#الفصل العاشر"ما آلت إليه دروب الحياة"
____________________
كان النبي صلى الله عليه وسلم يُكثر من دعاء:
"اللهم إني أسألك نفساً
مطمئنة .. تؤمن بلقائك ..
وترضى بقضائك .. وتقنع
بعطائك"
ولا حول ولا قوه إلا بك
"اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ونبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين "
__________________________
_كنت فين يا استاذ ؟؟
كان التعب يظهر جلياً على وجه عابد فهتف بخفوت:
_كنت عايز اقعد مع نفسى شوية ،محصلش حاجه لكل ده يعنى .
صاح به خالد بغضب على عكس عادته:
_محصلش حاجه ازاى يعنى ؟!!!يا بنى آدم انت معندكش دم تروح انت تريح دماغك وتوجع دماغ الى خلفونا احنا مقولتش ليه انك هتتأخر برة شويه وطمنت أمك حتى ؟؟
أغمض عينيه بتعب وقال منهياً هذا الحديث :
_انا تعبان شويه ومش حمل مناهدة معاكم هطلع ارتاح شويه ونبقى نتكلم بعدين .
أمسك فارس بيده وجذبه ناحيه مقهى عادل وأجلسه عنوه عنه وهو يقول بحزم:
_انت مش هتمشى من هنا غير لما تقول فى إيه مالك مش دى حالتك الى فى الصبح خالص احنا بنتقدم ولا حالتنا بتسوء اكتر يا جدع .
وضع رأسه بين يديه بأنهاك ولم يتحدث ،وفى نفس اللحظه كانت هناك زوج من العيون التى تراقبه بقلب يتآكل على حالته تلك.
كانت ندي تقف فى شرفه شقة خالتها وبجوارها كلاً من رحاب وحياة وكانت الشرفه مطله على المقهى مما اتاح لها رؤيته وهو يجلس مع شقيقها وخالد وكانت تنظر إليه وقلبها ينتحب من الداخل ،ترى بوضوح وجهه الشاحب وحاله الذى تبدل بعد موت زوجته وحبيبته وعند تذكرها لتلك النقطه فاقت من شرودها به وهزت رأسها بعنف .
نظرت إليها حياة بتفحص فهى تعلم جيدا ما يجول برأس الاخرى الان بينما تسائلت رحاب بتعجب:
_لسه برضه مصمصمة انه صداع ؟؟!
التفتت إليها ندي سريعا وهتفت بتبرير:
_اااه..طبعا امال هيكون إيه يعنى ؟؟
ابتلعت غصة مريرة تشكلت فى حلقها وهى تتسائل بما شل الاخرى من الصدمة :
_بتحبية قوى كدة.؟؟؟؟
_توترت معالم ندي ولم تجد للكلمات سبيل وسعلت بقوة علها تجلى حنجرتها واردفت بنبرة حاولت جعلها ثابتة قدر الإمكان:
أنت تقرأ
ما آلت إليه دروب الحياة
فكاهةرومانسي إجتماعي كوميدي أنفاس اللّيل وإن طالَت، فنبضُ الفجر قريبٌ جدًا، أقرب إليك من سوء ظَنّك، وأفضل من طول يأسك، وأجمل من دمعة اليأس، فلا بأس.