"الفصل السادس"
"رواية غَـــوثِـهِـمْ""يــا صـبـر أيـوب"
____________________وَهَبَتَ لِكُلِّ الخَلْقِ بِرًّا وَرَحْمَةً
وَقَدْ زِدَتْ فِي النُّعْمَى لِمَنْ زَادَ فِي الشُّكْرِ
وَلَمْ تَنْسَى حَتَّى الْحُوتَ فِي البَحْرِ سارِبًا
وَلَا الطَّيْرَ فِي جَوٍّ، وَلَا الوَحْشِ فِي قَفْرٍ"النقشبندي".
_________________________
الأمر أكثر من مجرد حروفٍ عابرة تخطت الفمِ لتصل إلى الأخرين، الأمر أكثر بكثير، ثمة بعض الحروف توقف العقل عن التفكير و القلب عن النبض، حروفٍ تشبه الصفعات المتوالية على صفحات الوجه تُلطمك كما تلاطم الأمواج خلف بعضها، كلمات حارقة تشبه في القلب تأكل النيران لنفسها.
_أشارت الفتاة نحو موضع الغرفة التي سألها عنها الشباب خاصةً حينما أخرج لها "إسماعيل" نقودًا أخرى، جعلتها تطالعهم بطمعٍ ثم خطفتهم، بينما تحرك "يوسف" نحو موضع إشارتها فوجد رواقًا باللون الأحمر حوائطه و ستائره اللامعة و صور الراقصات العاريات، كان الوضع بأكمله يشعره بالضيق والاستياء فوجد غرفةً كُتب على بابها "ليلة" اقترب من باب تلك الغرفة يحاول فتحها وقبل أن يقوم بذلك، شعر بفوهة السلاح في رأسه ونبرةٍ جامدة من خلفه تقول:
_ارفع إيدك وامشي قصادي يا حيلتها.
ازدرد "يوسف" لعابه ثم رفع كفيه يُعلن استسلامه لذلك الأخر، بينما الثاني وقف يشعر بالانتصار، ولكن هل انتصاره في محله، قبل أن يُدرك ذلك التفت "يوسف" له بعينين قاتمتين، بينما الأخر حرك رأسه مستنكرًا وقبل أن يسأله عن تواجده باغته "يوسف" بحركةٍ مُفاجأةٍ حينما شبك كفيه يلوح بهما مما شتت ثبات الأخر وسهل على "يوسف" سحب السلاح منه، فاتسعت أعين الأخر بغير تصديق، فيما ارتسمت الثقة على وجه "يوسف" وهو يتشدق بنذقٍ:
_هــا نــقـول كـمـان ؟؟.
رفع الأخر كفيه وهو يتحدث بنبرةٍ جامدة:
_لو فاكر إني لوحدي اللي هنا تبقى عبيط، جاي تعمل هنا إيه ؟؟ صدقني مش هتخرج من هنا على رجلك.
ابتسم "يوسف" له بينما الأخر تعجب من تلك الابتسامة، وقبل أن يسأل عن سببها تفاجأ بضربةٍ على كتفه جعلته يترنح ويسقط أرضًا من كف "إسماعيل" الذي أتى من خلفه، فيما نظر "يوسف" لجسده المُلقى أرضًا وهو يقول بسخريةٍ:
_بالشفا يا غالي، المهم أنتَ تخرج من هنا على رجلك.
اقترب منه "إسماعيل" وقبل أن يهم بالنطق، سأله "يوسف" بضجرٍ:
_كنت فين ؟؟ مش بصتلك تيجي ورايا على طول ؟؟.
حرك كتفيه بقلة حيلة ثم قال بنبرةٍ هادئة:
_ياعم البت كانت بتلاغيني فضلت اتكلم معاها لحد ما قالتلي إن فيه حيطة واقفة هنا على الباب علشان كدا جيتلك.
أنت تقرأ
غَوثِهِمْ "ياصبر أيوب" الجزءالأول بقلم شمس محمد
Actionوكأن كل الطرق تؤدي إلى الهلاك وفقط وحده من يدلهم على النجاة ، تمثل الإنقاذ به ورشدت السفن ب دربه ، وحده فقط من يحمل صفتين معا وكأنه لتعطش روحهم "الغيث" ومن هلاك أنفسهم "الغوث" لنجد في النهاية الإجابة تتمثل في "غوثهم" منقولة للكاتبة شمس محمد بكري الن...