البارت السادس عشر
( الكمال أو الزوال )
_________
يقف أمام مرآته يُهندم بذلته السوداء حتى يذهب للعمل ثم يُرتّب شعره ويأخذ الملفات التي سيُعطيها لِتاج الدين ويخرج من غرفته لتتوسع أعينه ببلاهة عندما وجدها تجلس على الأريكة تضع قدم على قدم وتتناول الشيكولاتة وتُشاهد التلفاز لتنظر له لتتسع ابتسامتها وتنظر له ببلاهة :
" اهلاً يا كبير صحّي النوم .."
ليقترب منها ومازال لم يستوعب بعد ما يحصل في منزله :
" صحّي النوم إيه ..!! ليُكمل بصراخ هز أرجاء المنزل :
" صحّاكي إبليس يا شيخة إيه اللي انتي عملاه في البيت ده ...؟؟!! "
لترمش بعينيها عدة مرات ببلاهة وغباء :
" قولت أتسلّى عقبال ما تصحى من النوم ونروح الشركة بعديها .."
ليبتسم بسخرية لاذعة :
" شركة ..!؟ ويا تُرى هتقلبي الشركة ملعب كورة
ولاّ مطعم ..؟! "
" مطعم.."
نطقت بها ببلاهة شديدة لتنتفض بذعر عندما سمعت صراخه بصوت مُرعِب غاضب :
" صِباااا خمس دقايق وألاقيكي برة .."
" أمرك يا معلّم "
وليس بالفعل بعد خمس دقائق وجدها في الخارج بل انتظر لساعة بأكملها حتى وجدها تخرج من المنزل وهي تبتسم لهُ ابتسامة ساحرة ليُغمِض عينيه يُحاول تهدئة نفسه عن سبِّها ليبتسم لها باصطناع وهو يفتح باب السيّارة بغيظ :
" اتفضلي يا هانم اجبلك واحد عصير برتقال بالمرة ..؟! "
لتدلف لداخل السيارة وهي ترد عليه ببلاهة وغباء :
" لأ عايزة عصير مانجا علشان بحبها اكتر .."
ليُغلِقْ باب السيارة بقوة شديدة وعنف وهو ينظر لها بغيظ لتنتفض بذعر من صوت الباب لتبتسم له ببلاهة ليجلس في مقعد السائق وينطلق لشركة تاج الدين وهو يُفكّر في القادم
وبعد نصف ساعة تقريباً وصلوا للشركة وهبطوا من السيّارة ليذهب أمامها وهي خلفه تنظر للشركة بانبهار ليدخلوا المِصعد وبعد خمس دقائق وصل المصعد للطابق الخامس والعشرون ليخرجوا من المصعد ويقف مُهاب امام باب مكتب تاج الدين يتنفس يُحاول تهدئة نفسه استعداداً لأي سلوك لا اراديا من تاج الدين ليطرق على الباب بخفة ليسمع صوته الجهوري :
" ادخل يا مُهاب "
ليفتح مُهاب الباب ويمسك صِبا من معصمها بغيظ مما سيحصل له ويدخل ويقف في وسط الغرفة وهي تقف خلفه بخوف من مظهر تاج الدين الذي يبدوا عليه الهيبة والوقار والجدّية الزائدة ليرفع تاج الدين عينيه وينظر للتي تقف بجانب مُهاب باستنكار ؟؟ من هذه ؟؟ وماذا تفعل هنا ؟؟وبعدها يُمرر نظره نحو مُهاب يطلب منه تفسير ما يحدث ؟
ليستجمع مُهاب شجاعته ويردف بثقة معهودة منه :
" الآنسة دي ساعدتني قبل كدة وانا رديت ليها مُساعدتها وأنقذتها من ست مش كويسة وهي عايشة معاياً حالياً وانا قولتلها اللي انا هجبلها شُغل في الشركة فجبتها لحضرتك علشان اشوف وظيفة ليها هنا بعد اذن حضرتك يعني .."
أنت تقرأ
القزمة ورجل الأعمال
Romanceفي عالم يحكمه المظاهر لم يكن سهلاً عليها أن تكون مختلفه ، كانت زهرة صغيرة تنمو رغم العيون القاسية. " ولم تكن تعلم أنّ خطواتها الصغيرة ستهز قلباً أرهقته الأيام،،، وأنّ حجمها الصغير هز عالمه الكبير ....ولم تكن تدرك أنها بصمتها وابتسامتها كانت الأمل...
