#مُعــاويــة
:: 37 ::
انا نظفت مكان الشاهي وطفيت الاضوية وشديت مصحفي نقرا في قرآني .. وسامحني ياربي لاني قصرت في طاعتك هلبا .. وشكرا ياربي لان الابتلاء يذكرنا في تقصيرنا ويجدد من طاقتنا للدعاء
.............
غسان: ممكن توريني قائمة المرحلة الابتدائية مرة تانية ؟
استغرب المدير طلبه: تراجعت عن قرارك ؟ يعني لقيت العدد كبير ؟
نفي براسه: لالا .. بس نبي نتأكد من شي !
قلب الاوراق المدير وطلعله القائمة : تفضل
خداها غسان وبدي يقرا في الاسامي بالتدريج وبتركيز
ترددت نسأله وبعدين تشجعت: خيرك !
غسان رفع ايده بمعني ( اسكت )
تنهدت وسندت راسي ع مسند الكرسي .. فجأة وقف غسان وقرن حواجبه وشبح للمدير: وينها هيا نبيها وينها ؟
قعد يخبط ع الورقة ويتكلم بصوت عالي .. وقفنا انا والمدير باستغراب
المدير: ع من تتكلم ؟
وقفت بحداه فكيت منه الورقة: شن تقول خيرك ؟
شبح للمدير متعصب: نبي حور الهادي وينها ؟
جمد كل شي فيا .. حور ! .. حور تكون اخت غسان ! .. والله ماخطر في بالي البنت تتكلم زينا بس حور ماكانتش تعرف العربية بكل
قرنت حواجبي: حور ؟ اختك ماسماهاش حور
المدير بدهشة: اختك ؟
غسان: اي اختي .. وينها ؟
طلع غسان يكري جيهة الغرف وانا والمدير لحقناه .. كان يخبط ع كل باب يلقاه وينادي في اسمها
( حور .. حووور )
الاسم من قوته الباينة في صوت غسان دار صدى عالي .. والكل طالع ومستغرب في هيجان هذا الشاب .. من حور ؟ .. وشن في ؟ .. الاسئلة يللي ادور في عقل كل من شاف غسان يلهث وراء شهوات بوه ونزوته ورغباته اللامتناهية .. واغطائه التي لا تغفر .. غسان تايه وضايع بين ازقة دار الايتام بحثاً عن مُعضلته .. حور ياغسان بتكون العائق الجديد في حياتك فهل بتكون قد المسؤولية ؟
شافاته هديل يللي كانت في الساحة وخشت بعد سمعت الضجة .. لقت غسان عروق عيونه لهيب نار ماينطفى .. وقف قدامها بكل شراسة لاحظت الرجفة في فمها والعيون يلفو حوالينها ولاحظت الخوف في عيون الاطفال بس كانت خايفة اكتر منهم
وتظاهرت العكس: من يوم جيتنا وانت مش محترم المكان ؟ شن تبي لو سمحت ؟
وجه نظره لحور: انتي حور ؟
وقفت جنبه: غسان اهدا
دفرني ونزل لمستواها : بوك من يكون ؟
تعصبت هديل وخدت البنت ورا ظهرها: شن دخلك ؟
وقف شبحلها بحدة: انتي اللي شن دخلك ؟
تعصبت هديل وشدت حور بالقوة وخشت بيها .. بس هوا وقف حور بايده: تعالي انتي هنا
كان الكل واقف ومش فاهم شي .. لما شد حور وقربها ليه البنت بدت تبكي بالقوة
ماكان من هديل الا انها ادفه وتباعده: تي خيرك انت ؟
فنص فيها: هادي اختي ( كان صوته عالي رغم اني نبهته بالمكان ووجود الاطفال بس لا جدوى ) اختي
حور رفعت عيونها فيه: ماعنديش انا
نزل لمستواها: علاش جابك بوك هنا تكلمي ؟
هديل: خيرها اهوا ارفعوه لدكتور نفسي ( أشرت بايديها ) مهبول انت وخيي ؟
وقف وفنص فيها: تعرفي تسكتي ؟ ( طلع بطاقته ) شوفي !
خدت البطاقة وكان اسمه اكيد مطابق اسم حور .. انصدمت وشبحتلي: هذا خوك طبيعي ؟
رفعت كتافي : كان طبيعي
شبحتلي ورفعت حواجبها باستغراب
غسان فك منها البطاقة: خلاص سادك
خش الداخل لمكتب المدير وانا والمدير لحقناه
المدير: ياخوي هذا اللي درته عيب .. رعبت الصغار والكبار
غسان قعمز وقعد يمسح ع وجهه: اسف
قعمزت مقابله: هذا اللي كنت شاك فيه يومها ؟
هز راسه بالايجاب
تنهدت وتلفتت للمدير: نقدرو ناخدوها البنية بما انك تشوف في خوها يقدر يكون مسؤول عليها صح ؟
شبحلي غسان وماردش
المدير: اعطوني يومين ندير الاجراءات ونتاكد من كل شي وحاضر
وقف غسان وصافح المدير: مرة تانية انا اسف
ابتسم المدير: ولا يهمك .. الفضول قاتلني نبي نعرف القصة كيف صارت ؟
غسان ابتسم بألم: طالع بنعتذر من الانسة هديل
طلع غسان .. شبحت للمدير وابتسمت
وحاولت نحكيله القصة بسطحية دون التعمق في التفاصيل .. واستوعب موقف غسان وعذره
وغسان .. وانا .. وحذيفة ولاد هالدار
....................
مقعمز مع غسان قدام الحوض .. وكان يدخن بطريقة هستيرية ومش واعي للواقع .. ماحبيتش نقطع حبل افكاره ونخليه براحته لياخد قراره بالصواب .. وفاتت ساعة ورا ساعة وانا نراجي في همس منه بس نبيه يرتاح
تكلمت بهدوء: شاركني همومك
ابتسم غسان وطفى دخانه: انت اصلا حاضر الهموم من اولها مافيش داعي نتكلم
ابتسمت وفرحت بكلامه باش نبادر في الحوار: شن بدير في موضوع اختك ؟
تنهد: بنجيبها هنا
شبحتله بحدة: هذا الصح
مسح ع وجهه وحط ايديه خلف ظهره ع الارض وخّر راسه ونظره فوق: ان شا الله يكون الصح
علقت عيوني في الفراغ: يعني توا لازم نديرو حدود وهكي البنية صغيرة والمسؤولية صعبة
غسان ابتسم: عارف .. تعرف يامعاوية الموضوع كبير واغبر ( ضحك ) لكن فرحني هلبا لما عرفت ان عندي اخت .. وصغيرة يعني نقدر نربيها
غمضت عيوني وتنهدت وفتحتهم: علاش مادرتهاش الخطوة هادي من الاول ؟
رفع كتافه بلا وعي : مانعرفش وين كان عقلي وقتها .. ممكن من حرارة الموقف تصرفت بغباء ماتقبلتهاش ( ركز عيونه فيا وعدل تقعميزته ) معاوية البنت صغيرة وشوفة عينك قنينة وماتعرفش العيشة هنا كيف مانبيهاش تتبهدل زي مانا تبهدلت .. مانبيهاش تفتح عيونها ع لا حوش ولا عيلة ولا من يشاكي ويحاكي .. ( تنهدت ) حسيت روحي كبرت مية عام بعد تأكدت من انها هيا حور نفسها اختي .. ( شبحلي وابتسم ) تعرف اول ماشفتها شكيت بس لما لقيتها تتكلم عربي استبعدتها .. اااخ بس لو نعرف كيف علموها تتكلم هكي وكيف قدر بوي يخليها في المستشفى معاه
اذكرت موقف لما مشيتله للمستشفى : انا سألت وقتها الكادر الطبي في المستشفى وقالولي مافيش معاه بنت ره
عقد حواجبه: يعني حطها قبل مايموت ولاه !
تنهدت: ع الاغلب هكي .. لكن ياخبر اليوم بفلوس بكرا ببلاش
ضحك غسان بالقوة: الله ماقدمها الكلمة
ضحكت: تفكرت الدادا مديحة تقوللنا فيها لما مانبوش نقوللها سر بيناتنا
ضحك غسان: وكانت تعرف تعرف .. كيف الله اعلم
ابتسمت لذكريات الماضي: الله عليك ايام كانت حلوة
غسان رفع نظره للسماء: ياريتنا ماكبرنا ولا شفنا هالدنيا باللون الاسود هذا .. ياريتنا قاعدين نشوفو فيها بتفكيرنا زمان اقصى شي بكينا عليه لما مات الكسندر بو ماوكلي
ضحكت بقوة: اي بالله وكانت كبيدتك ريمي تتفكر ؟
خبطني ع ظهري: من يومي نحب الحاجة الباهية .. وكنت ساخف عليها قنينة ومسكينة تحساب امها ميتة وطلعت حية وخوها هداكا المدلع مبرد دمه كان حق راني قتلته
ابتسمت: وبوي يعارك فينا لما نأخرو في الصلاة ع خاطر الرسوم
غسان: اي بالله ماكنّاش نعرفو مصلحتنا
كملت عليه : واليوم وين بوي ؟ وين كلامه ونصايحه ( تنهدت ) الله يشفيه ويعافيه
ابتسم: امين يارب
...................
واقفين خلف حاجز زجاجي نشوفو في كِنان راقد والانابيب في خشمه .. شوية اجهزة متوزعة في انحاء معينة من الجسم .. وكانت الممرضة تلف بين الاطفال الخدج ..
ابتسمت رغد: الحمد لله باين انه يتنفس
ابتسمت : الحمد لله
رغد شبحتلي: زعما يطلعوه اليوم ؟
تنهدت: قالولي غدوا نقدر نروح بيه وضعه مستقر وتمام
صفقت ايديها: الحمد لله
رن تليفوني وقطع حمدنا وشكرنا لله ع كِنان ومهما مرّت عليه الظروف يبقى الحمد خير كلمة تطمئن بها النفس ويرتاح البال .. وتبقى بعد مرور الوقت ذكرى تنذكر ولا تنعاد يارب
محمود !!
استغربت اتصاله شن فكره فينا بعد هالغياب الطويل .. رفعت تليفوني ورديت : ايوا
محمود: معاوية كيف حالك ؟ وكيف حال عمي وخوتك ؟
باستغراب: الحمد لله .. خير ان شا الله ؟
تنهد وواضح من صوته تعبان: ممكن نتلاقو اقرب وقت ؟ يعني لما تكون فاضي !
شبحت لرغد يللي كانت تأشر بايديها ( من ؟ ) : اي ممكن .. اليوم مع المغرب شن عندك ؟
محمود: ماعندي شي
عقدت حواجبي: خلاص نتلاقو قدام حوش بوي خيري شن رايك ؟
محمود: تمام
سكرت الخط وشبحتلها وابتسمت: هذا محمود ولد خو بوي خيري
رغد: خيره شن يبي !
رفعت كتافي: مانيش عارف بعدين بنتلاقى معاه ونشوفه
رغد: اه خسارة قبل نبيك تقعد معاي .. هكي نحس في روحي مستاحشاتك
ابتسمت: عمري كله معاك .. ( مديتلها ايدي ) هي خللي نروح بيك ونمشي مشواري
حطت ايدها في ايدي : يارب
ومشينا توكلنا ع الله واستودعنا كِنان بالله .. وح يكون بخير
....................
فتحت الروشن: محمود !
كان واقف وعاطي بظهره للطريق ويتأمل في حوشنا الاول .. تلفتلي: اه وصلت ؟
ابتسمت: اي تفضل
ركب للسيارة : السلام عليكم
رديت السلام: وعليكم السلام .. في قهوة هنا ع اليسار القدام شوية نقعمزو فيها
رفع ايده: اللي يريحك
شن غيّرك يامحمود ؟ والادب هذا جديد ؟
خدينا قهوة وقعمزنا في وحدة من الطاولات
شربت شويا منها : اي ان شا الله خير
شبحلي بآسى: شن بنحكيلك
رفعت حواجبي: اللي جايبني ع خاطره
محمود يلف بالطاسة بين صوابعه وشارد او متردد يحكي : والله صارو معاي هلبا ظروف خلتني نغيّر نظرتي للحياة ( رفع عيونه فيا ) اولها نظرتي ليكم
ضحكت بهزوة: خيرنا ؟
تنهد: ظلمتكم هلبا وانت أحق إني نعتذر منكم ونرجع ماخديت
عقدت حواجبي: شن بترجع ؟
محمود: الحوش والرزق يللي شاركتكم فيه .. والحاج عبد الكريم مشيتله قبلك وجددت الوكالة وسلمته زمام الامور وخليته يتصرف في الرزق مانبيش عمي خيري ينقطع رزقه وعمله الخيري بسببي
كيف بنتكلم
قاطعني : خليني نكملك .. ف قلت ياولد رد الحوش لمولاه بالك مش لاقيين وين يسكنو
ضحكت: لا اطمن
محمود ابتسم: عارف والله عارف ان ربي مايخليش محتاج الا ويفك كربه وتجيه حاجته .. انا يامعاوية بنصلح اللي نقدر عليه .. انت تقدر تساعدني ؟
ابتسمت ببلاهة: في شنو ؟
محمود: نردلكم الحوش وتتصرفو فيه وتسامحوني ع اي ازعاج سببته ليكم واللي نصبت فيه ع عمي
تنهدت: لا عادي كلنا نغلطو لكن خير الخطائين التوابين .. ربي يقبل توبة عبده من انا باش نعارض
ابتسم محمود وطلع من جيبه المفتاح: وهادم المفاتيح تفضل هي
شبحتله وخديت المفتاح: مش مأجره !
محمود: لا طلعو قداش ليهم
قدمت براسي ليه: لكن خلينا نديرو حسبة ولو تقريبية للي صرفته ع غير بوي .. باش تصفي دينك لربي
ابتسم بوجع: باذن الله
وقف بيصافحني
وقفت: ماتبيش تحكيلي الظروف شني يللي غيراتك للانسان يللي قدامي ؟#Dudu
أنت تقرأ
مُعــاوية
Actionيقال أن الصُدفة خير من ألفِ ميعاد .. لم أعلم متى جمعتنا الصدفة وجعلتنا إخوة تحت سقف واحد نساند بعضنا البعض .. نقف في صف واحد ونحارب معاً .. من قد يتصوّر أنها قادرة على تغيير حياتنا إلى الأبد ! من هنا تبدأ الحكاية !!