(٤) مواجهة غير متكافئة

992 24 0
                                    


نظرت إلى من نطق باسمها فوجدتها سيدة فى حوالى العقد الخامس من عمرها فذهبت اليها ثم سألتها بتعجب

_خير يا طنط كنتى عاوزانى فى حاجة؟

نظرت لها السيدة بنظرات تائهة ثم سألتها بخوف وتوتر
_ هو انتى ناردين خطيبة الرائد هانى السنوسى؟

نظرت اليها ناردين باستغراب ولكنها مع ذلك اجابتها قائلة بهدوء
_ ايوة انا خير فيه حاجة؟

اردفت السيدة قائلة برجاء وهى توشك على البكاء
_اه فيه، لو سمحتى انقذى ابنى، الله يخليكى انقذيلى ابنى، لاجل اغلى حاجة عندك ساعدينى

كانت السيدة تتمسك بيدها برجاء شديدة كانت كمن يشبه غرق وجد غصن شجر ليتمسك املا فى النجاة فى حين كانت ناردين تنظر لها بتعجب،

اشارت اليها ناردين بيديها بان تهدأ ثم قالت بروية علها تفهم ما بها
_إهدى... إهدى.. أنا مش فاهمة حاجة، ماله ابنك وانقذه من ايه؟

نظرت لها السيدة امامها بتوتر وخوف وهى تنظر حولها برعب خوفا من ان يراها احد ولكنها مع لك قالت بجدية وصدق

_ابنى صحفى وكان بيجمع معلومات عن قضايا الرشاوى اللى بياخدها الناس المهمة فى البلد من ظباط واعضاء مجلس شعب وكل الناس دى وبياخدوها فى مقابل ايه واكتشف إن إن

على الرغم من شعور ناردين بإن الامر لا يعنيها البته الا انها حثتها على اكمال حديثها قائلة بهدوء

_اكتشف إن ايه؟

اكملت السيدة بجدية

_اكتشف إن هانى باشا من ضمن الناس اللى بتاخد رشاوى علشان تتستر على قضايا كتير فى البلد، زى فساد مالى لناس كبار فى البلد من غسيل اموال وغيره ودخول سلاح للبلد غير كمان سكوت عن بيوت دعارة

هذه المرة كان الحديث من نصيب مى حيث إن ناردين قد اصابتها الصدمة لتقول لها بهول وغير تصديق

_نعم!!! انتِ بتقولى إيه ياست إنتى؟ إنتِ متأكدة من الكلام ده؟؟

اومأت السيدة برأسها تجيبها بجدية بحتة

_آه، الرائد هانى خليل السنوسى متورط فى مشاكل ومايب كبيرة ولما اكتشف إن ابنى كشفه قبض عليه

اصبحت الآن ناردين لا تقوى على الكلام فهى لاتصدق ما يقال امامها، لا تصدق إن من وثقت به ثقة عمياء وظنت بأنه آخر الرجال المحترمين يكون سى هكذا، إن من كانت ستتزوجه وترتبط به للابد ومن كان سيصبح زوجها واخاها وأباها ومن كاد أن يصير ابا لاولادها يكون بمثل هذه البشاعة والدناءة، كيف هذا؟ إن من كانت ستؤمنه على حياته هو نفسه يسلب حياة الاخرين بتلك البساطة، لا تصدق بأن من الممكن ان يكون إنسان بهذا السوء ولا يظهر عليه هذا، كيف استطاع تركيب هذا الوجه البرئ ومثّل عليها الحب بهذه البراعة كيف؟ حقا فهى ترفع له القبعة فكل من رآة كان ليصدقه ولا يشك به للحظة

اسير الناردينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن