"رواية غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل التاسع عشر""يــا صـبـر أيـوب"
___________________في كل مَرةٍ أرى بها نجاة أحدهم من معضلته آمل بكل ذرةٍ بي وأناجي المولىٰ طامعًا:
"وقــلـبي يا الـلّٰـه"
فمن سواكَ يحنو على قلبي من قسوته ويرسله للنجاة، ومن غيرك يا واحد يا صمد تُبصر القلوب في رحمته و تتوسله بطمعٍ في رحماه.
فاللهم قلبي وما به، وقلب كل من آكلته وحشة دنياه.
____________________ربما يكون القلب قطع العهد، ولكن لأجلها يُخان ألف "عهد" ؛ وربما أقسم القلب بالزُهدِ عن ليال السمر، فبات ساهرًا يراقب القمر؛ طامعًا في الحصول على "قَـمر"، وربما هناك جاهلٌ لم يفقه في الحب شيءٍ وكل ما يعرفه فقط سمات، فأضحىٰ بعد رؤياها يتلو في العشق "آيات"، وهناك من قسى قلبه وبات أسودًا ولهيبه مشتعل كما الجمارة، لكنه خضع عند دلالها وما هي سوى "سمارة".
أقترب "يوسف" منهم وأمسك الورق يقرأه بعينيه سريعًا ليطمئن أن كل شيءٍ على ما يرام وما إن تأكد من ذلك أمسك القلم يُدلي بامضته على الورق لينتقل كل ما يخص المرحومة إلى حوزته وسط نظرات الحسرة منهم جميعًا حتى "شـهد" التي وقفت تطالع الوضع بغير رضا، فهتف "يوسف" لهم بعدما طوى الأوراق في يده يتشفى بهم:
_ الحج "نَـعيم" الله يبارك في عمره لما روحتله وأنا عيل صغير خارج من الإصلاحية قالي كلمتين مهمين، منهم بقى إن الزمن كاس وداير على الكل بحساب، وإن اللي بعيشه صعب و ممكن ناره تكويني وتبرد غيري، نفس النار دي هييجي عليها يوم تبرد ناري وتكوي غيري.
أوقف حديثه ثم التفت لـ "شهد" يطالعها بخيبة أملٍ ثم نظر لزوجها يقول بنبرةٍ واثقة وثابتة:
_جدتك الله يرحمها يوم ما راحت تطلب العروسة ليك اللي أنا كنت عاوزها، قالتها كدا بمنتهى الصراحة والفخر عاوزينها لحفيد العيلة الوحيد وقالت اسمك أنتَ، رغم إني أنا هنا الكل في الكل، ساعتها الكلام كان نار بتاكلني، بس شوف يا أخي، نفسها جدتك دي ماتت ووصت إن كل حاجة تروح للوريث الوحيد اللي هو أنا…."يوسف مصطفى الراوي" يعني الكاس دار عليكم يسقيكم المُـر.
وقف أمامه "نادر" يتحدث باستهتارٍ ويقصد التقليل منه:
_بتحلم….فوق لنفسك يا بابا، واللي خدته دا نقطة من بحر اللي هنا، حلال عليك واعتبره شفقة مننا ليك.
أبتسم "يوسف" بزاوية فمه وحرك رأسه موافقًا ثم اعتدل واقفًا بشموخٍ في وقفته يعتز بنفسه كما تربىٰ ونشأ:
_لو حقي دا شفقة منكم ليا، فاعتبروني بحن على عالم جعانة عينها مشافتش في يوم شبع، علشان كل اللي أنتم فيه دا حقي أنا وفلوس أبويا وجدتي، يعني لما تيجي تشفق على حد يا بابا، ابقى اشفق من جيب اللي خلفك مش من جيب صاحب الحق، وابقى اتربى شوية وبطل بجاحة عينك المكشوفة دي.
أنت تقرأ
غَوثِهِمْ "ياصبر أيوب" الجزءالأول بقلم شمس محمد
Acciónوكأن كل الطرق تؤدي إلى الهلاك وفقط وحده من يدلهم على النجاة ، تمثل الإنقاذ به ورشدت السفن ب دربه ، وحده فقط من يحمل صفتين معا وكأنه لتعطش روحهم "الغيث" ومن هلاك أنفسهم "الغوث" لنجد في النهاية الإجابة تتمثل في "غوثهم" منقولة للكاتبة شمس محمد بكري الن...