#مُعــاويــة
:: 36 ::
رفع ايديه بوي: ربي يشفيه يارب
ابتسمت: امين يارب
....................
اتصل بيا غسان مع اذان العصر: ايوا معاوية خير ان شا الله ؟
تعصبت ووقفت تباعدت ع بوي : تي وينك ياراجل سبعين مرة نتصل ماتردش
كان داهش: والله كنت في محاضرة عملي ماركزتش ع التليفون من سوء حظك طبعا .. تي شن في ؟
زفرت بضيق ومتمني الراحة: جاني الوليد
غسان فرح: الف الف مبروووك بابا معاوية .. الحمد لله ع سلامتها مرت خوي وولدها
ضحكت بألم: الله يسلمك .. لكن هوا قاعد في الحضانة وهيا في الملاحظة مازال ماشفتها
اضايق: وعلاش ؟
تنهدت: ماهو انزاد في السابع وهيا تعبانة شوي
غسان: الحمد لله كله خير .. بوي معاك معناها ؟
ابتسمت وتلفتله لقيته يلعب في بنية صغيرة: اي معاي
غسان: هي جايك .. وين المصحة ؟
ابتسمت وحددتله المكان وسكرت ورجعت لبوي ..
ربع ساعة وكان غسان قدامي .. شد ايد بوي وباسها وتلفتلي: شن صار خلوك تشوفها ؟
حطيت ايديا في جيوبي: ماقدرتش نستفسر خفت ع بوي
ابتسم: خلاص برا لمرتك اهو بوي معاي وبنروح بيه
طبطبت ع كتفه: بارك الله فيك
غسان ابتسم: هي ياغالي هي
رفع بوي من ايده ومشي بيه للسيارة
وانا ع طول للاستعلامات وركبت .. سمعت صوت اكتر من مرآ طقيت ع الباب وقلت : السلام عليكم
سمعت صوتها ضعيف وتعبان: معاوية !
ابتسمت وقدمت بخطواتي
تكلمت بصوت واضح : اول ستار يامعاوية
فتحت الستار ولقيتها ممتدة ع السرير بوشاحها والوجه شاحب وتعبان رغم هذا ابتسامتها كانت مغرية ..
قربت وبوست راسها: الحمد لله ع سلامتك حبيبتي
ابتسمت : الله يسلمك .. شفته كِنان !
تلاشت الابتسامة بس بسرعة صنعتها: اي قنين زيك
رفعت عيونها فيا: تكذب عليا معاوية ؟
تنهدت وشديت ايدها عصرتها بقبضة ايدي: اطمني حبيبتي كِنان لو طلع لبوه ح ينقزها المحنة هادي
شبحتلي وابتسمت: يارب .. شن قالت الدكتورة ؟
بديت نشرحلها شن قالت وشن وصت وع شن نبهت ..
....................
تاني يوم الصبح مشيت مع غسان لدار الايتام بعد تواصل المدير معاه .. واستقبلتنا هديل .. ضيفتنا قهوة في مكتب المدير
المدير: خلاص تمام .. لازم ندير عقد ونوقعو عليه ومتفاهمين باذن الله
غسان شبحلي وبعدين غير نظره ليه: باهي حوالي كم عدد الاطفال يللي اعمارهم بين 6 و 14
ابتسم المدير وهوا يقلب في الورق: والله ياخوي الايتام كثرو في بلادنا .. ايتام والاهل عايشين
تأثرت: اي والله .. ( تنهدت ) ربي يهديهم ويرجعو يلمو شمل صغويرتهم
ابتسم وطلع اوراق مدهم لغسان وشبك ايديه ع المكتب : انا لما قالتلي هديل موضوعك ع طول جهزت قوائم الاولى فيه مرحلة الابتدائية من 7 سنوات الي 12 السنة والثانية للمرحلة الاعدادية بس المرحلة الثانوية تواصلت مع الفرع الثاني للدار المسؤولة ع الشباب والبنات واعطوني قوائم لو تحب تشوفها !
غسان يقرا في الاسماء بكل تركيز وابتسم: خلاص ماقيش داعي نكمل انا نبي المرحلة الابتدائية بس
ابتسم المدير ووقف صافحنا: ع بركة الله .. نجهز العقد ونتواصل معاك باذن الله
ابتسمنا وتصافحنا وطلعنا
في الممر لقينا هديل ومعاها نفس البنت ..
وقف عليها غسان وابتسم : شن اسمك ياحلوة ؟
مدت ايدها بس الايد الثانية كانت عند هديل: اسمي حور
غسان كان يحاول يلفت نظر هديل مش اكتر نزل لمستوى حور
غسان: الله .. اسم حلو ياهديل
هديل فنصت فيه مستغربة
ضحك: ااه قصدي ياحور
هديل لوت شاربها: كملت موضوعك خوي ؟
غسان وقف: اي مضايقك وجودي ؟
هديل: لا الدار دارك
ضحك: فعلا كانت داري قبل 28 عام تقريبا
شبحتله مستغربة: قصدك حتى انت كنت هنا ؟
رفع حواجبه: انتي كنتي هنا ؟
نفت هديل براسها: لالا .. انا أمي كانت تخدم هنا وبعد توفت قررت نكمل نفس مشوارها
ابتسم وتلفتلي: ريت الناس اللي ادير في الخير معاوية ؟
ابتسمت مجاملة: اي .. معطل غسان ؟
ضحك غسان وشبحلها: انزاد عليه وليد امس مستعجل بشوفته
ابتسمت هديل: يتربى في عزك ودلالك يارب
رديت عليها بابتسامة : امين ونشوفه عندكم
غسان ضحك وهمسلها بصوت واضح لاني سمعته: يلقح علينا
هديل تحشمت وبعدين رفعت راسها: خيرك انت حسيتك فتحتها دلالة
رفع ايديه باستسلام: لا ياوخيتي .. عجبتني القمر اهيا ( أشر ع حور ) الباقي انتي مافيك ماينشبح
نزلت هديل لمستورى حور وتمسح ع شعرها: حبيبتي .. اطلعي مع خواتك مابين ماشفت المغولي هذا وجيتك تمام !
انصدم غسان : قلتي مغولي ؟
تنهدت هديل: اي لو سمحت احترم نفسك تمام
جيت قربت منهم: سامحينا وخيتي .. هذا طالع من غير فطور ولما مايفطرش يبدا يودر ( شبحت لغسان ودفيته ) برا حشمتنا
غسان: تي باهي باه
وخديته من ذراعه وطلعته .. واحني طالعين كانت في ساحة يلعبو فيها الاطفال .. شوية وسمعت صوت دوشة بنات يصيحو .. وين تلفتنا لقيناها حور مشي غسان يجري جيهتنا وشاف رجلها ملتوية وقعد يمسد فيها .. لحقته
غسان: معاوية ناديها المغولية يللي الداخل
كيف بنخش شكله وحدة من الصغار سبقتني .. جت تجري
طبست عليها: خيرك حبيبتي طحتي ؟
وحدة من الاطفال: اي كنا نلعبو جرية عترت
حور كانت تبكي بدون صوت الدموع بس ينزلو وعيونها معلقات في هديل
غسان كان مركز في ملامحها حتى كلماته هديل
لو سمحت ممكن شويا نشوفها !
ماردش كان سارح .. استغربت فيه ضربته ع كتفه: غسان يابلوة نوض
البنت شدت بايد هديل ووقفت
غسان بدهشة واضحة ع ملامحه: اسمعي البنت هادي من تكون ؟
شبحتله مستغرب: غسان قريب يفرشولك تبات الزفت
بعدلي ايدي: ردي عليا من تكون ؟
هديل متغمرة حور وكل من في الدار جو وقفو لما سمعو غسان يتكلم بصوت عالي
هديل بخوف: شن من تكون هادي بنية حالها حال هالبنيات .. الفرق الوحيد انه بوها سلمهالنا وهوا حي واكيد توفى توا
حور تمسكت في هديل وقعدت تبكي
هديل شبحتله بحقد: حسبي الله ونعم الوكيل فيك رعشت البنية ونوضتلها مواجعها
وقامتها في غمرها ومشت
شبحتله متعصب: خير بلاك ؟
شبحلي مذهول: ان شا الله يطلع اللي في بالي غلط بس
شبحتله باستغراب: شنو هوا ؟
تنهد: شي شي
ركبنا للسيارة ولعت فيه: تي خيرك انت بتحشمنا ؟
غسان كان ساكت حاط قبضة ايده ع فمه وسارح
خبطه بالقوة: تي معقولة تقول للبنت مافيك ماينشبح وبعدين شن هالاسلوب الحمار يللي تعامل فيها بيه ؟
شبحلي بغل: يستاهلو .. البناويت هكي يبو .. يبو من يحتقرهم ويستسفهّم ويطيحها بيهم يبو من يهزبهم ويهينهم وان شا الله يقدّروك
شبحتله بصدمة ووجهت عيوني للطريق: غبي انت ؟ .. تعرف الرسول وربي شن قالو ع المرأة ؟ والا نكلملك حذيفة يعطيك محاضرة تفيقك من غيبوبتك ؟
ضحك بهزوة: ماك مش مجرب .. انت شدت معاك طول .. اما انا هانتني واتلزيت من حوشهم وقهروني يامعاوية وكسرو فرحتي يللي جيتهم بيها
عقدت حواجبي: هديكا نهاااال ياغسان نهال .. اما اللي هنا في الدار راهي هديل بنت الناس ماغلطت فيك ولا جت جيهتك .. استفزيتها وطلعت اسوء مافيها وضايقتها بكلامك وعقليتك المريضة لوين تبي توصل غسان ؟ .. تبي تقهرها زي ماقهراتك نهال ؟ والا تبي تحملها ذنب ماداراتاش اصلا !
تنفس غسان بضيق وحاول يستخرج كل الطاقة السلبية يللي داخله
بعدين ابتسمت بمكر: بعدين اصلا انت شن ليك علاقة بيها بنت تخدم ع حالها وتخدم ع اماليها
رفع حواجبه: مانعرفش
ضحكت: تي شكلك طايح بكل ياولد بوي
غطى ع عيونه وضحك بخجل: تي معاش تألف من راسك وتحط
خبطت ايدي ع رجله: غير هديلي بالك واسمع مني
حوّل ايده باستغراب: شنو ؟
تنهدت: اقرا عليها كويس كويس ماتتسرعش
غسان ضحك بهزوة: شن قالولك بنشري غسالة ؟
ضحكت لين دمعو عيوني: اسأل عليها مارزن دمك
ضحك: لما نحط الموضوع في راسي بعدين ساهل
رفعت كتافي : دير رايك
....................
غسان: ايوا حذيفة شن الاخبار ؟
وانا نازل من الدروج سمعت صوت غسان يكلم في حذيفة ولما قربت لقيته يكلم فيه فيديو
لوّحتله بايدي: الباين نسيتنا ياولد
ضحك حذيفة: لا والله كملت عمرتي وتوا كيف وصلت وين ماأجرولي شقة الكلية
كان في الطريق يتمشى
غسان: ان شا الله غير دعيتلنا ؟
ابتسم حذيفة: اكيد .. دعيتلك بالزوجة الصالحة ياغسانو
ضحك غسان
قربت من الكاميرا: شكلنا لقيناها ياحذيفة .. استجابت دعوتك بكري بكري
غسان خبطني بكتفه: خيرك خفيف ؟
ضحكت
حذيفة: لا شكله الموضوع صاير حق .. شن داسيين عليا ؟
غسان: مافي شي هذا يحب يكذب
اندفعت: في في خوك طايح
غسان شبحلي بغل: والله انوضلك
ضحكت: حذوفة انا مشغول توا .. تو نكلمك ونحكيلك ع الزوجة الصالحة
وضحكت وهربت لحقني يجري وحذيفة يضحك في الجهة المقابلة
غسان: عيّل اقسم بالله
ركبت سيارتي وفتحت الروشن: تي مافيش غير هديل .. رغد زوجتي الصالحة نسيتها !
حذيفة يضحك : هديل ؟
حذفني بالشيشة لقاها طايحة ع الارض: درق وجهك
خليته يكمل هدرزته مع حذيفة وانطلقت لرغد ..
.......................
طقيت الباب بالخفيف وفتحت الستار بهدوء لقيتها راقدة .. قعمزت ع حافة السرير
وشديت ايدها: رغودتي اليوم شن اخبارها ؟
فتحت عيونها بهدوء وابتسمت: معاوية !
حاولت تقعمز ساعدتها: شني اليوم ؟
تنهدت : انا ماشا الله عليا نبي نشوف ولدي بس
ابتسمت بألم: كلها يومين ويبدا تمام .. ماتشغليش بالك واصلا الدكتورة طمنتني عليه
شبحتلي بانتباه: يعني شوفته ؟
تنهدت وحركت راسي بالايجاب: اي شفته
عيونها تعبو دموع: كيف حاله ؟
ضحكت بنحاول نغيرلها جوها: يسلم عليك
خبطتني ع رجلي: مشناك
تنهدت براحة: هي شدي حيلك وخلينا نروحو
ابتسمت: يعني دارولنا خروج ؟
رفعت كتافي بيأس: ليك انتي بس .. اما كِنان بيقعد شويا
شهقت: علاش بالله عليك معناها تعبان ولاه ؟ وانت تكدب عليا
شديت ايديها الزوز في قبضة يديا وبوستهم : والله مانكذب ياعمري .. هذا الطبيعي مستعجل الولد طلع ع الدنيا قبل مايكمل نموه
ضحكت وكأنها طفلة ورجعت لعبتها لاحضانها .. تغمرتها بحب : محلاها ضحكتك
ابتسمت وغمرت راسها فيا وغفت ..
.................
روحنا للشقة وساعدتها بالشويا تركب .. وكانت تعبانة وصلتها للسرير ارتخت عليه وعدلتلها رقدتها .. ومديتلها تليفونها: انصلي بخالتك وقوليلها
ابتسمت: حاضر
طلعت للكوجينا .. قلبت الثلاجة شن بندير ؟ وكيف ندير ؟
اول شي قالتلي الدكتورة ان السخون يفيدها هلبا .. درتلها شاهي وبعد كملته وصبيته في مق .. خشيت للدار بهدوء .. لقيتها تبكي .. من خوفي عليها طاح المق من ايدي وتكسر مشيتلها نجري وتخطيت ماكان من بقايا المق ..
تغمرتها : خيرك رغد خيرك ؟
كانت تبكي بحرقة ومش قادرة تتكلم .. قعدت نقرا عليها
( اعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة )
هدت وشبحتلي والدموع مغرقات عيونها عاطيين لمعة يحكو فيها شعراء: شن في ياروحي انتي ؟
تنهدت بوجع: صعبة يامعاوية .. راني جبت بيبي ومانشوفاش ونروح للحوش ونخليه في المصحة صعبة والله .. نحس روحي قاعدة غادي انا هنا مش حاسة اني أم بكل كيف نخلي ولدي بروحه في ظرف زي هذا ! معاوية تفهم فيا .. بالله عليك ارجع للمصحة وجيبه مانبيشي يقعد غادي .. ( ايديها تحرك فيهم ويرجفو كان البرد حلّ بيهم ) انا مانقدرش نرقد وهوا بعيد عليا ( شدت ايديا وتتوسل ) وراس حبيبي تجيبه لو نعز عليك .. راني بنموت نحس في روحي مخنوقة مش قادرة نتنفس مش مطمنة مش مطمنة
تنهدت وغمرتها بقوة: والله مقدّر شعورك وكلامك كله حاس بيه وانا زيك راني مخلي ولدي مانعرف عليه شي غير كلام واحتمالات من الدكاترة لكن هذا ربي يختبر فينا .. يختبر في عزمنا وصبرنا معقولة من اول امتحان نفشلو ؟
رغد وشهقات بكاها تقطع في قلبي تقطيع بدون رحمة: لالا راضية بكل شي يختبرني ربي في اي شي الا في ولدي راني ربيت عليه كبيدة من غير مانشوفه يامعاوية .. الام اللي ينزل من بطنها يركب لقلبها مازال راني حامل بيه اختلاف مكان بس يامعاوية
غمضت عيوني بوجع: كان لا سمح الله نموت انا ؟ عادي عندك
تباعدت عليا وعقدت حواجبها: شن الكلام هذا ؟
ابتسمت وشديت خدودها: ماتستسهليش اختبارات ربي لينا في الدنيا وتقولي لو يختبرني في اي شي راضية .. حبيبتي اهدي شويا وادعي ربي يروحلنا بخير وسلامة ونربوه زي مانبو .. كِنان ربي يشوف فيه وهوا ارحم عليه منا ره .. قولي الحمد لله
مسحت دموعها وحطت ايدها ع مكان العملية: الحمد لله الحمد لله
ابتسمت: انتي ناسية ان لما بوي الحقاني دار حادث كل اللي في السيارة توفو الا انا .. ربي لطف بحالي وكتبلي عمر جديد باش نشوفك ونتزوجك ونشوف كِنان ونعيش اللي عشته من ابتلاءات ورحمة من ربي .. يارغد ربي قادر ع كل شي ادعي الدعاء هذا
( لا إله الا انت سبحانك إني كنت من الظالمين )
ابتسمت ورددت وراي .. واتكت بالشويا وحطت راسها ع المخدة ورقدت ..
انا نظفت مكان الشاهي وطفيت الاضوية وشديت مصحفي نقرا في قرآني .. وسامحني ياربي لاني قصرت في طاعتك هلبا .. وشكرا ياربي لان الابتلاء يذكرنا في تقصيرنا ويجدد من طاقتنا للدعاء#Dudu
أنت تقرأ
مُعــاوية
Actionيقال أن الصُدفة خير من ألفِ ميعاد .. لم أعلم متى جمعتنا الصدفة وجعلتنا إخوة تحت سقف واحد نساند بعضنا البعض .. نقف في صف واحد ونحارب معاً .. من قد يتصوّر أنها قادرة على تغيير حياتنا إلى الأبد ! من هنا تبدأ الحكاية !!