#الفصل الثاني والعشرون.
#ما آلت إليه دروب الحياة.
______________________________
وَمَا فِي الأَرْضِ أَشْقَى مِنْ مُحِبٍّ
وَإِنْ وَجَدَ الهَوَى حُلْوَ المَذَاقِ
.
تراهُ باكياً في كلِّ وقتٍمخافة َ فرقة ٍ أوْ لاشتياقِ
.
فيبكي إنْ نأى شوقاً إليهمْويبكي إنْ دنوا خوفَ الفراقِ !
.
فتسخنُ عينهُ عندَ التنائيوتسخنُ عينهُ عندَ التلاقي ..!
.
• ابن دريد______________________________
" كان لنا سند ،كلما مالت علينا الحياة مِلنا عليه وكان نعم السَند"
تشعر بأنها طِفلة صغيرة تنتظر رأى والدالتها فى كل شئ ،تخاف من واقع قرارها وتبعاته وتهاب من الاقتراب ومن الابتعاد ،وقفت حائرة فى غرفتها تجوبها ذهاباً وإيابا بتوتر بالغ ،لم تستطع الانتظار حتى تأتى الاخرى ،فأمسكت هاتفها تطلب رقمها و انتظرت الرد ،مرة، مرتين ،وأخيرا استمعت لصوتها فى الثالثه فهتفت بنبرة باكية:
_ حياة انتى هتيجى أمتى ؟ فاضلك كتير ؟
وعلى الطرف الاخر كانت تجلس حياة مع أنس وحنان زميلتها يناقشون بعض الامور الخاصه بالعمل ،فأنتفضت من محلها بفزع من نبرة الاخرى وابتعدت قليلا عنهم وهى تهتف بخوف وقد تزايدت ضربات قلبها :
_فى ايه يا ندي ؟ايه الى حصل مالك ؟
اجابتها الاخرى بنبره مهتزة :
_حياة أنا قولت ل عمى إنى عايزه اقعد معاه الاول ومش عارفه الى عملته ده صح ولا لا .
تنهدت حياة بإرتياح وقد عاد الاكسجين يتدفق بداخل رئتيها من جديد بعدما ظنت أن هناك مصيبه حلت فوق رؤسهم وهتفت بنفاذ صبر :
_يا شيخه اقول عليكى إيه بس ،يعنى شغاله تتصلى وتردى عليا وانتى بتعيطى علشان تقوليلى وافقتى تقعدى معاه ،قعدت عليكم حيطه انتو الاتنين علشان ارتاح منكم واخلص ،دا انا قولت فى مصيبة حصلت ،غورى يا بت من وشى وتتصليش تانى لحد ما اجيلك اخبط دماغك فى الحيط .
صفارة الانتهاء هذا آخر ما سمعته ندي بعد سيل من التوبيخ ،فنظرت إلى نفسها فى المرآه وتسائلت بجهل :
_هو انا عملت ايه يعنى علشان تتعصب بالشكل ده ؟
وعلى الجانب الاخر اغلقت حياة هاتفها وتنفست بعمق تحاول العوده لحالتها الهادئه قبل ان تعاود العمل مرة أخرى وهتفت بإعتذار:
_بعتذر من حضرتك يا فندم بس كان تلفون مهم ولازم ارد ،ها بقى كنا بنقول ايه ؟
هز أنس رأسه بتفهم وقد أتى لكى يتابع العمل بدلا من صديقه الذى مازال مريضاً، واردف قائلاً :
أنت تقرأ
ما آلت إليه دروب الحياة
Comédieرومانسي إجتماعي كوميدي أنفاس اللّيل وإن طالَت، فنبضُ الفجر قريبٌ جدًا، أقرب إليك من سوء ظَنّك، وأفضل من طول يأسك، وأجمل من دمعة اليأس، فلا بأس.