"رواية غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل الخامس والثلاثون""يــا صـبـر أيـوب"
____________________أنا عبدكَ المُتضرع يا ربي..
أنا عبدكَ المتضرع يا ربي..
أنا طائعٌ و بطاعتي مسعودٌ
وسعادتي بالخالق المعبود
أنا طائعٌ و بطاعتي مسعودٌ
و سعادتي بالخالق المعبود
و عبادتي للقادر الموجود
و هدايتي بكتابِ رب الجـود._"نصر الدين طوبار"
__________________________________أيحقُ لنا من بعد الصمودِ أن نقع في الهوىٰ
وذلك القلب يخون عهده من بعدما أقسم بالزُهدِ ليخبرني بعد رؤية عينيكِ أنه وقع وهوىٰ؟ وحينها عذرته لأنه معه كل الحق؛ فهما ليس مجرد عينين بل هما عالمين كاملين، عينان لأجلهما تُقام الحروب كما سبق وخان لأجلهما العهود…عينان ملكتا فتنةً على قلبي وغدوت أتساءل بإلحاحٍ:" يا صاحبة المُقلتين المسحورتين بالليل الأسودِ
رُدي لي قَلبي الزاهد لأعود ناسكٍ متعبدِ".<"صفعة جديد، والوجه يتحمل">
اندفع "بيشوي" يسأله بحيرةٍ أكبر وقد تفاقم الضيق بداخله حتى باءت محاولته في السيطرة على نفسه بالفشل:
_ليه ؟؟ قولي ليه إيه السبب، إيه ذنبي إني ابن "جرجس"؟
تقدم "ملاك بجسده" يهتف بنبرةٍ خافتة بمثابة قنبلةٍ ألجمت الأخر وقتلته محله حين هتف:
_ذنبك إنك ابن "جرجس" صاحب "عبدالقادر" اللي "جابر" سلط على إبنه علشان يتخطف وهو صغير بعدما "عبدالقادر" رفض يشتغل معاهم ستارة على تجارتهم.
اتسعت عيناه بدهشةٍ وكأنه تلقىٰ صفعة فوق وجهه، أو أشد من الصفعة أيضًا، ماهذا الحديث الغريب الذي تلقاه هو وكيف يتصرف بعدما توالت الصفعات على وجهه بدون شفقةٍ على حاله، للحظةٍ تاه ولم يفهم مقصد الحديث حتى رمش عدة مراتٍ وسأل بضياعٍ شوش على حاله:
_بتقول مين؟؟ مين خطف مين !! تقصد إيه يا عم "ملاك" ؟؟.
لم يكن مجرد سؤالٍ عابرٍ بل حيرةٍ طفقت تعلن عن نفسها وضياعٍ تمكن منه حتى أنه تاه من نفسه ولوهلةٍ عابرة فكر في ماهية ذاته ومن هو وماذا يسمع ؟؟ لاحظ الرَجل تشوشه فزفر بقوةٍ يلعن تهوره وغبائه لكنه قرر استكمال الموضوع حينما استطرد حديثه قائلًا:
_زمان يابني "عبدالقادر" سيطه عِلي وبقى من أشطر التجار في مواد البنا ومن أشطر العُمال كمان لو أشتغل بإيده، لدرجة إن كان فيه ناس بتجيله بالاسم بس علشان السُمعة، ساعتها كان "جابر" طبعًا ورث محل أبوه وكان قبلها شغال زي الفل، "عبدالقادر" ساعتها كان لسه خارج من صدمة موت مراته وتعب ابنه اللي خد منه كتير أوي، دا أنا لسه فاكر لما الدكتور قاله اترحم على ابنك، ساعتها "عبدالقادر" عيطت وقال إن ضهره انحنى.
أنت تقرأ
غَوثِهِمْ "ياصبر أيوب" الجزءالأول بقلم شمس محمد
Acciónوكأن كل الطرق تؤدي إلى الهلاك وفقط وحده من يدلهم على النجاة ، تمثل الإنقاذ به ورشدت السفن ب دربه ، وحده فقط من يحمل صفتين معا وكأنه لتعطش روحهم "الغيث" ومن هلاك أنفسهم "الغوث" لنجد في النهاية الإجابة تتمثل في "غوثهم" منقولة للكاتبة شمس محمد بكري الن...