『الفصـل الثالـث : بيـتٌ عتـيق』

251 17 0
                                    

توجه سؤالها إليه قائلةً :

_"إنتَ فاكر إنك كان ممكن تحرص كل الحرص عشان حياتك تكون خالية من الذنوب والخطايا؟؟؟"

رد عليها بصوتٍ رزينٍ وهادئ :

_" سؤالك دا قادر إنه يخلق مشاعر الذعر والفزع، تفتكري كام جُرم في حياتنا خايفين إن الستار يتكشف عنه ونتفضح على الملأ؟!"

تابعت فريدة أسئلتها بالسؤال التالي :

_"وفي الأخر بنرجع لنفس العنوان تاني ونسأل السؤال نفسه.. تفتكر لو كانت حياتك كتاب هيكون عنوان الكتاب دا إيه؟؟؟"

رد مالك بنفس هدوئه وأسلوبه الملتوي في الإجابة على أسئلة فريدة قائلًا :

_"مش عارف.. في الحقيقة معنديش فكرة عن عنوان كتاب حياتي..هه حاجة في مُنتهى الهزلية صح؟؟؟"

تستفهم فريدة عن مقصده بسؤالها :

_"إزاي يعني؟؟؟ إزاي إنتَ شايف الموضوع من وجهة نظرك هزلي وبيضحك؟..وضح أكتر."

أجابها مالك موضحًا لها بقوله :

_"كون إن كاتب كتب العشرات من المقالات والروايات والكتب في أكتر من مجال بس مش عارف أحط إسم لكتاب واحد عشت تفاصيله كلها دا شيء مضحك ومثير للشفقة في نفس الوقت."

تلاعبت فريدة بمجرى الحديث قائلةً بعينان ماكرتان :

_"في الحقيقة أنا مش عارفة أفهم وجهة نظرك لحد دلوقتي، كوني طبيبتك من المفترض يخليك تتكلم بأريحية وبدون قلق."

انتهت من حديثها ليضحك وهو وتظهر أسنانه التي لم يستطع التدخين ترك آثاره عليها ويردف قائلًا :

_ "ملهاش علاقة بالراحة والقلق، ومع ذلك منكرش إني بتعمد أتهرب من أسئلتك أحيانًا."

ابتسمت فريدة ثم تابعت حديثها بثقة طبيبةٍ نفسية :

_"عادي، مفيش مشكلة براحتك.. أتمنى أن التهرب يكون شيء يسعدك."

طالعها مالك بعينان حائرتان بينما قد تقلصت المسافة بين حاجبيه يرمقها بعدم فهمٌ لتتابع هي بدهاء طبيبةٍ لا يُستهان به :

_"طيب.. قول لي بقى بتهتم بنظافتك الشخصية ونظافة المكان اللي إنتَ بتتواجد فيه؟؟؟ ترتيب أدواتك، مكتبك، سريرك؟؟؟ "

أجابها  مالك قائلًا وقد بدأ يجتاحه الملل من هذا السؤال المتكرر كل جلسة :

_"بيتهيألي تقدري تخمني حاجة زي دي بمجرد النظر."

ترد فريدة بعد أن أمعنت النظر له ولمظهره الخارجي :

"أمم طيب.. كالعادة، هدوم شيك جدًا ، شعر بيرفيكت، وريحة برفان نفاثة عمّالة تحوم في كل حتة كلها بتقول إنك لسة ثابت بنفس المستوى. "

كيف تصنع مريضًاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن