『الفصـل الثامـن : بِدايةٌ فِي مكانٍ بَعيِد』

73 14 1
                                    

إذا أراد الله بعبده خيرًا يسّر لسانَهُ للصّلاة على سيدنا محمّد ﷺ"

صلّوا على الحبيب قلوبكم تطيب🤍'.

______________________________

وفي الخامسة صباحًا أتاهم صوت من الاستقبال :

_

"على السادة المسافرين على متن الطائرة ( __ ) المتجهة لمطار باريس الدولي التوجه نحو الطائرة سيحين موعد إقلاع الطائرة بعد 20 دقيقة."

أيقظت فريدة نور التي كانت على وشك أن تغفو، وحمل كلًا من مازن ومالك وخالد حقائبهم وحقائب فريدة وإسراء وغنى ونور متجهين صوب الطائرة من أجل وضع الحقائب، بينما اتجهت الفتيات يتممنَّ تفحص أوراقهنَّ.

بعد صعود الطائرة المتجهة لباريس والجلوس إلى كراسيهم المحددة لهم كالتالي :

نور بجانب مالك، إسراء بجانب غنى، مازن بجانب فريدة، أما خالد فجلس بجانب فتاة لا يعرفونها.
وقد اعترضت إسراء على جلوس نور بجانب مالك، بل اعترضت على ذهابها معهم أساسًا، لكن هذا ما أصرت عليه فريدة، أن تذهب نور معهم في رحلة العلاج.

"أهلًا بحضراتكم على متن طائرة رقم ( __ ) كابتن الطائرة يرحب بكم مع تمنياتنا رحلة سعيدة للجميع"
تلقي المضيفة بعض الملاحظات على الركاب بينما شرد فِكر مالك في مكانٍ آخر..

أفاق من شروده عندما مالت رأس نور النائمة على ذراعه ليبتسم وقد رقَّ قلبه لهذه الصغيرة واعتدل في جلسته لكي تستريح دون أن يوقظها ويسبب لها قلقًا في نومها، فإن رحلتهم ستستمر لعدَّة ساعات قادمة.

ترى إسراء المشهد من أوله وتزداد غيظًا من هذه الصغيرة المدللة وحزنًا من حبيبها الذي كما أصبحت تصفه مؤخرًا  "الخائن البريء" كلما شعرت أنه يعطي ألأولوية لنور التي عرفها منذ بضعة أشهر.

تنظر لها غنى بقلق وقد فهمت ما يدور بداخلها من براكين وتحاول تهدئتها بقولها :

_"إهدي يا إسراء دي بنوتة صغيرة."

لترد إسراء بعصبية وحِدّة شديدين وقد بدأت نبرات صوتها بالإرتفاع دون أن تقصد :

'"أهدى إيه؟!! إنتِ مش شايفة هي نايمة على دراعه إزاي؟! مش شايفة بيعاملها إزاي وبيعاملني أنا إزاي؟؟!"

لم يُعدها لصوابها سوى الإتباك الذي ظهر جليًّا على ملامح غنى وعي تشير بسبابتها جهة شفتيها بعلامة الصمت وعيناها تدوران يُمنةً ويُسرة مع قولها المُضطرب :

_"شششش وطي صوتك فضحتينا!"

إنتبهت إسراء لمن حولها لتجد كل من بالطائرة يطالعونها بتعجب شديد فاحمرت خجلًا واعتذرت من الجميع وجلست مرةً أخرى، لاحظت نظرة مالك الجانبية لها قبل أن ينظر أمامه متجاهلًا لها فزاد غيظها حتى إحمر وجهها وظهرت بعض العبرات في مُقلتيها الصافيتين وقالت موجهةً غضبها لغنى :

كيف تصنع مريضًاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن