#الفصل الثالث والعشرون.
# ما آلت إليه دروب الحياة.
__________________________
لعينيك ما يلقى الفؤاد وما لقي
وللحبّ ما لم يبق منّي وما بقي
وما كنت ممّن يدخل العشق قلبه
ولكنّ من يبصر جفونك يعشق
وبين الرّضى والسّخط والقرب والنّوى
مجالٌ لدمع المقلة المترقرق
وأحلى الهوى ما شكّ في الوصل ربّه
سقى الله أيّام الصّبى ما يسرّها.
_____________________________
" لتمشى السفن كما أشاء أنا ،وسلاما بملء الارض على الرياح وما تشتهى"
_بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير.
تعالت اصوات الزغاريد من فم النساء تزامناً مع قول المأذون جملته المعتادة وكأنه ببضع كلمات فقط اعطى لسعادتهم تصريح بالانطلاق ،انتشرت المباركات من الجميع فى جو كانت السعادة والمحبة هى السائدة به .
ووسط ذلك التجمع الذى شمل القريب والبعيد ورغم الإزدحام الشديد ،إستطاع العثور عليه من بين جميع النساء ،تلاقت عيناه مع خاصتها لتتسع ابتسامته بدون وعي ،الان يحق له التمعن فى ملامحها والتجول بين قسمات وجهها والنظر لعينيها كما يريد ،اصبحت له دون قيود ، لا يعلم متى ولا كيف ولكنها اصبحت أمانه ومصدر راحته ،فى الايام القليله الماضية التى قد قاربت شهراً ،تعلق بها وبوجودها معه ،رغم قله محادثاتهم وتضيق الخناق عليهم من قِبل فارس ،ولكن فى الدقائق القليلة التى جمعت احاديثهم سوياً شعر بالتوافق الشديد بينهم كأنه يحادث ذاته ، وازدادت الراحة بداخلة فوق الراحة راحة .
اما هى فما إن تلافت نظراتهم تسارعت دقات قلبها واصبحت كما الطبول ،شعرت بأنها حصلت على كل ما تريد الان ،كل ما تمنته اصبح واقعا ملموساً بين يديها ،من كانت ترجوه فى دعائها اصبح لها الان ، بداخلها العديد من الاحاديث تود ان تخبره بها ، تود ان تشاركه ايامها الماضيه واحلامها وحتي القادم ، اى مجنون ذلك الذى يصدق ما تعايشة الان ، لقد شهدت موقف مماثل له من قبل وكان مع أخرى غيرها ، ولكنه الان اصبح لها ،اصبح زوجها بحق .وعند هذه الكلمه تناست كل شئ وظلت تكررها فقط .
بعد أن انتهى من رد التحية والمباركات من الجميع ،إتجه عابد حيث تقف هى بجانب النساء وتطلع الى عينيها عن قرب وبحركه مباغته لم تتوقعها هى طبع قبلة حانيه على جبينها ونظر فى عينيها مباشرة قبل أن يتمتم بالدعاء بصوت خفيض :
"اللهم بارك هذا الوجه الحسن وهذه الطله الحسنه واحفظها من كل سوء ،اللهم بارك لنا زواجنا ، اللهم إجعلها خير الصحبة والونس وأجعلنى خير الرفيق والسند و اجعلها لي كما أحب وأرضى، واجعلني لها كما تحب وترضى، واجعلنا لك كما تحب وترضى يا رب العالمين "
أنت تقرأ
ما آلت إليه دروب الحياة
Humorرومانسي إجتماعي كوميدي أنفاس اللّيل وإن طالَت، فنبضُ الفجر قريبٌ جدًا، أقرب إليك من سوء ظَنّك، وأفضل من طول يأسك، وأجمل من دمعة اليأس، فلا بأس.