البارت الثاني والثلاثون

165 7 3
                                    

عندما سمع سليم منها لأول مرة وهي تعترف لها بحبه جلس يوبخ هذه المسافات الطويلة التي تفرق بينهما ولو تمني ان تكون بجانبه الآن لعانقها بشده وهو يصرخ قائلا للعالم انها حقا قالتها.. حقا !؟ اعترفت له بحبها !؟
أغلقت فيروزة الهاتف سريعا ووضعته مكانه عندما شعرت بقدوم جليلة ثم دلفت جليلة الي غرفه فيروزة
جليلة : تاكلي ايه
فيروزة بتوتر : لا شكرا مش عايزة اكل
جليلة: انتي يا بنتي وشك بقى قد كده واصفر من قله الأكل كده ممكن يجرالك حاجه
فيروزة بحزن : مش هيبقى أوحش من اللي حصل
ثم جلست قليلا من الوقت مع جليلة ثم احكمت جليله غلق الغرفه عليها
حتي وجدت هذا الرجل الذي يعمل مع رائف قادم الي المنزل كي يتفحص الأوضاع بأمر من رائف ليتأكد أن كل شئ كما تركه

في منزل سالم العشري
لم ينتظر سليم دقيقه واحده بعد ان أغلق الهاتف مع حبيبته وارتدي ملابسه بسرعه البرق وهو يهاتف حسن ويخبره بما حدث ثم تجهز حسن هو الأخر كي يذهب معه فاتفحصا هذا المكان وهما داخل السيارة
حسن بإستغراب : هو ايه ده
سليم : ايه يا حسن
حسن : ده نفس الطريق بتاع الست اللي احنا كنا عندها
سليم بعدم فهم: يعني ايه يعني فيروزة كانت هناك
حسن : مش عارف مش شرط ادينا ماشيين
وبعد عده دقائق وجدوا انفسهم أمام منزل هذه السيدة التي تدعي جليلة
سليم وهو يضرب نافذه السيارة : كنت عارف والله كنت عارف انها جوه
حسن : عشان كده كنت مبلم انا كده فهمت بس فيروزة ايه اللي هايجبها هنا
سليم سريعا : اما ننزل هنعرف يلا بسرعه
ثم نزلا من السيارة وذهبا تجاه منزلها وطرقا علي الباب ففتح لهم هذا الرجل وجحظت عايناه عندما رأهم ولكنه حاول أن يتمالك نفسه حتي لا يكشف أمره
وقال : انتوا مين
سليم: مباحث وعايزين نفتش الشقه ضروري
هذا الرجل: تفتشوها بتاع ايه
حسن : هو مش قالك مباحث وده شغلنا
هذا الرجل : بس اكيد معاك إذن من النيابة
سليم بغضب : وسع من طريقي انا مش فايقلك
هذا الرجل : ماينفعش تدخلوا مرات عمي لوحدها جوه
حسن : ده علي اساس ان احنا جايين من الشارع وسع يالا
ثم دفعه سليم بعيدا حتي يدخل الي المنزل بالقوة وكان سيقف امامه ليمنعه لولا إن حسن قام بإمساكه جيدا
كانت جليله ذهبت للخارج ولا يوجد أحد بالمنزل سوي هذا الرجل وفيروزة ثم ذهب سليم مسرعا يتجول في المنزل ويبحث عن فيروزة دلف الي جميع الغرف وفي كل اتجاه ولم يجدها
الرجل: خلاص فتشت وارتحت اتفضل بقى
وقف سليم أمام الغرفه التي توجد بها فيروزة وأشار إليها قائلا : افتحلي الأوضة دي
سمعت فيروزة صوته من الداخل فاجلست قلبها ينبض بشده من الفرح ان الآن سليم أصبح لا يفصل بينهما سوي هذا الباب فقط ولكنها كانت مربطه ومغلق فمها لا تستطيع أن تنادية
الرجل بقلق : الاوضه دي مقفولة من فترة ومفتاحها ضايع
سليم بصوت مرتفع : انت هاتستهبل اوضه ايه دي اللي مقفوله من فترة هي الأهرامات
حسن بعنف : المفتاح فين انطق
الرجل: وانا قولت ضايع واتفضلوا بقى من غير مطرود
لم يتحمل سليم ان ينتظر أكثر علي الأخص بأنه يشعر ان فيروزة توجد داخل هذه الغرفه قلبه لن يكذب تجاهها ويبدو أيضا أن هذا الرجل يخفي شيئا ما فاتأهب سليم ثم وبكل غضبه قام بدفع الباب بقوة حتي كسرة وهنا في هذه اللحظه عندما التقت الأعين ذهبت الأرواح تعانق بعضها البعض وكلا منهم بمكانه لم يصدق سليم انه يري فيروزة بهذه الحاله وهي مربطه بهذه الطريقه وشكلها تغير كثيرا فااصبحت نحيفه للغاية ويبدو معالم التعب والحزن والألم علي وجهها وهي أيضا لم تصدق أنها كانت ستراه وهو هكذا أيضا لم يتفوه سليم بكلمه واحده كإن لا شئ يقال الآن فتحدثت الأعين كعادتهم
فيروزة " انت ؟
سليم " انتي ؟
فيروزة " انتظرتك كثيرا حبيبي
سليم " كنت مستعدا لبيع عمري بأكمله فدا هذه اللحظه
تجمدت أطراف سليم لا يعرف ماذا سيقول حتي وجد أن خطواته تجاهها كانت بطيئة حتي جلس بجانبها ثم اقترب منها رويدا وقام بفك هذه الأربطه كلها ووضع يده ببطئ أيضا علي يديها وهو يغلق عايناه إصابته رجفه في قلبه عندما مسك يديها فكان يألفها ويعرفها من وسط الكثير حتي قامت فيروزة بعناقه بشدة وهي تبكي احتضنها هو أيضا وهو يحاول معها ان تهدأ
سليم وهو يربت علي ظهرها : هش هش خلاص انا جيت
ولكن فيروزة ظلت تبكي وهي متمسكة به بقوة من أثر خوفها ولأول مرة خلال هذا الشهر تشعر بأنها دافئه الي هذا الحد كانت تريد أن تظل هكذا بقدر ماابتعدت عنه
سليم لم يصدق انه يشم رائحتها وانها أصبحت بين يداه بعد طول عناء كلفه قلبا قبل جهده البدني
سليم قائلا وهو يبتسم بعناقها : والله وحشني يا ابو العلا
ابتسمت فيروزة أيضا من وسط بكائها رغما عنها
ثم خرجت من عناقه قائله بخوف: سليم يلا نخرج من هنا بسرعه انا عايزه اروح لماما
سليم وهو يمسح دموعها: مش عايزك تخافي ولا تقلقي هنمشي حالا من هنا
ثم نهض من مكانه وهو يمسك يديها حتي تنهض معه وهي لا تستطيع أن تقف علي قدميها لاحظ سليم المها نظر إليها بحب قائلا : هانت هانت استحملي معايا آخر حاجه عشان خاطري
اومأت له فيروزة بالموافقة وهي تبتسم له
ثم خرجا معا كان حسن معه هذا الرجل علي الرغم من أنه كان يحاول الإفلات منه لكن حسن كان محكم بالقبض عليه رأي حسن فيروزة مع سليم فقال : فيروزة ؟!
ثم تنهد براحه وهو يقول : الحمدلله يارب
فاهو كان يخاف علي صديقه المقرب من أثر أبتعادها عنه
نظر سليم لهذا الرجل بتوعد وغضب ثم نظر لحسن قائلا : انا هاخد فيروزة معايا الواد ده مايغفلش عن عينك لحظه واحده ده اللي هايوصلنا لرائف هطمن عليها وارجعلك
حسن : تمام

|قدري في العمارة | مكتمله حيث تعيش القصص. اكتشف الآن