31

12K 607 2.5K
                                    

•••

حدق بالباب المُغلق بصدرٍ يتصاعد و ينزل في تنفسٍ غير منتظم، يستوعب كل ما تلفظ به قبل أن يصفع الباب..
يحاول تخيل ما التعابير التي يحمِلها وجهها خلفَ هذا الباب الأن، لكنه لا يريد... ما رآه يكفي..

اِشتدت قبضتاه يحدق بهما، ثم اِزدرم ريقه و اِستدار بصعوبة.. ينوي الاِبتعاد عن موقعه إلى غرفته.. لكن نبضاته لا تتوقف عن التضاعف.. لا يمكنه الهرب من فكرة أنها تقف خلف هذا الباب في هذه اللحظة بالذات...

و ما جعله يتحرك أخيرا من مكانه.. هو صوت سيارتها التي اِنسحبت للخلف و بقوة تحتك عجلاتها أرضا... رفع يده يرد خصلاته للخلف مرتبكاً.. و لم يتزحزح من مكانه إلا بعد ثوانٍ و قابل في طريقه بيلي، المدهوش و المتعجب.. لقد عاد بسرعة!؟ و ما بال أعينه المحمرة و المتورمة تلك.. أ كان يبكي مجدداً؟

آنيل تجاهل جسد بيلي الواقف هناك كأنه لا يوجد... لكن الأشقر أسرع في أن يتبعه مناديا إسمه.. إلا أن آنيل أغلق الباب في وجهه بقوةٍ و أنصت بيلي من الخارج إلى إقفاله للباب بِقُفلِها..

رفع بيلي أنامله يدعك جبينه بشدة يتمشى يمينا و يسارا قرب الباب لا يفقه شيءً... هل حقا هو في مأزق الأن مع آنيل؟ لم يتوقع أبدا أن يعود للمنزل هكذا.. لقد ظن أنه سيعود بمزاجٍ أفضل لدرجة أنه سيسامحه و يتغاضى عن ما خطط له مع ڤالِرِي.

رفع هاتفه يحدق بشاشته،  يفكر.. هل سيكون من الصواب مراسلتها ليسأل عن ما جرى؟

لكنه قرر في الأخير أن لا يتدخل في ما لا يعنيه، و يتحلى بالصمت في الوقت الراهن.

و في الجهة المقابلة من الباب، داخل الغرفة.

أبعد آنيل يده عن القفل و اِستدار يحدق بمن يوجد بالغرفة يستلقي على سريره، لقد كان ساهيا يفكر بما جمعه من حديث مع آكاشا و لِيا قبل قليل..

لكن دخول صاحب النظارة و صفعه للباب بهذا الشكل قد أخذ كل اِهتمامه و اِنتباهه..

آنيل تنقل بين أعين سيث صامتا.. إلى أن رمشت جفونه بضعف و أسرع في الاِقتراب من المستلقي يرتمي عليه معانقا إياه بشدة و مخفيا وجهه داخل صدره..

حدق سيث بخصلات شعر آنيل لا يفقه ما يجري... لكنه لم يتأخر في التجاوب و أخذت أياديه تداعب خصلات آنيل الناعمة صامتا..

إلى أن اِلتقط تمتمةً تغادر فاه آنيل الذي لا يبعد وجهه عن صدر سيث،"في الأخير، أنت الوحيد الذي لن يخذلني"

و بقدر ما صنعت عبارته هذه استغرابا داخل سيث، إلا أنها صنعت تضايقا أكبر، فسأل:
"هل اِمتلكت شكا من قبل كي تتأكد الأن؟"

لم يجب آنيل، و سيث أمسك خدود الأخير يبعده عن صدره ليرى وجهه الشاحب و أعينه التعيسة الباكية.. تأمله سيث لوهلة بِلا كلمة، يكره ما يرى. إلى أن قال:
"وجهك يروي مأساةً لأسابيع آنيل"

YOU'RE JUST A PROSTITUTEحيث تعيش القصص. اكتشف الآن