الفصل التاسع (النظرات تتحدث)

317 17 42
                                    

#الفصل التاسع

"ما آلت إليه دروب الحياة"

________________________

وأجمل البَوْحِ في كفّين ترفعها

بها تناجي كريماً يسمع الداعي

تقول: يا رب ها قد جئتُ معترفاً

بالذنب والوزر فارحم كل أوجاعى

رحُماك يا رب الورى وما أنا إلا عبد فقير

ارجوك وكلى امل الا تردنى الا قرير .

______________________

"لا تأخذ جرعه كبيره من الثقه ،اترك مكاناً للخيبة ،و مكاناً لاستيعابها ايضا".

كانت حياة تجلس فى الحديقه الخلقيه كما هى منذ مدة من الوقت ،اتت لها ليلى وجلست بجانبها بصمت لم يدم طويلا حيث  تسائلت:

_انتى عملتى ليه فيه كده؟؟!هو مكنش يقصد حاجه على فكره .

اجابتها حياة وهى تنظر لها بأستنكار :

_انتى جايه تدافعى عنه يعنى ؟!!..على اساس انك مشوفتيش الى عمله ؟؟!

هتفت ليلى بنفى وهى تصر على رأيها بجمود:

_لا مشوفتش حاجه وهو ايده خبطت ايدك غصب على فكره قولتلك مكنش يقصد .

صاحت بها حياة بنفس الجمود:

_على فكره انا بعرف افرق كويس بين الى بقصد والى من غير قصد وان كنتى شايفه انه مش قصده فانا كمان شايفه انه مش قصدى الى عملته ،ولو انى اشك انك بتشوفى اصلا الواضح انك معميه بيه .

توترت معالم ليلى وهى تهتف بتلعثم:

_ااانتِ بتقولى إيه لا طبعا .!!؟

ضغطت حياة على اسنانها وصاحب بغضب ولاكنها حاولت اخفاض صوتها قدر المستطاع:

_بقول الى شايفاه قدامى ،صحيح انا لسه عرفاكى من شويه صغيرين بس انتِ الوحيدة الى ارتاحتلها فى البيت ده ،فحتى لو مكنتيش عند حسن ظنى بيكى بس انا هقولهالك نصيحه لله ،الواد دا مش سالك ،صحيح انتى الى عايشه معاة طول حياتك بس فى الشويه الى شوفتهم فيه عرفته وعرفت تصرفاته ،انتى باين عليكى هطله وبيضحك عليكى بسهوله ف ابعدى عنه ومتعلقيش نفسك بواحد زيه ،وانتى حرة عايزه تاخدى بالنصيحه او ترميها زى ما تحبى .

اغرورقت عينى ليلى بالدموع ولم تستطع تمالك نفسها اكثر من ذالك وانفجرت فى بكاء مرير .

اشفقت حياة على حالتها فأقتربت منها وأخذتها بين احضانها وربتت عليها بحنان الى ان هدأت قليلا ،خرجت من احضانها وهى تقول من بين دموعها المُنسابه :

ما آلت إليه دروب الحياةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن