الفصل4 مُصطلح الكرامة

18.9K 592 57
                                    

"الفصل الرابع"
"رواية غَـــوثِـهِـمْ
   
         "يــا صـبـر أيـوب"

        ___________________

"إِلَهي لا تُعَذِّبني فَإِنّي
‏مُقِرٌّ بِالَّذي قَد كانَ مِنّي

‏يَظُّنُ الناسُ بي خَيرًا وَإِنّي
‏لَشَرُّ الخَلقِ إِن لَم تَعفُ عَنّي"

_"أبو العتاهية"
_________________________

_أنا وقلبي في الهوىٰ هَوينا، فلا عَرفنا راحةً ولا هُوينة، فياليتنا ما أحبننا وياليتنا ما هَوينا، نحنُ مَن سِرنا نحو الهوىٰ بأنفسنا ولألامه خَطينا، فما كان لنا من كل ذلك سِوىٰ العَذابِ، وقبل نهاية الطريق؛ انتهينا.

_وماله تربية الاصلاحية مش أحسن من تربية الرقاصة يابن الرقاصة.

كان ذلك قول "يوسف" الذي تفوه به بعدما وقف أمام "سامي" على أعتاب شقته، فسأله الأخر بريبةٍ:

_"يوسف" اعقل وبطل جنان، جاي الساعة دي تعمل هنا إيه؟؟

ازداد الشر في نظراته أكثر و لمع بريقُها الحاد وهو يقول بثباتٍ:

_جاي أرمي النقطة على "أمك"

فور انتهاء جملته امسكه من تلابيبه بعدما انقض عليه، بينما الأخر قبل أن يرفع صوته ويتهمه بأنه سارقه، كمم "يوسف" فمه ونطق يحذره بقوله:

_ولا !! لو رفعت صوتك من غير يمين أنا هزعلك، احترم نفسك و اهدا كدا و كِن مع نفسك.

حرك الأخير رأسه بخوفٍ خاصةً ونظرات الأخر تبدو وكأنها سهامًا تقتله، فأمسك "يوسف" تلابيبه من جديد ينطق بنبرةٍ جهورية:

_بقى أنتَ زعلان أني مديت أيدي على ابنك ؟؟ وإني تربية احداث ؟؟ اتفرج بقى على تربية الأحداث دي لما تشوف ابن رقاصة قدامها.

لكمه في وجهه بدون تعقل أو حتى تفكير في فارق السن بينهما، حتى سقط الأخر على مقدمة الرواق المؤدي للغُرف، فأمسكه "يوسف" من جديد وهو ينطق من بين أسنانه:

_زعلان مني علشان تربية احداث ؟؟ طب وأنتَ أمك وهي رقاصة كانت رابعة العدوية يابن ال****.

لكمه بعد جملته حتى تأوه "سامي" وهو يرتمي على الحائط، بينما "يوسف" لم يمهله الفرصة ولو هُوينة فقط، بل اقترب منه ينطق بنفس الطريقة التي أعربت عن كامل غِله المشحون بداخله:

_ولما أنتَ حطيتلي سم قبل كدا في الاكل، دا كان عادي ؟؟ هــا ؟؟ كنت تربية The Voice Kids بروح أمك؟؟

فور انتهاء جملته أمسكه من فروته ولم تظهر أمامه سوى صورته أثناء مرضه بسبب "سامي" لذا أمسك رأسه يضربها في الحائط، وقد ظهرت الدماء على وجه الأخر إثر ضربات "يوسف" التي سددها له، فترنح حتى سقط أرضًا وخارت قواه.

انتبه "يوسف" لما يرتديه، فضحك بسخريةٍ وهو يقول:

_لابسلي بيجامة ستان حمرا؟ وماله طلبتها ونولتها وهخلي دمك يغرق الشقة، دي أمك اسمها "تماسي" أومال لو كانت "صباح" بقى.

  غَوثِهِمْ "ياصبر أيوب" الجزءالأول بقلم شمس محمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن