#الفصل السادس والعشرون.#ما آلت إليه دروب الحياة.
_______________________________
هل جرّبت شعور التسليم لله من قبل؟
هل جرّبت أن تكون وسط إعصار لكنك ثابت، هادئ، ومُطمئن أن كل شيء سيأخذ اتجاهه الصحيح، التسليم ليس كلمة فقط، بل عمق شعوري عظيم، أن تفعل كل ما يُمكنك ثم تُسلّم الأمر كُله لله، ليأتيك بأفضل شكلٍ ممكن، ربما يتقدم أو يتأخر، لكنه سيأتي في وقته الأكثر دقة.✨
"روح"
_____________________"عندما يأتى الطلب الصحيح من الشخص غير المقصود "
_حياة تتجوزيني؟
فرغ فاه حياة بصدمة لم تتوقع منه هذا الحديث كانت تنتظر مجرد كلمات مجاملة بها العديد من الشكر ولكن يا الله ما هذا الموقف الذى وضعت فيه الآن ماذا عساها ان تقول ،تلعثمت فى حديثها وهى لا تجد للكلمات سبيل:
_أنا مش عارفة اقول لحضرتك ايه يا فندم ،الحقيقة انا ...
لم يدعها تكمل واوقفها بإشارة من يده وهو يقول بهدوء:
_مش عايز منك رد دلوقتى يا حياة ،فكرى وخدي وقتك كويس ولو لينا نصيب فى بعض هكلم والدك واحدد معاه معاد قريب ،أنا مراعى كويس انك مشغولة فى فرح فى البيت وكده وان شاء الله يبقوا فرحين .
لما لا تنشق الارض وتبتلعها وتريحها من هذا الموقف الذى لا تجد منه مخرج ،وكأن الله أراد بها لطفاً ليأتى لها طوق النجاه متمثلاً فى صوت ندي وهى تحثها على المغادرة ،فأشارت لها حياة بأنها ستلحق بها وبدون أن تلتفت للواقف أمامها يراقب ردود فعلها هتفت بتعجُل:
_ أنا لازم أمشى دلوقتى يا فندم بعد إذنك.
لم تنتظر رده وفرت من أمامه هاربة ،بينما هو وضع يده أسفل مؤخرة رأسه يدلكها بشرود وقد نظر فى أثرها ببسمة تشكلت على محياه وكأن إرادته سُلبت منه فى هذه اللحظة .
خرجت حياة سريعاً من مقر عملها وقد تبعتها ندي التى كانت تلهث من فرط سيرها السريع فى محاوله منها لمواكبة خطوات حياة السريعة ،وصرخت بها بأنفاس متقطعة:
_ فى أيه يا حياة انتى بتمشى بسرعة كده ليه هو فى حد بيجرى وراكي على مهلك مش عارفة الحقك.
أنتبهت لها حياة للتو فألتفتت لها وقالت بأسف:
_معلش يا ندي بس الوقت أتأخر والمغرب على أذان وفى حاجات كتير لازم نجيبها ولازم نمشى حالنا بسرعة .
لحقت بها ندي بعدما قللت حياة من خطواتها وأمسكت بمرفقها وهى تقول بشك:
_لا فى حاجه غير كده انتى حالك اتقلب من بعد ما كنتى واقفه مع مديرك ،فى حاجه معرفهاش ولا ايه ؟اوعي يكون طردك من الشغل؟
أنت تقرأ
ما آلت إليه دروب الحياة
Humorرومانسي إجتماعي كوميدي أنفاس اللّيل وإن طالَت، فنبضُ الفجر قريبٌ جدًا، أقرب إليك من سوء ظَنّك، وأفضل من طول يأسك، وأجمل من دمعة اليأس، فلا بأس.