذى..
نفت هي تتنفس بتسارع تحاول تمنع بُكاها و صوتها يخرج لكن من مسكت يده و ما شد عليها هي بكت تستسلم لـ كل الي بداخلها يخرج من منظره..
بكت تشهق تحمر ملامحها تنعقد حاجبينها من شدة بُكاها و شهقاتها الي ما توقف
كانت ترجف و ما يشد عليها تبكي و ما يحضنها تنزل دموعها و مايمسحها بأبتسامته تزعل و تحزن ولا يجبر بخاطرها ، تعودت حنيته و حبه لكن من غيبوبته هي حست بالغربة و الشعور المؤلم انه مايستجيب لها ولا بـ اي دليل يدل على انه يستوعبها
هي تبكي تحط يدها على بطنها تهز راسها بإيه تذرف دموعها : عرفت ليش جاتني بالحلم اسمها روح يا أدهم
سكتت لـ ثواني و ابتسمت بألم : لأن انت تعورت و روحك ما صارت تحس فيني و تهديني و تواسيني لأن روحك صارت بعيده عني و عن قلبي ، عشان هالسبب جاتني بالحلم اسمها روح أدهم ، جات تعوضني عن كل شي تواسيني يوم تألم بطني تواسيني يوم تشد علي و اتألم لكن هي تبكي مثلي تدري؟ احس فيها و يمكن اتخيل لانها صغيره لكن احس فيها امها انا
سكتت تشيل الكرسي تحطه بجنب السرير : يبعدوني عنك يفرقون بينا ، يقولون انتِ تعبانه ارجعي البيت ارتاحي لكن مايدرون ان راحتي بجنبك و بحضنك ، بصير مغروره و اقول ما يرضيني إلا حضنك لكن انت ما تسمعني و تحضني لكن بقولها لين تسمعني و تحضني و وقتها اعيد كل شي قلته لك لكن بأبتسامة حب و شوق و حياه
مسحت دموعها تتأمله و ضحكت بهدوء : هالمره انا اتأملك مو انت تتأملني المصايب دايم تلحقنا صح؟ بس عادي لأن ربنا اذا احب عبد ابتلاه وربي ابتلاني قبل و الحين يبتليك وهذي محبة ربي لنا
مسكت يده تقبّلها لـ ثواني طويله : كلمت سيف بروح اسوي عمره ، ادعي لك فيها و ادعي لـ نفسي و ادعي لـ روح و للكل بدون استثناء ، بس وقت ارجع ابيك تكون بخير مايمسك او يضرك شي ، لو سمحت أدهمي
سكتت تاخذ نفس تتأمل نور الغرفة الهادي المماثل للجو داخلها غمضت عينها بتعب ترخي راسها بجنب يده و همست : بنام شوي لاني ما نمت بعيده عنك
و سرعان ما غطت بنومها لأنها فعلًا ما عمضت عينها لو ساعة لأنها تخاف تصحى بعيده عنه و يجيها خبر سيء يهدمها
_
~بيت آل بدر~

أدهم الماضي ، و ورد المستقبلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن