#مُعــاويــة
:: 31 ::
لين رن رقمي المتصل رغد .. وسمعت صوتها الحنون والهادي
رغد: انت وين ؟
ابتسمت: والله لو نقولك مش ح تصدقي
وكيف بنتكلم غسان شدلي ذراعي وأشرلي بصبعه السبابة ع فمه بمعنى ( اسكت )
حولت التليفون: شنو ؟
غسان بهمس صوت ابعد من ان يسمع: مش لازم تقول
هزيت راسي : اها ( رديت التليفون ) الو
رغد: خيرك سكتت ؟
ارتبكت: لا شي غير انا مع غسان في السيارة
رغد بعد ارتياح: اها .. تجي تروح بيا ؟
ارتبكت: خليك اليوم غدوا نجيك
رغد: خيرك معاوية في حاجة ؟
ضحكت نبي نريحها: لا شن بيكون في .. توا مشغول بعدين نكلمك
سكرت الخط وشبحتله: خيرك ماتبيش تقول ؟
وهوا يتابع في الورق: اقضوا حوائجكم بالكتمان
رفعت حواجبي: هادي رغد
تنهد: اي اكيد رغد عندها صحبات وعيلة وبينتشر الموضوع اما كتمان ؟
ماعجبنيش الكلام بس سكتت
غسان: بنقول لحذيفة وساد احني الاربعة عندنا علم
معاش رديت عليه تقدرو تقولو زعلت .. كملنا الطريق وكل واحد منه عايش في احلامه .. حطيت غسان في الحوش ورجعت للوفاة يللي فيها المستفزين واصحاب القلوب السودا .. مديت مبلغ لا باس بيه لجار المرحوم يللي كانو اهل بيته يطيبو في فطور للوفاة .. وقعمزت عيوني يلفو ع الجميع بعدم ارتياح وخلاص
: انت معاوية ؟
رفعت عيوني لقيته شاب صغير في السن: اي انا
ابتسم وجبد كرسي قعمز بحداي: انا اسمي فيصل
مدينا ايدينا وتصافحنا: اهلا وسهلا بيك
فيصل: تعرف نتابع فيك وعاجبني تصويرك
ابتسمت بفخر: بارك الله فيك
ابتسم بفرح: انا عندي محل احذية نبيك تسوّقهولي
مافهمتش قصده: اه يعني نصورلك البضاعة ؟
ابتسم : اي ياريت
تنهدت وقدمت راسي: بس انا مش مجرب التصوير الدعائي
فيصل: مش مشكلة تعلم فيا متاكد ح تبدع انا
ابتسمت وطبطبت ع كتفه: نجرب ونشوفو ان شا الله
فيصل: خلاص اي يوم تكون فاضي تعالى والسعر اللي تبيه باذن الله نقدره
ابتسمت: لا السعر مانختلفوش فيه .. نشوف يوم وحاضر
ابتسم بسعادة كبيرة: بارك الله فيك ( لف بعيونه ع المكان ) انت شن يقربلك عمي مسعود ؟
تنهدت ورجعت بظهري لمسند الكرسي : نسيبي بو المرآ يعني
فيصل: اها عادي بيهم عندهم اخت وحدة لكن مانحساب عطوها
عقدت حواجبي: وآك سمعت .. ماواتتش فرصة نتعرف ع باقي العيلة ع طول خشينا في رمضان
فيصل: انا مش قريبهم .. ريت زوجة مروان
حسيت بحقد كبير عليه ومش حابه يكمل باقي كلامه بس مطّر الولد مش ذنبه: اي
ابتسم فيصل: تكون خالتي .. اول يوم نجي هنا ونعزي .. رغم انه وجعني هلبا مسكين
تنهدت: اي والله .. الله يرحمه
شبح لرضوان يللي كان واقف ع احد الشياب ويهدرز وشبحلي: ماابرد دمه هالولد
في داخلي ( مش ابرد من راجل خالتك المصون )
فيصل: تعرف نكره نجي هنا .. امي وخالتي راسين في شيشة ولازم كل اسبوع ياتجي امي هنا يانرفع خالتي لحوشنا وين نتلاقى معاه هالمريص لازم يحذفلي كلمة
في داخلي ( انت مش شايف سمهم في أختهم هذا انت البراني وتجي مرة في الاسبوع وكرهتهم يابال مسكينة اللي عاشت الهم كله منهم )
تنهدت: الله غالب طباعهم صعبة
فيصل: لا يحترمو ولا يحشمو حد .. المهم موعدنا بالله راك تنساه
ابتسمت: مش ح ننسى
وقف وأشر: هداكا خالي كيف جي خللي نمشيله
قدمت راسي ورفعت عيوني فيه: أما هوا ؟
أشر عليه: هوا خال واحد .. شوفته لابس سورية بيضاء
شبحتله وتنهدت .. وفي داخلي ( هذا اللي كان بيكون مكاني يارغد ؟ )
كان أسرع من ولد اخته وقدّمله: وين تليفونك ؟
حط ايده في جيبه وطلعه: اوووه والله نسيته صامت ( بعدين شبحلي ) حق ماخديتش رقمك
شبحله خاله باستغراب: من هذا صاحبك ؟
ابتسمله: لا هذا نسيب مسعود الله يرحمه .. معاوية
صافحني بايده وفي عيونه شرار وضغط ع ايدي: اهلين بيك
ابتسمت باستفزاز: اهلا
مدلي فيصل التليفون: بالله سجللي رقمك باش نتواصلو
خديت تليفونه وسجلت الرقم: تفضل
خدي تليفونه وابتسم: تمام نتصل بيك وسجل رقمي باش تكلمني
ااااه يايوم ماباش يفوت: حاضر
شبحلي خاله: صار انت نسيبهم ؟
قعمزت وحطيت رجل ع رجل: اي ان شا الله
جبد الكرسي وقعمز: ماتعرفناش
شبحتله بحدة: وعلاش بنتعرفوً؟
ضم شواربه وشبح لفيصل: برا لامك تبيك
مشي فيصل ومستغرب في تصرفات خاله ..
شبحلي: قالتلك رغد ؟
فنصت فيه: اسمها ماتجيباش ع لسانك واحترم نفسك
ضحك ع جنب: بنحترم المكان بس الباقي انت ماتبي كان التسخيف المية تجري من تحتك ومش داري
وقفت وزفرت بضيق وجيت بنطلع وقف لحقني .. كملت خطواتي للباب وكيف بنفتح السيارة شد عليا الباب وسكره وشبحلي باستفزاز
: ماعجبكش الكلام ؟
فنصت فيه: شن تبي مالاخير ؟
: نبي نعرفك ع رغد
خبطته بايديا ع كتافه لين وخر: ماتبيش تحترم نفسك والا كيف ؟
ضحك ع جنب: مانلومكش .. لكن والله بجديات واجعني حالك
عدّل حوايجه باستفزاز وخش للحوش .. ركبت السيارة وطلعت ..
اتصلت بيا رغد في الطريق : كيف روحت
رغد : اي الحمد لله من امبكري نحاول معاك ماحصلتكش
رديت باللامبالة: علاش ؟
رغد: نبيك تروح ترتاح ماسد صيام ماسد شمس اليوم وهكي
دخلني شوية شك من كلامها .. علاش مانعرفش السبب ؟ .. حاس روحي في متاهة وضايع مش فاهم روحي ؟ .. انا من قبل حاس انها داسة عليا شي وكنت واثق فيها ثقة عمياء .. شن السر وشن اللي مفروض نعرفه عليها وماعرفتاش
استدركت الوقت لما سمعت صوتها: الو نعاوية وين مشيت ؟
تنهدت: مروح .. نوصل نكلمك
سكرت الخط من غير مانراجي تقول كلمة .. حاط قبضة ايدي ع فمي ونتصادم انا وافكاري داخلياً .. مرهق .. شاحب الوجه ومغلول القلب .. روحت ركبت لحوشي .. سكرت الباب ومشيت دغري ع الدار فتحت الدواليب .. وبين دبشها يدورو عيوني نبي نشم ريحة خيانة .. نبي نشم الغدر والخذلان بين حاجاتها .. اصلا كيف بنعرفها الريحة هادي وانا الحمد لله ماذوقت خيانة في حياتي .. قلبت الدواليب كلهم وانهد حيلي ع السرير .. مخنوق التيشرت رغم رقبته الواسعة الا انها تخنق ومانعة الراحة لحلقي في التنفس .. تنهدت .. وخذتني الغفوة هروباً من واقع الباين ح يكون موجع هلبا
...................
ولعب الشيطان في عقلي .. وحاز خال فيصل ع المرتبة الاولى في الخبث .. وخلاني نعيد حساباتي .. خلطتنا بالجيران شبه معدومة بوي خيري انسان طيب وكويس هلبا وسمعته في الشارع مسك ولكن كان شغله برا المنطقة كلياً عدا الورشة يللي خداهالي في الآونة الاخيرة وهذا يللي خلّا علاقتنا بالجيران سطحية .. خصوصاً صغار عمي مسعود لان طباعهم غريبة انطوائيين وعديمي اخلاق مع الناس ف ماحدش يخالط فيهم احتراماً لبوهم
: ألو معاوية وينك مش ع اساس بتجي تروح بيا ؟
منهك وتعبان ولفيت بعيوني لقيت الدنيا ظلمت : خليك لغدوا
شهقت: معاوية خيرك ؟
قعمزت وتكسلت: تعبان شكلني محصل بردة
رغد: باه روح بيا باش نعانيك
وقفت ومشيت للكوجينا : نعاني روحي بروحي مادوريش
رغد: وفطورك ؟
تنهدت: دبرت روحي
رغد: شكلك كنت راقد ؟
زفرت بضيق ولو قدامي كنا خنقتها .. عبيت البكرج امية وحطيته ع الغاز: غسان خاش انتظار سكري تو نكلمك
سكرت الخط ومادورتهاش .. رديت ع غسان: ايوا
غسان: ميت ياولد ؟ .. تي ليا ساعتين نتصل وقربعت عليك حتى الباب مافقتش .. فطرت ؟
تنهدت: ااااه كيف بندير قهوة
غسان بقلق: في حاجة معاوية ؟
مسحت ع وجهي: فطرتو انتم ؟
غسان: اي انزل خلينالك فطورك
تنهدت: نصلي المغرب وننزل هي
سكرت الخط وطفيت ع قهوتي وخشيت للحمام توضيت وصليت .. ورفعت ايديا
أنت تقرأ
مُعــاوية
Actionيقال أن الصُدفة خير من ألفِ ميعاد .. لم أعلم متى جمعتنا الصدفة وجعلتنا إخوة تحت سقف واحد نساند بعضنا البعض .. نقف في صف واحد ونحارب معاً .. من قد يتصوّر أنها قادرة على تغيير حياتنا إلى الأبد ! من هنا تبدأ الحكاية !!