الفصل الثامن عشر (أتكون هي ؟؟!)

332 14 20
                                    


الفصل الثامن عشر .

#ما آلت إليه دروب الحياة .

______________________

توكلت في رزقي على الله خـالقي ... وأيقنـت أن الله لا شك رازقي.

وما يك من رزقي فليـس يفوتني ... ولو كان في قاع البحار العوامق.

سيأتي بـه الله العظـيم بفضلـه ... ولو، لم يكن من اللسـان بناطق

ففي اي شيء تذهب النفس حسرة ... وقد قسم الرحـمن رزق الخلائق

# بقوة عليها

الشافعي.

_________________________

ودعه فارس وترك المكان عائدا لبيته بعدما شعر براحه غريبه تجاه الموضوع وقوه داخليه خفيه تدفعه نحو هذا العمل ،ولأول مرة لا يترك مجالا لتفكيرة بأن يحكم القرار وانصاع تجاه رغبته فى عمل ما يحب ،فأبتسم براحه قطعها رنين هاتفه ولم يكن المتصل سوى حياة التى تسائلت بفضول:

_هاا يا عم عملت إيه ومجتش ليه لحد دلوقتى؟؟!

_لما أجى هبقى احكيلكم ان شاء الله ،شوفيهم فى البيت عايزين حاجه قبل ما أجى.

صاحت هى بحماس :

_أه عايزين ،هاتلنا حاجات حلوة معاك وهاتلنا لب علشان نعمل  قعده شاى باللب فى البلكونه وهاتلنا شيبسى بس أتأكد انه مش مقاطعه.

ضحك بقوة عليها وتذكر ان هذا طلبها من الطفوله كلما سألها إن كانت تريد شئ تملى عليه نفس الطلبات ،اغلق معها المكالمه وسار مسافه ليست بالقليل وقد حل الظلام واوشكت صلاه العشاء عندما وصل إلى حارته ،دلف للمسجد وتوضأ وانتظر الأذان الذى لم يمر عليه سوى دقائق وصدح صوت الشيخ صادق إمام المسجد عالياً ،فتجمع الناس بعد دقائق ووقفوا فى خشوع يؤدوا الصلاة ،أنتهى من الصلاه وخرج من المسجد واتجه إلى محل البقاله الصغير الذى يقع فى نهايه الطريق ،فوجد السيده تحيه زوجه الحج عبده تجلس فى المحل وتهتم بشؤونه فأبتسم لها بود وهو يقول:

_ازيك يا ست تحيه عامله إيه مش باينه ليكى فترة يعنى .

ابتسمت له الأخرى رغم لمحه الحزن التى تتشكل بعينيها وقد لاحظها هو ،وهتفت بترحيب:

_أهلا بيك يا فارس يا أبنى ،أهو المشاغل ،وعمك عبده مش بيخلينى انزل للمحل كتير .

تمعن النظر فى ملامحها وتسائل بتعجب:

_مالك يا ست تحيه فى حاجه معاكى ولا إيه ؟؟وعم عبده فين مش بعادته ميقعدش فى المحل حتى لو انتى موجوده .

ترقرقت دموع الأخرى وتهدج صوتها وهى تجيبه بنبرة يتقطر منها الألم:

_عمك عبده تعبان من أمبارح ،حاولت معاه يروح يشوف دكتور مرضيش ، النهار كله قفلت الدكانه وقعدت جنبه ،بس دى لقمه العيش يا أبنى وسيبته وحده وجيت ،لا خير فى صحه ولا فى عيل ،حسبى الله ونعم الوكيل .

ما آلت إليه دروب الحياةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن