30

9.3K 608 3.1K
                                    


"سنحتاج حاسوبكَ لبعض الوقت" قالت تنظر لِمن وجهه رسم ملامح الحيرة يحدق بها تارةً و بالجهاز داخل قبضتها تارةً.
ثم سأل، "لا أفهم سيدة اِيميلي.. لقد قلتِ أنكِ أتيتِ لمقابلة السيدة ڤالِرِي.. فلماذا تحملين بيدكِ شيءً به أمرٌ يتعلق بي أنا؟"

حدقت به المعنية صامتةً لثوانٍ، لم تفكر بأن يخطر على باله سؤال كهذا.. إنه فطينٌ على عكس ما تتوقع منه.. سؤال منطقي قد يفكر به أيٌ كان، لكن لربما اِنطباعها عنه بأنه شخص غبي و غافل له دخل بتراجع توقعاتها..
إلا أن فطنته لا شيء أمام أكاذيبها، حتى و إن لم تجهِزها بشكل مُسبَق.

"رغبتي في مقابلة ڤالِرِي كانت لمناقشة هذا الأمر معها مِن الأساس" أجابت تتنقل بين أعين من يزداد حَيرةً، "و كما قلت، لم أعد أقوى التستر على هذا السر لوقت أطول.. إنه أمر شنيع.. و كان تصرفا أنانيا من ڤالِرِي أن تخفِيَه عنكَ. أنت تملك كامل الحق لتعرِفه و لكي يحصل المذنب على عقابه لا أن يفلت بفِعلته" أضافت بأعين تحمل ذنبا مزيفا.

و قد ساد صمت قليل بعد إضافتها، ثم قال آنيل يرسم على شفاهه بسمةً قلِقة، "سيدتي.. أنا أعتذر، لكن جهلي بما تتحدثين عنه بدأ يُربِكني"

تنهدت عميقا تنزِل نظرها لما تحمله بيدها، "ڤالِرِي ستغضب بشدةٍ إذا علِمت بما سأقوم به الأن، لكنني أقسم بأن نيتي كانت التشاور معها أولا رغم يقيني بأنها سترفض مجددا، لكن إيجادي لك هنا لوحدكَ.. أعتقد أنها إشارة من الرب لأقوم بالصواب"

رفعت بصرها له مجدداً لا تتغير ملامحه المحتارة بل فقط يزداد اضطرابا، ثم حوّلت أعينها ناحية حاسوبه إشارةً بأن يقوم بتشغيله.

أومأ و اِستقام يضع حقيبته فوق الكرسي الذي كان به، و تقدم من كرسي مكتبه يجلس مقابلاً لشاشة حاسوبه، و إيميلي قد نهضت كذلك تقترب منه و اِستندت جانبه ضد المكتب تقابل سطحه بظهرها و أعينها فوق من يثبت تركيزه على الشاشة شاعِرا بنظراتها فوقه.. اِحساس مريع بقلبِه لا يريحه.

رفع أعينه إلى الواقفة ثم مترددا أشار بسبابته إلى جهازها.. فمدته له، و أمسكه يحدق به. يتكاثف أثناء ذلك شعور ثقيل بصدره كأنما حمِل بيده شراً مظلماً..

اِنحنى قليلا كي يدخِله بوحدة النِظام، ثم رد بنظره لشاشة يضغط على الملف المتواجد، و لم يكن به سوى شريط وحيد يملأ الجهاز..

"ماذا أفعل الأن؟" تساءل ينظر لها بلا فهم.

و هي قد مسحت فوق ظهر رقبتها تحدق بالأرض تمثل التردد ببراعة.. حتى تنهدت تحدق به طويلا، "شاهِده" و قالت فجأةً.

بادلها التحديق غير مطمئِن ثم حوّل بصره إلى الشاشة يضغط على التسجيل ليبدأ بعرض ما يحتويه.

بالثوانِ الأولى لفه الاستغراب، لا يفقه ما يراه و اِشتدت حيرته بعد أن توضح له جسده و هو مستند على جسد اِمرأة تتوجه به إلى مكانٍ ما.. لم يستطيع تمييز المكان الذي كان به بعد، لكنه اِستطاع تخمين أنهم بالفندق بسبب ثيابه..

YOU'RE JUST A PROSTITUTEحيث تعيش القصص. اكتشف الآن