الفصل32 إصابة في مقتلٍ

13.5K 433 41
                                    

"رواية غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل الثاني والثلاثون"

                 "يــا صـبـر أيـوب"
           _________________

مِن بينَ خوفٍ وذلةٍ وخشوعٍ..
خفقَ القلبُ خفقةَ الحيرانِ…
سبح الكون كلهُ…سبح الكون كلهُ في خضوعٍ
إذ تجلت مهابة الرحمنِ…أبدي يُدبر الأمر
أبديٌ يُدبر الأمر فرضًا…سرمدي الجلال والسلطانِ

_"النقشبندي"
_______________________________  

أين نجد الإنتصار ونحن نتلقىٰ الهزائم من أحبتنا. 
وأين السُبل لمن ضل الطُرقِ وأين هي راحتنا..
أين خفقة القلب الملتاعِ بعدما غدا حيرانًا وأين نَفلُ من حيرتنا ؟؟ فـضجيج الرأس يشبه مدينة تكدست بالسكان بعدما كانت بالصفاء معروفة، ففل منها الصفاء وراحت عنا مُتعتنا…
أين الزمان وأين القلب الصافي لنا، أم أننا خسرنا الصفاء ورافقنا الهم في كل لحظاتنا…ضِعنا وضاعت الـسُبل لكننا مادام حيينا حتمًا…ستتلاقى أرواحنا وتهتف ألسنتنا أننا هُنا تواجدنا.

       <"من لا يحب فرحتنا…لا نراه بِراحتنا">

_"أيوب" !! مشوفتش "يوسف" فين ؟؟.

كان هذا قول "عُـدي" يستفسر عن مكان أخيه فحرك رأسه نفيًا ليتحرك "عُـدي" نحو الأسفل وهو يركض بحثًا عن أخيه لكنه لم يجده، بل وجد شابًا يكبره بعدة أعوامٍ يقترب منه بسكينٍ وبدت عليه الثمالة وهو يترنح بجسده فوقف "عُـدي" بثباتٍ أمامه ينتظر القادم حتى أوشك "سعد" على الاقتراب منه وقد نجح في هذا لكي يطعنه بالسكين قاصدًا إفساد فرحتهم، لم يتخيل "عُدي" أنه يفعلها أو حتى ينجح في الاقتراب منه ولو إنشًا واحدًا، وقبل أن يقوم "سعد" بطعنه في بطنه ضربه "عُدي" بذراعه وهنا جرحه بالسكين حينما رفع يده محاولًا طعن "عُـدي" الذي تفادى الضربة برمفقه.

نزف دمه وتأوه بأنينٍ مكتومٍ بينما "سعد" رفع صوته بدون وعيٍ ينادي على "يوسف" بصوتٍ ثَمِل ورافق مناداته قوله:

_يا "يوسف" !! لو راجل انزلي، تعالى وريني نفسك.

تحامل "عُـدي" على ألمه وكاد أن يقترب منه فوجد "إيهاب" يأتِ من حيث لايدري ثم مد كفه ونطق بنبرةٍ غَلِظة:

_عنك أنتَ، سيبهولي.

نظر له "عُدي" بحيرةٍ فوجد "إيهاب" يرمي سيجارته أرضًا ثم اقترب من "سعد" الذي أبتسم باستهتارٍ يُقلل من شأن الواقف أمامه وهو يقول بنبرةٍ عالية:

_أنتَ هتخوفني ؟؟ هات "يوسف" وأنا أوريه.

ابتسم "إيهاب" بخبثٍ لمعت به عيناه وهتف بنبرةٍ هادئة أشبه في وصفها لهدوء ما قبل العاصفة:

_طب ما توريني أنا كمان، علشان بحب أشوف.

حاول "سعد" فتح عينيه وهمَّ بالاقتراب منه فوجد "إيهاب" بحركةٍ خاطفة واحدة يضغط بكفه على عنقه وهتف من بين أسنانه قائلًا بغضبٍ أخذ يتفاقم عن المعقول:

  غَوثِهِمْ &quot;ياصبر أيوب&quot; الجزءالأول بقلم شمس محمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن