كيف تصنع مريضًا

『الفصـل الخامس : قـطـة 』

إذا أراد الله؛
ما منع مانعٌ، ولا حجب حاجبٌ.

إذا أراد الله؛
جاءتك الأماني خفيفةً، وصارت لك المستحيلات حقيقةً.

﴿إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ﴾.

صلوا على الحبيب قلوبكم تطيب🤍'.

___________________________

عمَّ الصمت مكالمتهما تنتظر إسراء ردًا من فريدة وعلى الجانب الآخر من المكالمة فريدة مُندهشة تمامًا ولا تدري ماذا تقول ولا ماذا تفعل فهذا أول تعامل بينها وبين خطيبة مالك وفي وقتٍ كهذا لا يمكنها أن تعتبره إلا نذير شؤم، في خلال ثوانٍ معدودة دارت عشرات السيناريوهات في رأس فريدة، حتى قطعت إسراء هذا الصمت المريب بسؤالها :

_"ألو؟ دكتورة حضرتك معايا؟؟؟ "

أفاقت فريدة من شرودها لتُجيب عن سؤال إسراء :

_"أيوة .. أنا مع حضرتك .. معلش في الحقيقة استغربت جدًا من اتصال حضرتك."

أجابتها إسراء قاطعةً شك فريدة :

_"في الحقيقة أنا كمان مستغربة مكنتش أتوقع دا، أنا حتى مكنتش أعرف أن مالك بيتعالج عند دكتورة نفسية.. أنا أسفة إني بزعجك بس مالك يا دكتورة..."

بدى على إسراء القلق والخوف.. ما كانت فريدة لتخطئ في تمييز صدق النبرات، الملامح، طريقة الكلام.

لا علاقة للأمر بكونها درست الطب النفسي، رغم تأثير الخبرة الناتجة عن التخصص، لكن الأمر أقرب إلى فهم البشر بشكل عام، عقبت فريدة مُلاحقةً لإسراء :

_"ماله مالك؟ في حاجة حصلت ولا إيه؟؟؟ "

اجابتها إسراء بذات النبرة :

_"مالك مبيردش على تليفوناتي ولا بيرد على مدام هالة، والبواب وبنته قالو إنهم شافوه وهو راجع الساعة سبعة وشكله كان تعبان ومش طبيعي ومن ساعتها مخرجش من الشقة ولا حتى طلب منهم حاجة ودي مش من عوايده ولما قلتله يطلع يخبط ويتطمن عليه قال إنه فضل كتير يخبط مفيش رد ولاحظ إن أنوار الشقة مطفية كلها وبعد تخبيط كتير سمع صوت صريخ وزعيق عالي وخناق من جوا الشقة، كلمت مدام هالة قلت يمكن تعرف حاجة قالتلي إنه مشي من عندها عشان عنده جلسة مع حضرتك النهار دا فطلبت منها رقمك لإني بصراحة قلقت جامد."

بعد أن سمعت فريدة هذا الحديث إنتاب جسدها بأكمله رعشة قلقة فقالت لإسراء بنبرةٍ يملؤها الحزم والخوف في آنٍ معًا :

_"نص ساعة وهقابلك في العنوان دا بعربيتي..."

أملتها فريدة العنوان وبالفعل تقابلتا قبل الموعد بخمس دقائق.. هبطت إسراء من سيارة الأوبر التي طلبتها على عجلٍ وذهبت باتجاه سيارة فريدة وصعدت لتجلس بجانبها.