الفصل السابع عشر (فرصة لكى نحيا)

290 18 6
                                    

لا تسأل الدار عمّن كان يسكُنها

الباب يخبر أن القوم قد رحلوا

ما أبلغ الصمت لما جئت أسأله

صمتٌ يُعاتب من خانوه وارتحلوا

يا طارق الباب رفقاً حين تطرُقه

فإنه لم يعُد في الدار أصحاب

تفرقوا في دُروب الأرض وانتثروا

كأنه لم يكُن أنسٌ وأحباب.

اِرحم يديك فما في الدار من أحد

لا ترجَ رداً فأهل الود قد راحوا

ولترحم الدار لا توقظ مواجعها

للدورِ روح كما للناس أرواح،،،،،

______________________________

              "اللهم جمل اقدارنا بعظيم الشكر "

وصل الشباب الى اسفل البنايه التى تقع بها شقة عابد ،فوجدوا ذلك المدعو احمد يقف فى الاسفل بجانب سيارة نقل كبيرة استعدادا لنقل اشياء من منزل قد ذهبت صاحبته الى دار الحق بدون رجعه ،ولاكن هذا الشخص  لم يهتم لفقدانها وكأنها لم تكن شقيقته بل ينظر الى الاشياء التى تركتها خلفها وكأن كل سبل الرحمه قد نزعت من قلبه ،اقترب منه فارس وبجواره خالد الذى نظر إليه بنظرات ناريه ،يود الانتقام لصديقه من تلك العائله التى لم تأتى عليه معرفتهم الا بكل سوء ،كان من المفترض ان ينزل أحمد رأسه فى الارض بخزى واضح بعدما حدث بينهم آخر مرة وما قاله أبن عمه أيمن فى حق شقيقته أمامهم ، ولكنه على غير المطلوب وقف ينظر لهم بتبجح وعين لم تنكسر من افعالهم المخزيه وهو يقول بغلظه :

_ما لسه بدرى يا بهوات ،ليا ساعه ملطوع هنا ،متخلصونا من الشغلانه دى خلى كل حي يروح لحاله .

تشنجت معالم فارس ونظر إليه بإستنكار وهتف بإشمئزاز :

_ يا أخى والله مش عارف الناس البجحه دى بتجيب البجاحه بتاعتها منين ،لا وليك عين تتكلم كمان ،دا انتم عالم تُغم .

ابتسم له الاخر بأبتسامه سمجه وهو يقول :

_أبقى تعالى وانا اوريك بنجيب البجاحه منين،إلا صحيح ابو نسب مجاش معاكم ليه ،هو خايف يشوفنى ولا إيه .

كان سيهم فارس بالرد عليه بطريقته العنيفه كالعادة  ولكن يد خالد منعته عن فعله القادم ووقف يبتسم فى وجه الاخر وهتف بعدما رسم ضحكه صفراء خرجت من بين شفتيه كدلاله عن عدم تقبله لذلك الشخص :

_لا وانت الصادق اصله متوضى ومحبش ينقض وضوءه بشوفه الاشكال النجسه بعيد عنك .

تركهم وذهب بغضب او لنقل هزيمه جعلته غير قادر على الرد عليهم ،سبقهم للأعلى ولحق به العمال المسؤولون عن نقل الاثاث وآخر من صعد كان فارس وخالد ،وضع فارس يده فى جيبه واخرج المفتاح ثم دلف للداخل وتبعه خالد وقبل ان بدلف احمد اوقفه فارس بأشارة من يده وهتف بنبرة جامده يقلل من الآخر :

ما آلت إليه دروب الحياةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن