الفصل34 صفعةٌ بدون شفقةٍ

14.4K 506 24
                                    

"رواية غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل الرابع والثلاثون"

                "يــا صـبـر أيـوب"
          __________________

يا عالم السر الخفي ومنجز الوعد الوفي

قضاء حكمك عادل عظمت صفاتك يا عظيم فجل

أن يحصى الثناء عليك فيها قائل الذنب أنت له بمنك غافر

وتوبة العاصي بحلمك قابل رب يربي العالمين ببره

ونواله أبداً إليهم واصل تعصيه وهو يسوق نحوك دائماً

ما لا تكون لبعضه تستاهل متفضل أبداً وأنت لجوده

بقبائح العصيان منك تقابل وإذا دجا ليل الخطوب وأظلمت

سبل الخلاص وخاب فيها الآمل وأيست من وجه النجاة.

_"الصوامعي"
____________________________

"كُل متوقعٍ آتٍ"
لكني لم أتوقع من قبل أن تأتي أنتِ، ولم أتوقع أن أحظىٰ بالقرب منكِ وأنا في الأعين عن الناس غريبًا، ولم أتوقع أن تجمعنا الطُرقات العابرة لأتخذ منها موطنًا أبديًا عملًا بمقولة "أينما تجد راحتك ابنِي موطنك" وراحتي وجدتها هُنا بجوارك، واتخذت لي موطنًا، وأتمنى أن يدوم الوطن حُرًا وأنا هُنا لأجلكِ حتى وإن قست الطُرقات واحتل الخوف حصونك تذكري أنني لأجلكِ هُنا.

        <"نتلاقى كل لحظةٍ وكأننا خُلقنا لنتلاقىٰ">

أنهى "يوسف" حديثه مع عمته وأكد عليها إلا تخبر أحدًا بخبر زواجه زواج شقيقته وأنه حتى الآن لم يعلم مكان تواجدهما، ولحسن حظه أنها لم تذكر سيرة شقيقته أمام "شهد" حينما لاحظت ظلها على أعتاب الغُرفةِ لذا أسرعت في إغلاق المكالمةِ معه بينما نظر هو في ساعة يده وقد لاحظ أن موعد الدرس انتهى لذا عليه أن يذهب ويأتي بـ "وعد" إلى البيت من جديد.

أقترب من باب الشقة لكي ينزل من البيت فسألته "قمر" بلهفةٍ وهو يستعد للنزول:

_رايح فين يا "يوسف" ؟؟ لسه بدري لحد ما تمشي.

التفت لها يخبرها بنبرةٍ هادئة ويُطمئنها:

_متقلقيش هرجع تاني، بس دلوقتي هروح أجيب "وعد" من الدرس أروحها وأجي وبعدها هنزل تاني.

سألته بتعجبٍ حينما ذكر نزوله من جديد:

_تنزل تاني ؟؟ طب ليه.

تنهد مُطولًا وأخبرها بقلة حيلة حينما هتف:

_هروح أجيب "عهد" من الشغل.

غمزت له وهي تقول بمزاحٍ بعدما ذكر اسم زوجته:

_أيوا ياعم، ربنا يسهلك بس متنسناش بقى.

ابتسم رغمًا عنه ثم أقترب منها يقبل رأسها وهتف بنبرةٍ هادئة وهو يتتبع قسمات وجهها:

_هو أنا أقدر برضه؟؟ علشان كدا عاوزكم كلكم تكونوا جنبي هناك، مش كدا أفضل لينا كلنا ؟؟.

  غَوثِهِمْ &quot;ياصبر أيوب&quot; الجزءالأول بقلم شمس محمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن