27: خيانة

303 16 1
                                    

البارت السابع والعشرون

___________
أجابها تاج ببساطة وتعجب من سؤالها :

" ده مُهاب صاحبي ومدير أعمالي ومساعدي كمان يعني ممكن تقولي إنه دراعي اليمين اتعرفت عليه في سان فرانسيسكو لمّا سافرت فتحت شركاتي هناك وهو  ساعدني إني أكبر شركاتي هناك بس ليه بتسألي عنه هو إنتي تعرفيه "

شعرت بالأرض تميد من أسفلها وكلمات تاج تتردد في عقلها
" صاحبي ومدير أعمالي ممكن تقولي إنه دراعي اليمين"
( تاج ) يثق به ثقة عمياء ولا يعرف أنه من دمر حياتها ومن اغتصبها دون رحمة أو شفقة !!!

لقد خدع تاج وأصبح صديقه حتى لا يشك أحداً أو يعرف بفعلته الحقيرة تلك ابتلعت تلك الغصة المؤلمة وهي تكور يدها بتماسك حتى لا تفقد عقلها ووعيها لقد جاء لقدره ولعقابه يجب أن تنتقم منه أشد إنتقام خرجت من شرودها على صوت تاج الدين:

" تغريد "

نظرت لمهاب الذي يعبث في هاتفه ويضحك نظرت له بعينين تلتمع من الحقد والكراهية هتفت بهدوء وصوت مختنق أثر كبحها لدموعها :

" تاج الشخص اللي بتعبره إيدك اليمين وصاحبك المقرّب هو اللي اغتصب أختك ودمرلها حياتها هو السبب في كل اللي عشته في حياتي هو السبب في كل حاجة ولا أنت ولا أنا السبب هو السبب اغتصبني بوحشية هو اللي بسببه اتعذبت كل السنين دي إنت صاحبت اللي قتل أختك ....قتلها لمّا اغتصبها وهي قعدت تترجاه يسيبها ....قتلها لمّا كانت هتموت وربنا بعت واحدة تنقذها... قتلها لمّا اكتشفت إنها حامل منه قتلها.... لمّا راحت عند دكتورة نفسيه تتعالج عندها لمّا حاولت تسقط نفسها ....قتلها لمّا بقت تكره الحياة وكل اللي فيها وساعتها حاولت تنتحر وربنا اداها فرصة تانية علشان تعيش كل ده وهو عايش عادي فرحان مبسوط ولا كأنه عمل أي حاجة ولا كأنه قتل شخص برئ ملهوش ذنب ...قتلني وقتل ابني اللي اتولد من غير أب وانا كل يوم مبعرفش أنام من خوفي لمّا هييجي اليوم ويسألني هو بابا فين؟ طب واسمه إيه؟ لما هييجي يقولي أصحابي كلهم عندهم أب وأنا معنديش هو السبب هو اللي مفروض كان يموت مش أنا "

أنهت آخر كلماتها بانهيار وبكاء مرير انهارت قدماها ووقعت على الأرض تبكي بنحيب والهاتف بجانبها لم تنتبه لذاك الواقف متصنماً مكانه جسده متصلب وهو ينظر لمُهاب الذي نظر له بتعجب اقترب مُهاب منه ثم هتف باستنكار:

" تاج مالك فيه إيه ..فيه حاجة حصلت "

ظل تاج ينظر له بصمت وعينين متوسعة وخالية من المشاعر توقف الوقت حوله ولا يشعر بأي شئ لا يشعر بما يدور حوله وهو ينظر لمُهاب الذي يتحدث معه لا يسمع ما يقوله وكأنه ليس في هذا العالم بل هو في عالم آخر .

أفاق من شرود وأفكاره على صوت مُهاب :

" تاج الدين روحت فين يا ابني بقيلي ساعة بندهلك"

القزمة ورجل الأعمالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن