『الفصـل الثـاني : مكالمـة 』

235 20 0
                                    

_"ألو! مالك إنتَ فين كل دا؟؟؟ "

أجابها مالك من الطرف الأخر من الهاتف قائلًا بجمود ممتزج باللامُبالاة :

_"المفروض أكون فين دلوقتي؟؟؟ "

_"متهزرش! "

_"مبهزرش على فكرة،أنا المفروض أكون فين دلوقتي يعني؟؟؟ "

انزعجت إسراء من أسلوبه معها في الحديث وقالت بضيق :

_"المفروض إنك في الطريق وقربت تيجي الـ party."

أجابها مالك يستسائل بتشتت وقد داهمه الصداع مرةً أخرى على حين غفلة :

_"حفلة إيه؟؟؟ "

_"حفلة إيه؟!! إنتَ بتتكلم بجد؟؟؟"

هكذا عبرت عن دهشتها من ذاكرته اللامُبالية فقد أخبرته بالأمس وأكدت عليه بموعد احتفال عيد ميلادها مع عائلتها، بينما أردف هو بضيق :

_"في إيه يا إسراء إنجزي؟؟؟ "

عقبت إسراء بفتور وصوتٍ هاديء تستنكر عليه حديثه:

_"أنا اللي أنجز؟؟؟ إنجز إنتَ يا مالك...المفروض تكون موجود دلوقتي في حفلة العيد ميلاد."

أنهت كلناتها ليهتف مالك بصدمة وقد تذكر لتوه أنه قطع وعدًا لها بأن يحضر للحفل قائلًا :

_"العيد ميلاد!!! "

أتاه صمتها جوابًا لدقيقةٍ كاملة قبل أن تضيف هي بذات الهدوء الفاتر قائلةً :

_"إنتَ نسيت صح؟.. "

..

_"مالك..مش حكاية عيد ميلاد ولا زفت بس إنتَ اتغيرت أوي الفترة دي."

إنتبه مالك لها بشدة يترقب ما ستقوله بخوفٍ قائلًا :

_"أه... وبعدين، يعني إيه كلامك دا يا إسراء؟؟؟ "

تنهدت إسراء قبل أن تكمل مسترسلةً :

_"مالك إحنا مينفعش ومش هنعرف نكمل مع بعض بالأسلوب ده... أنا تعبت، أنا بحاول معاك كتير وإنتَ مُصمم متحاولش عشان نفسك وبعديـ.. "

لم يمنحها فرصة إتمام حديثها إلا وقد كان أغلق المكالمة في وجهها ثم عقب لنفسه :

_"تمام."

____________________________

أغلق مالك الهاتف وظلت إسراء مندهشة من رد فعله تجاهها، وعلى الجانب الأخر أتاه رنين جرس الباب ليذهب مالك لفتح الباب فإذا به يواجه خيرية زوجة عم إبراهيم البواب تحمل قطته الصفراء ذات العيون البندقية المائلة إلى اللون الأحمر ليدور الحوار بينهما كالأتي..

_"مساء الخير يا مالك بيه."

قالتها خيرية ببشاةٍ وطيبة ليرد عليها مالك بهدوء :

_"مساء الخير يا ست خيرية يلزم أي خدمة؟؟؟ "

أومأت له خيرية بالسلب ثم قالت :

_"كتر خير يا بيه؛ أنا لقيت القطة اللي حضرتك مربيها على السلم لما حضرتك طلعت من كام ساعة والبت قمر خدتها تلعب بيها فسبتها معاها لحد ما حضرتك تيجي، إتفضل.."

قالت كلمتها الأخيرة بينما تمد يدها له بالقطة ليردف هو شاكرًا لها :

_"تسلمي يا ست خيرية، تلاقيها طلعت ورايا والباب مفتوح من غير ما أخد بالي.. قولي لقمر عمو مالك بيقولك شكرًاعشان تعبك معاه."

أجابته خيرية ببساطة :

_"تسلم وتعيش يا بيه وبعدين ولا تعب ولا حاجة دا إنتَ تعبك راحة يا أستاذ مالك."

ابتسم مالك ومد يده لجيبه ثم أخرجها بشيءٍ صغير قائلًا لها :

_"إدي الشوكولاتة دي لقمر وقوليلها لو عايزة في أي وقت تيجي تلعب مع القطة تقدر تيجي تاخدها."

أردفت خيرية قبل أن تهبط السلم :

_"متشكرين والله يا بيه.. حضرتك مش محتاج أي حاجة؟؟؟ "

_"ربنا يخليكِ..بالسلامة ان شاء الله."

أغلق مالك الباب وفي ذراعه يحمل القطة ويسير بها حتى الكنبة قبل أن يطلقها على الأرض موجهًا كلامه إليها قائلًا :

_"نا عمري ما ربيتك حُبًا في الحيوانات..أنا مربيكِ قهر."

____________________________

أتمنى يكون عجبكم ؛عارفة إنه قصير لكن الفصل الجاي مُميز جدًا كلها ساعات وينزل🧸🤍🌹.

-مَليكـة مجْـدي إبراهيـم.

كيف تصنع مريضًاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن