#اقتباس من الفصول القادمة.#ما آلت إليه دروب الحياة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أرسلت الشمس خيطوها المسترسلة لتعانق جنبات الأرض الندية لتنشر الدفئ وتزيل أثر نسمات الفجر الباردة التى لاطفت قلوب أحرقها الشوق لتبسط ردائها الذهبى والذى اشرق عن يوم جديد وبداية جديدة لقصة قد دُونت فى كتاب الحياة كانت هي سَكينته وكان لها المَسكن .
دلف للغرفة بخطوات وئيدة ليقترب من الفراش بحذر كى لا يفزعها وقد استغرقت فى النوم فى محاولة منها لتعويض الأيام الماضية والتى جافاها النوم بها ، كانت ترتدي منامة قطنية ذات أكمام قصيرة وقد تبعثرت خصلاتها البنية الطويلة لتخفي جزءً كبيراً من الوسادة .
نظر لساعة يده ليجدها قد تجاوزت الحادية عشرة صباحاً ليشملها بنظراته المبتسمة ويهزها برفق تزامناً مع قوله الذى خرج ببحة رجولية ولكنها حانية مكرراً النداء:
_ندي ،ندي أصحي كفاية نوم .
ازالت عيناها ستائرها لتبصر وجهه وقد توقف عقلها لثوانٍ قبل أن يعاود العمل لتخالف توقعاته وتبتسم فى خجل قبل ان تعتدل جالسة وتهمس بصوت مبحوح به أثار النوم:
_صباح الخير يا عابد .
ابتسم بجانب فمه ليرد تحيتها بمكر نتج عن غمزة عابثة :
صباح الخير والبركة من الرحمن ،دا انا قولت هاجي اصحيها تقعد تصوت وتقول انت مين بس الحمد لله طلعتى فاكراني ،وبعدين ايه النوم ده كله لولا البيت جديد عليكي كنتى نمتى لأمتى الضهر قرب يأذن.
انفرجت شفتيها عن ضحكة حاولت جاهدة لكتمانها ولكنها فشلت وهي تقول من بين ضحكاتها:
_مش للدرجادي يعني اكيد فاكره ،صحيح البيت غريب بس انت مش غريب يا عابد .
لوى جانب فمة بإستنكار تناسب مع حديثة:
_ مش هتضحكي عليا بكلمتين زى الى ضحكوا عليا وقالولى ان الى بيتجوز بيصحي يلاقى مراته مجهزاله الفطار وفى الاخر انا الى قومت جهزته.
أكمل حديثه المرح اثناء خروجه من الغرفة دون انتظار ردها:
دا لو ناس البلد عندنا عرفوا انى صحيت جهزت الفطار لمراتي هيرجموني فى ميدان عام .
نظرت فى أثره الراحل بعينين تقطر حباً وفماً لا يكف عن الإبتسام لتنهض سريعاً لتبديل ثيابها . مرت القليل من الدقائق لتخرج من غرفتها وقد بدلت ثيابها لفستان بيتي وقامت بجمع خصلاتها للخلف وقد جالت نظراتها فى انحاء البيت قبل ان تتجه لغرفة المطبخ لتجده يضع الاطباق على طاولة المطبخ الرخامية ذات الثلاث مقاعد لتتجه لمساعدته وطبول قلبها لا تكف عن القرع .
أنت تقرأ
ما آلت إليه دروب الحياة
Humorرومانسي إجتماعي كوميدي أنفاس اللّيل وإن طالَت، فنبضُ الفجر قريبٌ جدًا، أقرب إليك من سوء ظَنّك، وأفضل من طول يأسك، وأجمل من دمعة اليأس، فلا بأس.